الرئيس الأميركي يعيّن جنرالاً مثيراً للجدل وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية

التفاف الرئيس الأميركي دونالد ترمب على مجلس الشيوخ الأميركي لتثبيت الجنرال المتقاعد المثير للجدل أنتوني تاتا، مرشحه لمنصب وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية، أثار ردود فعل منتقدة وغاضبة، خصوصاً من أعضاء الحزب الديمقراطي. المنصب يعد من أرفع المناصب المدنية في وزارة الدفاع، ولا يتطلب موافقة الكونغرس، ما يسمح له عملياً بلعب هذا الدور ولو بشكل مؤقت يمكنه من ممارسة تأثير سياسي كبير، خصوصاً في بعض الملفات الحساسة، من بينها ملف إيران التي يتخذ منها موقفاً متشدداً.
وزارة الدفاع التي أصدرت الأحد، بياناً لتأكيد التعيين قالت إن «تاتا يتطلع إلى مواصلة المساعدة في تنفيذ أجندة الرئيس للأمن القومي»، لكنها لم تأتِ على ذكر الجدل أو الأسباب التي وقفت وراء عدم تعيينه وكيلاً أصيلاً بعد إلغاء لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الجلسة. وبالفعل ألغى مجلس الشيوخ يوم الخميس، الجلسة بعدما تبين استحالة الحصول على الأصوات الكافية لتعيين تاتا، على خلفية الجدل الذي أثارته تعليقاته وتصريحاته حول العديد من الشؤون السياسية الداخلية والخارجية.
تاتا كان وصف الرئيس السابق باراك أوباما بـ«زعيم إرهابي»، واقترح أن يستعد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السابق جون برينان إما للإعدام أو لإطلاق النار على نفسه. كما قال إن «الإسلام هو الدين الأكثر عنفاً وقمعاً من بين الأديان التي يعرفها». وخضعت تعليقاته وكذلك تغريداته التي كان يطلقها حين كان محللاً في شؤون الأمن القومي في العديد من المقابلات للتدقيق من قبل المجلس.
تاتا هو جنرال سابق تقاعد عام 2009 بعد أن اكتشف المفتش العام للجيش أنه كان لديه على الأقل علاقتان خارج الزواج، وهو أمر ممنوع في الجيش الأميركي. وكان الرئيس ترمب قد ضغط على الجمهوريين في مجلس الشيوخ لعقد جلسة استماع لتاتا الذي كان من الشخصيات الأكثر حضوراً في وسائل الإعلام المحافظة والمؤيدة لترمب. لكن بعض أعضاء مجلس الشيوخ، بمن فيهم أولئك الذين سيواجهون إعادة انتخابهم هذا الخريف، أثاروا مخاوف بشأنه.
وانتقد آدم سميث الرئيس الديمقراطي للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب خطوة منح تاتا منصباً كبيراً بعد أيام فقط من إلغاء مجلس الشيوخ جلسة التصديق على تعيينه. وقال في بيان: «إذا لم يتمكن أحد المرشحين من الحصول على دعم مجلس الشيوخ، كما الحال مع تاتا، فينبغي على الرئيس ألا يمنحه دوراً مؤقتاً متطابقاً»، مضيفاً: «هذا التملص من التدقيق يجعل حكومتنا أقل مساءلة ويعطي الأولوية للولاء على الكفاءة». واضح في حالة تاتا، فكان يجب على الرئيس حينئذ عدم منح هذا الشخص دوراً مؤقتاً مماثلاً. وأضاف سميث أن المناصب الشاغرة في وزارة الدفاع وصلت إلى مستوى قياسي في عهد ترمب، ما حد من قدرة البنتاغون على أداء واجباته ومهامه، وشكل «تهديداً لأمننا القومي».
كما أدان السيناتور جاك ريد كبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، تعيين تاتا، معتبراً أنه «إهانة لقواتنا والمهنيين في البنتاغون ومجلس الشيوخ والشعب الأميركي».