يونايتد يدفع ثمن إهدار الفرص وضعف دفاعه ليودع «يوروبا ليغ»

قلب إشبيلية تخلفه أمام مانشستر يونايتد إلى فوز 2 - 1 ليبلغ المباراة النهائية من مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) لكرة القدم بفوزه على مانشستر يونايتد الإنجليزي 2 - 1 في مدينة كولن الألمانية.
وسجل سوسو في الدقيقة 26 والهولندي لوك دي يونغ (78) هدفي إشبيلية، والبرتغالي برونو فيرنانديز هدف يونايتد في الدقيقة 9 من ركلة جزاء. ويعتبر إشبيلية اختصاصيا في هذه المسابقة بعد أن توج بلقبها خمس مرات (رقم قياسي) بينها 3 مرات تواليا من 2014 إلى 2016 وقد رفع رصيده إلى 20 مباراة بلا خسارة في مختلف المسابقات. ويدين إشبيلية بالفوز إلى حارس مرماه المغربي ياسين بونو الذي تألق في الذود عن مرمى فريقه وتصدى لمحاولات عدة كانت كفيلة بحسم النتيجة لصالح مانشستر يونايتد، لا سيما في مطلع الشوط الثاني.
أما مانشستر يونايتد، فسقط في الدور نصف النهائي في ثلاث مسابقات هذا الموسم: أمام مانشستر سيتي في كأس الرابطة، وأمام تشيلسي في كأس إنجلترا وأخيرا أمام إشبيلية.
وأجرى مدرب مانشستر يونايتد النرويجي أولي غونار سولسكاير تبديلين بإشراك الحارس الإسباني ديفيد دي خيا على حساب الأرجنتيني سيرخيو روميرو في خطوة مفاجئة كون الأخير دأب على المشاركة أساسيا في مسابقات الكؤوس، في حين عاد المدافع السويدي فيكتور ليندلوف أساسيا على حساب العاجي إريك بايي.
في المقابل، لعب مدرب إشبيلية جولين لوبتيغي بالتشكيلة ذاتها التي تغلبت على ولفرهامبتون 1 - صفر الأسبوع الماضي. وقال لوبتيغي بعد الفوز: «كانت مباراة صعبة وقد عانينا كثيرا في الشوط الثاني أمام فريق قوي مثل مانشستر يونايتد لكن حارس مرمانا أبقانا في المباراة. لقد قام بعمل كبير». وأضاف «هذه أفضل تشكيلة لمانشستر يونايتد في السنوات الأخيرة، وأفضل فريق من حيث المستوى في إنجلترا، لذا من الطبيعي أن نعاني».
وأضاف «هذا مجهود الفريق. إذا نجحت في الفوز على فريق مثل يونايتد في الدور قبل النهائي فهذا يحدث بشكل جماعي. هذا ما فعلناه. أنا فخور حقا باللاعبين ونحن متحمسون جدا بخصوص النهائي».
وربما يلوم مانشستر يونايتد نفسه كثيرا على إهدار فرصة الوصول للنهائي والتتويج بلقب هذا الموسم بسبب إهدار الفرص السهلة الكثيرة وأخطاء الدفاع التي كلفته كثيرا على مدار المواسم الأخيرة.
وتسبب الافتقار للحسم أمام المرمى والأخطاء الدفاعية في ضياع العديد من النقاط على يونايتد في بداية الدوري الإنجليزي الممتاز وهو ما تكرر أمام إشبيلية رغم التقدم بهدف مبكر لفرنانديز من ركلة جزاء بعد مرور تسع دقائق من البداية.
وحاول ريو فيرديناند مدافع يونايتد السابق، الذي توج بلقب الدوري ست مرات وبدوري أبطال أوروبا 2008 خلال حقبة ذهبية تحت قيادة المدرب أليكس فيرغسون، تلخيص معاناة الفريق، وكتب: «عندما لا تستغل الفرص، تتم معاقبتك... عندما لا تدافع بقوة تتم معاقبتك. لا حاجة لتحليل المباراة».
وقال هاري مغواير مدافع يونايتد الحالي، المنضم العام الماضي من ليستر سيتي مقابل 80 مليون جنيه إسترليني: «استقبلنا هدفين من كرتين عرضيتين وهو شيء غير جيد... الخسارة غير مقبولة. الوصول إلى قبل النهائي (فقط) غير مقبول. يجب أن نقطع الخطوة التالية».
وبفضل كرتين عرضيتين من الجانبين لم يفلح الدفاع في التمركز أو التعرض لهما، سجل إشبيلية هدفين لينتزع فوزا لم يكن في حسبانه حيث كان مهتما بالدفاع تماما بالشوط الثاني ومعتمدا على هجمات مرتدة قليلة للغاية.
وكان هدف دي يونغ الثاني تعبيرا على عدم تركيز مدافعي يونايتد، حيث أفلت مهاجم إشبيلية من رقابة السويدي فيكتور ليندلوف وحصل على الوقت والمساحة للتسجيل من مدى قريب، وهو الأمر الذي جعل برونو فيرنانديز يشعر بالغضب ويدخل في مشادة كلامية مع ليندلوف ليلخص الليلة السيئة ليونايتد، وربما يكون نجم المباراة الأول هو المغربي ياسين بونو حارس إشبيلية الذي أنقذ محاولات خطيرة من فيرنانديز وماركوس راشفورد وأنطوني مارسيال.
وقال فيرنانديز: «لقد أدينا مباراة رائعة وصنعنا الكثير من الفرص لكن في كرة القدم هذا ليس كافيا، حيث أهدرنا كثيرا أمام المرمى وتم معاقبتنا بهدفين في غفلتين». وخلال مباراتي يونايتد في دور الثمانية أمام كوبنهاغن وفي قبل النهائي سدد الفريق 46 كرة لكنه سجل هدفين فقط من ركلتي جزاء. وعلق المدرب سولسكاير: «أدى الحارس مباراة رائعة. بكل تأكيد من المحبط أننا لم نسجل. ندرك أننا نملك لاعبين بوسعهم التسجيل لكن هكذا كرة القدم... عندما لا تستغل الفرص المتاحة تصبح الأمور صعبة». وكانت الفرصة متاحة أمام يونايتد لإحراز لقبه الوحيد هذا الموسم بعد أن انتهى مشواره أيضا في نصف نهائي كأس إنجلترا وكأس الرابطة، إلا أنه خرج من دون لقب للموسم الثالث تواليا، وهي أطول فترة من دون كأس منذ فشله في إحراز أي لقب لأربعة مواسم متتالية بين 1985 و1989.
واعترف سولسكاير إلى أن يونايتد ما زال بحاجة لإبرام بعض الصفقات في الأسابيع المقبلة، لأجل القدرة على المنافسة على البطولات. وسبق لمانشستر يونايتد أن ضمن تأهله إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل بعد أن أنهى الدوري الممتاز في المركز الثالث، لكن العقم في وجود أسماء بارزة على دكة البدلاء ظهر مجددا عندما انتظر سولسكاير حتى الدقيقة 87 لإجراء أول تبديل في المباراة.
وينطلق الموسم الجديد من «البريميرليغ» بعد قرابة شهر وكثرت الأحاديث عن إمكانية انتقال الشاب الإنجليزي جايدون سانشو من بوروسيا دورتموند الألماني، إلا أن الأخير أكد على بقاء الجناح في صفوفه الموسم المقبل.
وأضاف سولسكاير «لا يمكنني تحديد الموعد أو ما إذا كانت الصفقات ستحصل، لكننا نتطلع قدما لذلك. إنه منعطف سريع. يجب أن نكون واثقين بنسبة 100 في المائة عندما نبرم تلك الصفقات». وواصل: «علينا أن نعزز قوة دكة البدلاء حتما. سيكون موسما طويلا. سنستمر في ملاحقة لاعبينا وطلب المزيد منهم، ونتطلع للتحسّن... الموسم (الجديد) يبدأ سريعا لكن سوق الانتقالات مفتوح لفترة طويلة، لذا علينا أن نكون أذكياء وحكماء».