أتالانتا في مواجهة سان جيرمان بربع نهائي {دوري الأبطال} اليوم

تنطلق اليوم فعاليات نسخة فريدة من منافسات الأدوار النهائية لدوري أبطال أوروبا، حيث تقام على شكل بطولة مجمعة في العاصمة البرتغالية لشبونة على مدار 12 يوماً.
ويستهل أتالانتا الإيطالي وباريس سان جيرمان الفرنسي مباريات دور الثمانية اليوم، على أن تقام المباريات الثلاث الأخرى على مدار الأيام الثلاثة التالية بواقع مباراة واحدة في كل يوم.
ويلتقي لايبزيغ الألماني مع أتلتيكو مدريد الإسباني الخميس، ثم برشلونة الإسباني مع بايرن ميونيخ الألماني الجمعة، ويختتم مانشستر سيتي الإنجليزي الجولة مع ليون الفرنسي السبت.
ووفقاً للقواعد الصارمة التي وضعها «يويفا» سيتمّ اختبار كل المشاركين (لاعبين، ومرافقين) قبل ثلاثة أيام أو يومين من مغادرة بلادهم. ويجري اختبار إضافي في موقع البطولة المصغرة عشية المباراة، على أن تُعلن النتائج على الأقل قبل ست ساعات من انطلاق المباراة الأولى.
كما يوصي الاتحاد الأوروبي باستخدام اختبار «آر تي - بي سي آر» للكشف عن كورونا أو أي طرق أخرى تعادلها.
ويتعيّن على أي مشارك يظهر عوارض تشير إلى احتمال الإصابة بفيروس «كوفيد - 19»، أن يعزل نفسه في فندقه والاتصال بالسلطات الصحية المحلية.
ويتعيّن على كل فريق تسمية 13 لاعباً يتمتعون بصحة جيدة للتمكن من اللعب، بما في ذلك حارس المرمى. إذا لم يقم الفريق بتسمية 13 لاعباً مدرجين في «القائمة أ» المقدّمة مسبقاً للاعبين المؤهلين خوض البطولة المصغرة، يمكن لـ«(يويفا) السماح بإعادة برمجة المباراة».
إذا تعذرت إعادة برمجة المباراة، فسيكون الفريق غير القادر على توفير 13 لاعباً «مسؤولاً» ويخسرها بنتيجة صفر - 3.
ومرّة جديدة يخوض سان جيرمان الأدوار الإقصائية من دوري الأبطال وهو مبتلى بإصاباته، لكن نجمه البرازيلي نيمار سيكون جاهزاً لقيادة الفريق في مواجهة أتالانتا للتذكير بأنه أغلى لاعب في العالم.
ستقام المباراة وراء أبواب مؤصدة على ملعب «دا لوز»، لكن سان جيرمان سيكون معتاداً على ذلك، إذ كان من أوائل مختبري هذه التجربة في المسابقة، عندما تخطى بوروسيا دورتموند الألماني في إياب ثمن النهائي في مارس (آذار) الماضي، قبل تعليق المنافسات بسبب «كوفيد - 19».
آنذاك، سجل نيمار هدف الافتتاح ليحقق فريق العاصمة فوزاً بهدفين، معوضاً خسارته ذهاباً 1 - 2.
وفي أول موسمين بعد انتقاله القياسي من برشلونة الإسباني مقابل 222 مليون يورو، دفع سان جيرمان ثمناً باهظاً لإصابة نيمار في المراحل الحاسمة من المسابقة القارية.
أولاً تعرض لكسر في مشط قدمه ليغيب عن الإقصاء أمام ريال مدريد الإسباني في 2018. وتكرّر السيناريو المحبط في 2019 بإصابة أخرى في المشط وإقصاء جديد أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي برغم تفوق الباريسيين ذهاباً بهدفين.
مذاك الوقت، انصبّ الحديث على عودة محبطة لنيمار إلى برشلونة، ولا تشير التكهنات إلى حصولها في فترة الانتقالات المقبلة التي يخيّم عليها شبح كورونا.
وتأتي مباراة اليوم قبل يوم من الذكرى الثالثة لقدوم مهاجم برشلونة السابق إلى سان جيرمان.
يبدو أن النجم البالغ 28 عاماً قد تأقلم في باريس وبفورمة جيدة تؤهله تخطي أتالانتا وإيصال الفريق إلى نصف نهائي دوري الأبطال منذ الاستحواذ القطري في 2011.
وقال نيمار الأسبوع الماضي: «أعتقد أني أعيش في أفضل أيامي منذ قدومي إلى باريس».
وفي أسبوع يحتفل فيه سان جيرمان بالذكرى الخمسين لتأسيسه، يجد المدرب الألماني توماس توخيل نفسه أمام معضلة لتعويض إصابات أبرز نجوم تشكيلته. ويُتوقع أن يجلس نجمه هجومه الآخر كيليان مبابي على مقاعد البدلاء، إذ يقاتل بطل العالم للتعافي من إصابة بكاحله تعرّض لها خلال الفوز على سانت إتيان الشهر الماضي في نهائي مسابقة الكأس.
ويغيب عن المباراة الأرجنتيني أنخل دي ماريا، فيما رحل الهداف التاريخي للنادي المهاجم الأوروغوياني أدينسون كافاني في يونيو (حزيران) لانتهاء عقده. ولسخرية القدر، كان كافاني مرشحاً للانتقال إلى مدينة لشبونة لحمل ألوان أبرز أنديتها بنفيكا.
وما يعزز قلق توخيل، الإصابة الأخرى لعملاق الوسط الدفاعي الإيطالي ماركو فيراتي بعضلة ساقه. وتشير تقارير إلى أن فيراتي لن يكون جاهزاً حتى في موعد المباراة النهائية بحال بلغها سان جيرمان. واللافت أن توخيل بذاته سيكون أيضاً على العكازات، بعد أن كسر العظمة الخامسة في مشط قدمه وتعرضه لالتواء بكاحله خلال أحد التمارين.
إزاء كل ذلك، يعوّل سان جيرمان بشكل كبير على نيمار لقيادة الباريسيين إلى نصف النهائي لملاقاة الفائز بين أتلتيكو مدريد الإسباني ولايبزيغ الألماني.
قال توخيل: «نحن فريق متماسك، أحرزنا أربعة ألقاب هذا الموسم، وأنا سعيد جداً لكوني مدرباً لسان جيرمان... هذه هدية بالنسبة لي».
في المقابل، يحمل أتالانتا لواء الكرة الإيطالية وهو حقق مفاجآت مدوية بوصوله إلى هذه المرحلة في أول مشاركة له بالبطولة الأوروبية الأهم عبر تاريخه. وبعد إقصاء يوفنتوس عملاق إيطاليا ونابولي من ثمن النهائي، بقي أتالانتا ممثلاً لإيطاليا الباحثة عن لقبها الأول منذ 2010 مع نادي إنتر ميلان في المسابقة القارية الأولى.
وسيفتقد أتالانتا اليوم هدافه السلوفيني يوسيب إيليتشيتش صاحب 21 هدفاً هذا الموسم في مختلف المسابقات، بينها خمسة في دوري الأبطال.
وقال مدربه الخبير جان بييرو غاسبريني: «سنفتقد إيليتشيتش كثيراً... كان موسمه، حتى فبراير (شباط) كان الأكثر نجاعة هجومياً لدينا».
تألق ابن الثانية والثلاثين كثيراً حتى ضرب فيروس كورونا المستجد إيطاليا، خصوصاً برغامو مقرّ الفريق، وتغلبت الصعوبات الشخصية والنفسية على إيليتشيتش، فابتعد عن المباريات الأخيرة لفريقه محلياً.
لكن قوّة أتالانتا تكمن في العدد الكبير للاعبيه القادرين على الوصول إلى الشباك وسجلوا 118 هدفاً في مختلف المسابقات.
وسجّل كل من الكولومبيين دوفان زاباتا ولويس موريال 19 هدفاً، وأضاف الكرواتي ماريو باشاليتش 11 ودينامو خط الوسط الأرجنتيني بابو غوميز ثمانية، فضلاً عن تسعة أهداف للأوكراني رسلان مالينوفسكي.
الطبيعة الغريبة للموسم منحت آمالاً إضافية لأتالانتا بمواصلة الحلم في مشاركته القارية الأولى، فيما لم يحقق في تاريخه الذي يعود إلى 112 سنة سوى لقب كأس إيطاليا 1963.
وقال غوميز نجم الفريق الذي يطلق عليه «لا ديا»: «أتالانتا فريق المدينة التي تشعر بأنك جزء منها... نعرف أننا فريق من مدينة يبلغ عدد سكانها نحو مائة ألف نسمة، ولسنا فريقاً من العاصمة... لكننا نعلم إلى أين نذهب وبماذا نرغب».
وأضاف: «تعلمنا كثيراً في هذه الرحلة، من المباراة الأولى في دوري الأبطال عندما تلقينا أربعة أهداف أمام دينامو زغرب (الكرواتي)، رفعنا المستوى والآن يطالبوننا بدوري الأبطال. تحقيق هذا الهدف لا يُقدّر بثمن».
وتحوّل أتالانتا من فريق متوسط في إيطاليا إلى منافس على اللقب، بحلوله ثالثاً في آخر موسمين، تحت إشراف رئيس النادي الملياردير أنطونيو بيركاسّي الذي حمل ألوان النادي مدافعاً. وتولّى ابن السابعة والستين منصبه عام 2010 وبعمله مع نجليه رفع النادي إلى مصاف المتصدرين على غرار يوفنتوس وإنتر ولاتسيو ونابولي.
وقال بيركاسي: «لم يكن الأمر سهلاً، لكن السنوات الثلاث الأخيرة تجاوزت أكثر التوقعات تفاؤلاً، هذه هي قصتنا، قصة كامل عائلة أتالانتينا».
مع ذلك، بدأ مشوار فريق غاسبريني بشكل كارثي هذا الموسم في دوري الأبطال، حيث خسر أول ثلاث مباريات في دور المجموعات وتلقى 11 هدفاً. لكنه تأهل بشق النفس إلى ثمن النهائي. ويرى مدرب منتخب إيطاليا روبرتو مانشيني أن أتالانتا لديه روح حديثة ومبادئ، وشجاعة التحدّي، وأسلوب هجومي بصرف النظر عن النتيجة».
وأضاف: «الأندية الكبرى في أوروبا تلعب كلها بهذه الذهنية، لكن الأمور تتغير في إيطاليا أيضاً، حيث يجرؤ مدربون كثيرون اليوم، أيضاً بفضل أتالانتا».