إدانات فلسطينية وإسرائيلية لحرق مستوطنين مسجداً في الضفة

حمّل رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن هجمات طالت مسجد البيرة، فجر أمس، واصفاً ما حدث بأنه «فعل إجرامي وعنصري»، كما دان الحادث الإرهابي عدد من الجهات الفلسطينية والإسرائيلية.
وكان مستوطنون، من جماعة «تدفيع الثمن» المصنفة إسرائيلياً جماعة كراهية وإرهابية، قد أحرقوا مسجداً في مدينة البيرة قرب رام الله، وخطّوا شعارات عنصرية وعدائية ضد العرب. وقال رئيس بلدية البيرة عزام إسماعيل، أمس، إن مستوطنين اقتحموا المدينة، فجراً، وخطّوا شعارات عنصرية على الجدران الداخلية لمسجد البر والإحسان، وقاموا بإحراق مرافقه. ودانت بلدية البيرة هذا «العمل الإجرامي والتخريبي، والذي يدل على العقلية المتطرفة لدولة الاحتلال».
وفوجئ السكان صباحاً بالنار تندلع في المسجد، فهبّوا إلى جانب رجال الإطفاء لإخماد النيران، ثم وجدوا شعارات عنصرية خطت في المكان من بينها «الحصار للعرب وليس لليهود... هذا الأرض لليهود» و«أرض إسرائيل لشعب إسرائيل». وأظهرت صور من مكان الاعتداء جدراناً ومغاسل متفحمة.
ووصف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، ما حدث بأنه «عنصرية وأبرثايد». ونددت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحاولة إحراق المسجد من قبل المستوطنين، وطالبت المجتمع الدولي والمؤسسات ذات العلاقة، بكف يد هذه الفئة المجرمة عن مقدسات المسلمين. كما اعتبرت «الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات»، الحادث «انتهاكاً صارخاً لحرية العبادة والمعتقد ولحرمة المقدسات».
أما وزارة الخارجية والمغتربين، فطالبت الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي «بتفعيل نظام الحماية الدولية لشعبنا»، ودعت الدول إلى وضع عصابات المستوطنين الإرهابية، بما فيها عصابات تدفيع الثمن وشبيبة التلال، على قوائم الإرهاب ومنعها من دخول أراضيها. وحمّلت الخارجية حكومة الاحتلال ورئيس وزرائها، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا الاعتداء وجميع الاعتداءات التي تستهدف الوجود الفلسطيني وممتلكاتهم ومزارعهم ومساجدهم وكنائسهم. جاء ذلك في وقت حذر فيه قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، من أن اليمين المتطرف يجر المنطقة والعالم إلى أتون الحرب الدينية التي لن يسلم منها أحد.
في السياق ذاته، دانت حركتا «حماس» و«الجهاد»، جريمة حرق المسجد، وطالبت الحركتان، بضرورة العمل على حماية المساجد، والتكاتف للتصدي لجرائم المستوطنين ومواجهتهم وردعهم عن تكرار هذه الجرائم.
ولم تتوقف الإدانات عند الفلسطينيين، بل صدرت إدانات في إسرائيل كذلك؛ إذ دان وزير الاقتصاد الإسرائيلي عمير بيريتس، الواقعة، على «تويتر»، ودعا إلى مثول «المجرمين ودعاة الكراهية» المسؤولين عن الحريق في مدينة البيرة، أمام العدالة، غير أنه لم يذكر المستوطنين صراحة في تغريدته. وتابع، أن «فيروس الكراهية، مثل فيروس كورونا، هو عدو مشترك لجميع الأديان والشعوب في العالم». كما استنكر رئيس حزب ميريتس نيتسان هوروفيتس إضرام النار في المسجد، واصفاً الحادث بعملية إرهابية يهودية خطيرة. وقال هوروفيتس، إن الفتيان المشاغبين هم الذين يعرّضون دولة إسرائيل للخطر، وليس الشبان الذين يناضلون من أجل اجتثاث الفساد ويطالبون بالعدالة الاجتماعية.
وقالت منظمة «تاغ مئير» الإسرائيلية، التي تعمل من أجل مكافحة الكراهية والعنصرية في صفوف الإسرائيليين، إنه «منذ 2009، تم تدنيس 60 مسجداً وكنيسة وديراً» في مناطق في الضفة الغربية والداخل.
وتشنّ الجماعات الإسرائيلية المتطرفة هجمات مستمرة على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، مدفوعين بالكراهية ورغبة بطرد الفلسطينيين من المنطقة. وفي الشهر الماضي، تعرضت قرية جماعين الفلسطينية شمال الضفة الغربية، لهجمات تم خلالها إحراق مركبة وخطّ عبارات باللغة العبرية على جدار منزل قريب. وقبل أيام تعرضت 12 مركبة في قرية الساوية القريبة، للاعتداء، وتم خطّ عبارة «تعيش أمة إسرائيل»، على جدار قريب إلى جانب نجمة داود، وفي فبراير (شباط)، قام مجهولون بإعطاب إطارات 170 مركبة في بلدة الجش العربية شمالاً، وخطّوا عبارات تدين الحوار بين الأديان على جدران مبانٍ في القرية، وفي شهر يناير (كانون الثاني)، أشعل مهاجمون النار في مسجد في حي شرفات جنوبي القدس.