تونس في وضع وبائي «حرج»

تبحث تونس خلال هذه الفترة من المعركة ضد فيروس «كورونا»، عن الأسباب التي أدت إلى عودة الوباء رغم نجاحها الكبير في الحد من عدد الوفيات ومن ظهور موجة ثانية للوباء بعد محاصرته عبر إقرار الحجر الصحي الشامل وحظر التجول. واستبعد أكثر من طرف طبي العودة إلى الحجر الصحي رغم وصف بعضهم الوضع الوبائي في تونس بأنه «حرج».
وفي هذا الشأن، قال الحبيب غديرة، عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس «كورونا» في تونس، إن عدم احترام التونسيين للإجراءات الوقائية وعدم تطبيق البروتوكولات التي وقعتها وزارة الصحة مع الوزارات والهياكل العمومية والمنظمات في إطار التوقي من فيروس «كورونا»، ساهم بشكل كبير في عودته وانتشاره.
وأكد على قيام وزارة الصحة التونسية بكل الإجراءات الهادفة إلى السيطرة على الوضع الوبائي، خاصة بعد اكتشاف 3 منابع لانتشار الفيروس وهي القيروان والنفيضة (وسط) ومطار تونس قرطاج الدولي (العاصمة التونسية)، وذلك إثر إجراء تحاليل التقصي وفرض إجراءات التوقي والتعقيم على حد تعبيره. وأضاف أن إمكانية وجود منابع أخرى لانتشار «كورونا» في تونس، تبقى واردة خاصة بعد تسجيل حالتي عدوى لم يتم تحديد مصدرهما، مشدداً على ضرورة احترام إجراءات الوقاية المتعلقة بالخصوص بحمل الكمامات وغسل اليدين والتباعد الجسدي، التي تبقى السبيل الوحيد للتوقي من هذا الفيروس.
وتوقع أن تواجه تونس خلال فترتي الخريف والشتاء المقبلين، زيادة مخاطر عودة فيروس «كورونا»، وذلك بالنظر إلى أن الظرف سيكون مواتياً لانتشار النزلة الموسمية.
على صعيد آخر، أكدت نصاف بن علية المديرة العامة للمرصد التونسي للأمراض الجديدة والمستجدة، أن الوضع الوبائي حالياً يعد حرجاً، خصوصا أنه إلى حد اللحظة لا وجود لأي سلاح ضد «كورونا» إلا الالتزام بالإجراءات الوقائية. ودعت إلى ضرورة تفادي التجمعات واتباع تعليمات الوقاية من النظافة إلى ارتداء الكمامات من أجل حماية الفئات الهشة خاصة الذين يعانون من أمراض مزمنة لتفادي تسجيل عدد كبير من الوفيات. وأضافت بن علية أنه لا يمكن إعادة غلق الحدود التونسية لأن الغلق لن يوصل إلى أي حل خاصة بعد انتشار الوباء.
وفي تونس، تم خلال الآونة الأخيرة تسجيل 9 تحاليل إيجابية جديدة من بينها 4 حالات إصابة جديدة (3 حالات إصابة محلية وإصابة وافدة وحيدة) إلى جانب 5 تحاليل إيجابية لحالات إصابة سابقة لا تزال حاملة للفيروس، ليصبح العدد الإجمالي للمصابين بهذا الفيروس، بعد التثبت من المعطيات وتحيينها، 1565 حالة مؤكدة موزعة بين 1225 حالة شفاء و51 حالة وفاة و289 حالة إصابة لا تزال حاملة للفيروس وهي تخضع للمتابعة الطبية من بينها 9 حالات إصابة وقع التكفل بها في المستشفيات.