المرزوقي يقدم ملفا صحيا قبل خوض الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية

قدم المنصف المرزوقي المرشح للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية تفاصيل ضافية حول ملفه الصحي ووضعه في متناول الناخبين التونسيين. وتضمن الملف معطيات تؤكد خلوه من أي أعراض صحية، وخصوصا على مستوى أمراض القلب والشرايين. وأمضى على الملف الطبي طبيب برتبة عقيد في المستشفى العسكري بالعاصمة التونسية. وأجرى المرزوقي، وفق الشهادة الطبية، الكشف الطبي أول من أمس (الثلاثاء).
ودعت عدة أطراف سياسية تونسية إلى إطلاع الناخبين على الملف الصحي لمختلف المرشحين للانتخابات الرئاسية منذ الدور الأول. وكان مصطفى كمال النابلي، المحافظ السابق للبنك المركزي، أول المتقدمين بشهادة طبية ضمن ملف ترشحه الموجه إلى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في الدور الأول.
ويتنافس المرزوقي مع الباجي قائد السبسي، السياسي المخضرم المنتمي للمدرسة البورقيبية (نسبة إلى الزعيم الوطني الراحل الحبيب بورقيبة) وتدور الانتخابات يوم الأحد 21ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
من ناحية أخرى، تصل إلى تونس بعثة جامعة الدول العربية لملاحظة (مراقبة) الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، وهي بعثة مكونة من 15ملاحظا ينتمون إلى 7 دول عربية، يتقدمهم وجيه حنفي، الأمين العام المساعد بالجامعة. ووصل إلى تونس منذ يوم الثلاثاء الماضي أعضاء الوفد الذي يسبق بعثة الجامعة، قصد إتمام كل الترتيبات الفنية واللوجيستية لإنجاح المهمة، وسيتوزع ملاحظو البعثة على 14 دائرة انتخابية من مجموع 27 دائرة.
وسبق لبعثة الجامعة العربية أن أرسلت بعثة مماثلة لملاحظة الدور الأول من الانتخابات الرئاسية، وصرح رئيس البعثة بأنها جرت في ظروف جيدة ووفق المعايير الدولية.
في غضون ذلك، أكدت وزارة الشؤون الدينية التونسية، أمس، في بيان لها استرجاع كل المساجد والجوامع التي كانت خارج سيطرتها. ودعت الأئمة إلى ضرورة الالتزام بالحياد والنأي بالمساجد عن أي دعاية انتخابية، كما دعتهم إلى ضرورة إسهام الخطاب الديني في هذه الفترة بالذات في نزع الاحتقان ونبذ الفرقة والعصبية الجهوية والحزبية، وكذلك الابتعاد عن كل خطاب فيه مس بالأشخاص والمؤسسات، ويتضمن ثلبا ومسا بالأعراض وعدم الخوض في المواضيع ذات العلاقة بالدعاية الانتخابية.
على صعيد آخر، كشف راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، عن الأسباب التي دفعت بحركته إلى عدم التقدم بمرشح لخوض الانتخابات الرئاسية، وقال إنها تعود لسببين أساسيين؛ الأول يتمثل في عدم إقحام تونس في الصراعات أو التجاذبات، والثاني هو الاستفادة من الدروس التي مرت بها بعض الدول التي تولى فيها الإسلاميون الرئاسة، وذلك في إشارة ضمنية إلى ما آلت إليه الأوضاع في مصر عند تولي «الإخوان» الرئاسة.
ودعت حركة النهضة ضمن مبادرة لم تقبل بها بقية الأحزاب السياسية، إلى رئيس توافقي ولم تقدم مرشحا لها للانتخابات الرئاسية، وأبقت على موقف محايد تجاه الفائزين في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية.
وقال الغنوشي، في حوار تلفزيوني بثته قناة نسمة التونسية الخاصة الليلة قبل الماضية: «تجنبنا الدخول في سباق الرئاسية رغم حظوظنا الوافرة لأننا رأينا تجارب الإسلاميين عند الدخول في الرئاسية». وأضاف: «جنبنا البلاد الصراعات لأن ترشح (النهضة) كان سيقسم البلاد إلى معسكرين.. فبلادنا أعز عندنا من أي منصب»، على حد تعبيره.
وزاد قائلا: «التجربة الديمقراطية في تونس عبارة على شجرة واقفة في غابة محطمة؛ لذا وجبت الرأفة بتلك الشجرة ورعايتها».
ونفى الغنوشي أن تكون لديه مخاوف من عودة الاستبداد إلى تونس. وقال: «لست متخوفا على تونس من عودة الاستبداد فالشعب أسقطه، وتونس أدخلت العالم العربي في عهد جديد، فلا عودة لدولة البوليس والحزب الواحد والإعلام الخشبي والحكم مدى الحياة»، لكنه في المقابل شدد على أن المخاوف التي يمكن أن تراود التونسيين تتمحور حول دوامة الفوضى والإرهاب، على حد قوله.