حظر تجوّل في كشمير الهندية عشية الذكرى السنوية لإلغاء حكمها الذاتي

فرض آلاف الجنود الهنود حظر تجول في كشمير، اليوم الثلاثاء، ووضعوا أسلاكاً شائكة وحواجز معدنية لإغلاق الطرق الرئيسية، قبل يوم من الذكرى السنوية الاولى لإلغاء نيودلهي الحكم الذاتي في المنطقة المضطربة.
وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي فرض الحكم المباشر على المنطقة في 5 أغسطس (آب) 2019 واعداً بالسلام والازدهار بعد عقود من العنف الذي أدى الى مقتل عشرات آلاف الأشخاص في الصراع ذي الطابع الديني في هذه المنطقة ذات الغالبية المسلمة الواقعة على حدود باكستان.
وأعلن مسؤولون عن حظر تجول تام ليومين مشيرين الى ورود تقارير استخبارية تشير الى تظاهرات مرتقبة في المنطقة التي تضم سبعة ملايين نسمة وحيث دعا السكان المحليون الى إعلان هذه الذكرى «يوماً أسود»، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وسيّرت آليات الشرطة دوريات في سريناغار، أبرز مدن المنطقة، فيما استخدم عناصرها مكبرات الصوت لكي يأمروا السكان بالبقاء داخل منازلهم لأن حظر التجول التام يعني انه يمكن للسكان التنقل فقط بتصريح خاص يقتصر عادة على الخدمات الأساسية مثل الشرطة وسيارات الإسعاف.
ومنطقة كشمير الواقعة في جبال الهيملايا خاضعة لقيود لكبح تفشي فيروس كورونا المستجد بعد تزايد الإصابات، تشمل الحد من الأنشطة الاقتصادية والتنقلات. غير أن حظر التجول الجديد يعيد الى الأذهان ذكريات الحملة التي استمرت أسابيع قبل سنة مع قرار إلغاء الحكم شبه الذاتي لكشمير في الخامس من أغسطس. وقُطعت حينها الاتصالات تماماً، لا سيما خطوط الهاتف والإنترنت، وانتشر عشرات آلاف الجنود في المنطقة التي تعد من أبرز المناطق العسكرية في العالم.
ووضع حوالى سبعة آلاف شخص قيد الحجر آنذاك بينهم ثلاثة مسؤولين سابقين. ولا يزال مئات الأشخاص قيد الإقامة الجبرية أو خلف القضبان حتى اليوم ومعظمهم بدون توجيه تهم إليهم.
وكشمير قسمت منذ العام 1947 بين الهند وباكستان اللتين تتنازعان السيادة عليها، وكانت سبب نشوب حربين من أصل ثلاث بين الدولتين.
ويرى حزب رئيس الوزراء الهند الهندوسي القومي «بهاراتيا جناتا» أن الوضع الخاص الذي كان ممنوحاً لكشمير لم يأت بشيء «سوى الارهاب والانفصالية والمحاباة والفساد على مستويات كبرى»، كما قال السنة الماضية.
ومنذ العام الماضي تشهد المنطقة نقمة متزايدة على الحكومة المركزية، خصوصاً على خلفية منح حق شراء الأراضي الذي كان سابقا محصوراً بأبناء كشمير لعشرات آلاف الأشخاص من خارجها.
ويتخوف العديد من السكان المحليين أن تكون نيودلهي تسعى الى تغيير الواقع الديموغرافي للمنطقة عبر تلك الخطوة.
وتقاتل جماعات متمردة منذ عقود مطالبة باستقلال المنطقة أو ضمّها إلى باكستان، وخلّف النزاع المستمر منذ 1989 عشرات آلاف القتلى، معظمهم مدنيون.