اللبنانيون يدعون إلى انتفاضة حتى «الإطاحة» بالسياسيين

دعا لبنانيون أمس (الأحد) إلى انتفاضة لا تتوقف للإطاحة بزعمائهم السياسيين وسط غضب عام جراء الانفجار المدمر الذي وقع الأسبوع الماضي في بيروت. وطالب المتظاهرون الحكومة بالاستقالة بسبب ما وصفوه بالإهمال الذي أدى إلى انفجار الثلاثاء. وتحول الغضب إلى مشاهد عنف في وسط بيروت يوم السبت.
وتمركز جنود في سيارات مزودة برشاشات قرب ساحة الشهداء أمس (الأحد). وقالت المحامية مايا حبلي وهي تتفقد المرفأ المدمر حيث وقع الانفجار: «يجب على الناس النوم في الشوارع والتظاهر ضد الحكومة إلى أن تسقط».
وقال مارون شحادة: «عملت في الكويت لمدة 15 عاماً في مجال الصرف الصحي لتوفير المال وبناء محل لبيع الهدايا في لبنان وقد دمره الانفجار... لن يتغير شيء حتى يغادر قادتنا».
ودمر الانفجار أحياء بأكملها.
وقال إيلي يزبك مدير شركة أزياء دُمر مقرها المكون من عشرة طوابق في الانفجار: «انظر إلى هذا... لقد أعادنا هذا 50 عاماً إلى الوراء. نواجه أزمة تلو أزمة في لبنان. حان الوقت للحكومة كي تتنحى وتسمح لمن تتوفر لديهم القدرة بإدارة شؤون البلاد».
وأدى الانفجار إلى مقتل 158 شخصاً وإصابة أكثر من ستة آلاف ودمر أجزاء من المدينة وفاقم الانهيار الاقتصادي والسياسي الذي يواجهه لبنان.
وطبقاً لـ«رويترز»، كانت احتجاجات أول من أمس (السبت) أكبر تعبير عن الغضب منذ أكتوبر (تشرين الأول)، عندما خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع احتجاجاً على الفساد وسوء الحكم والإدارة.
وتجمع نحو عشرة آلاف شخص في ساحة الشهداء التي تحولت إلى ساحة قتال في المساء بين الشرطة والمحتجين الذين حاولوا إسقاط حاجز على الطريق المؤدي إلى البرلمان. واقتحم بعض المتظاهرين وزارات حكومية وجمعية مصارف لبنان.
وتحدى المتظاهرون قنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقت عليهم بالعشرات ورشقوا قوات الأمن بالحجارة والمفرقعات مما استدعى نقل بعض أفراد الشرطة إلى سيارات إسعاف للعلاج من الإصابات التي لحقت بهم. ولقي شرطي حتفه وقال الصليب الأحمر إن أكثر من 170 شخصاً أصيبوا.
وقال يونس فليتي (55 عاماً)، وهو عسكري متقاعد: «الشرطة أطلقت النار علي. لكن ذلك لن يمنعنا من التظاهر حتى تتغير الحكومة بكاملها».
وعلى مقربة، جلس فني إصلاح السيارات صابر جمالي في ساحة الشهداء قرب هيكل خشبي يتدلى منه حبل مشنقة في تحذير رمزي لزعماء لبنان بأنهم إن لم يستقيلوا فسيواجهون الشنق.
وقال: «كل زعيم يقمعنا يجب أن يشنق». وأضاف أنه سيتظاهر من جديد.