الهند تعزل 125 مليون شخص و«كورونا» يواصل انتشاره في العالم

أعادت الهند فرض إجراءات العزل على نحو 125 مليون شخص، أي ما يعادل نحو عُشر سكانها بسبب ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد الذي سجلت الولايات المتحدة حصيلة يومية قياسية بعدد المصابين به، خصوصاً في جنوب البلاد.
وستكرم إسبانيا، وهي إحدى الدول الأوروبية الأكثر تضرراً بالوباء، اليوم (الخميس)، رسمياً ضحايا الفيروس، في حين تواصل مراقبة أكثر من 120 بؤرة نشطة على أراضيها. وأصيب أكثر من 13.4 مليون شخص بالفيروس في العالم، وتم الإبلاغ عن ما يقرب من 580 ألف وفاة حتى الآن، بحسب ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وفي كل القارات، يتسبب الوباء في موجة من إعادة فرض تدابير العزل، إضافة إلى إجراءات جديدة مثل إلزامية وضع القناع الواقي، خصوصاً في الولايات المتحدة، حيث يلقى قبولاً متزايداً رغم أن جزءاً من السكان لا يزال متردداً في استخدامه.
سجلت الولايات المتحدة مساء أمس (الأربعاء) أكثر من 67 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد خلال 24 ساعة، في حصيلة يومية قياسية في هذا البلد، بحسب بيانات نشرتها جامعة جونز هوبكنز التي تُعتبر مرجعاً في تتبع الإصابات والوفيات الناجمة عن «كوفيد – 19».
وأظهرت بيانات جونز هوبكنز حتى الساعة 20.30 (00.30 ت غ الخميس) أن الدولة الأكثر تضرراً من الوباء في العالم سجلت خلال 24 ساعة 67632 إصابة جديدة بالوباء، إضافة إلى 795 وفاة، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الذين حصد الفيروس الفتاك أرواحهم في هذا البلد إلى أكثر من 137.200 شخص من أصل أكثر من 3.49 مليون مصاب.
وقد سجلت ولاية تكساس العدد الأكبر من الإصابات في هذه الحصيلة مع رقم قياسي يومي بلغ 10790 حالة جديدة. ومنذ نهاية يونيو (حزيران) تواجه أقوى دولة في العالم تزايداً متسارعاً في أعداد المصابين بالفيروس، ولا سيما في الولايات الواقعة في غرب البلاد وجنوبها.
وعلى مدار الأيام العشرة الأخيرة تراوح عدد الإصابات الجديدة المسجلة يومياً ما بين 55 ألفاً و65 ألف إصابة.
وتعادل هذه الأرقام ضعف تلك التي كانت تسجل في أبريل (نيسان)، عندما كان القسم الأكبر من الولايات المتحدة يخضع لتدابير عزل للحد من تفشي الوباء.
والآن، أصبح الأميركيون مضطرين إلى تغطية وجوههم للتسوق في أكثر من خمسة آلاف متجر تابعة لسلسلة «وولمارت»، أكبر متاجر التجزئة في العالم، التي حذت حذو «أبل» و«ستاربكس». وتوقعت نمذجات وبائية محدثة أن تزداد الحصيلة اليومية للوفيات المرتبطة بكوفيد - 19 في الولايات المتحدة لتصبح 100 ألف بحلول نوفمبر (تشرين الثاني) مع زيادة في الوفيات.
وتخطى عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد في أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي عتبة الـ150 ألف وفاة الأربعاء (151022)، نصفها تقريباً في البرازيل، وفق تعداد أجرته الوكالة الفرنسية للأنباء استناداً إلى مصادر رسمية، لتصبح ثاني أكثر منطقة متأثرة بالوباء بعد أوروبا (203793).
وفي البرازيل التي يبلغ عدد سكانها 212 مليون نسمة وما زال رئيسها جاير بولسونارو مصاباً بالوباء، أودى الفيروس القاتل بحياة 75366 شخصاً لغاية اليوم من أصل نحو مليوني مصاب.
أما البيرو التي يبلغ عدد سكانها 32 مليون نسمة والتي توفي فيها لغاية اليوم 12417 شخصاً جراء الفيروس، فعيّنت الأربعاء ثالث وزير صحة منذ بداية الوباء. وفي فنزويلا، أعلن الرئيس نيكولاس مادورو، أنه سيسمح بتحويل قاعة بولييدرو دي كراكاس التي كانت تستخدم لاستضافة الحفلات الموسيقية إلى مستشفى ميداني.
وفي الأرجنتين تم تجاوز عتبة ألفي وفاة مرتبطة بوباء «كوفيد – 19» الأربعاء. في آسيا، أعادت الهند عزل أكثر من 10 في المائة من سكانها، مع فرضها منذ مساء الأربعاء ولأسبوعين قيوداً على سكان ولاية بيهار (شمال شرق) البالغ عددهم 125 مليون نسمة. وقال نيلام ديفي، أحد سكان المدينة «خلال العزل السابق، عانينا من نقص في الأرز والطحين؛ لأننا لم نتمكن من التزود مسبقاً بها. هذه المرة قررنا عدم تكرار الخطأ نفسه».
وفي باتنا عاصمة الولاية، خرق الآلاف قيود التباعد الاجتماعي من أجل التزود بالمؤن من المتاجر قبل دخول التدابير حيز التنفيذ.
وأعادت هونغ كونغ، الأربعاء، فرض إجراءات مشددة للتباعد الاجتماعي، وأغلقت الكثير من المتاجر وجعلت وضع الأقنعة الواقية إلزامياً في وسائل النقل العام، وذلك بعد تسجيل ارتفاع في أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد؛ ما يهدد بنسف أشهر من نجاح الجهود في احتواء العدوى.
وحظرت التجمعات لأكثر من أربعة أشخاص، في حين أمرت السلطات بإغلاق الكثير من الأنشطة التجارية، مثل النوادي الرياضية، وصالونات الحلاقة، والحانات، والنوادي الليلية، وحانات الكاريوكي.
وبلغت مدينة طوكيو حال الإنذار القصوى إثر ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، على ما أفادت الحاكمة يوريكو كويكي الأربعاء.
للمرة الأولى منذ انتهاء العزل في إسبانيا، أعادت البلاد الأحد فرض حجر منزلي على أكثر من 200 ألف شخص في منطقة بكاتالونيا (شمال شرق) بهدف وقف الارتفاع الكبير لعدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد.
والمنطقة المعنية تقع في محيط مدينة ليريدا الواقعة على بعد مائة كلم من الشواطئ السياحية في كاتالونيا. ومنطقة ليريدا هي إحدى المناطق التي تثير قلق السلطات بشكل كبير.
وبحسب السلطات، فإن بؤرة الإصابات هذه مرتبطة بتنقلات عمال موسميين يشاركون في هذه الفترة في قطف محاصيل الفاكهة في شمال إسبانيا.
ومن المقرر أن تكرم إسبانيا الخميس ضحايا الوباء بحضور الملك فيليبي السادس والكثير من كبار القادة الأوروبيين ومدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس. وقد سجلت الدولة وهي من أكثر الدول الأوروبية تضرراً بالفيروس أكثر من 28400 وفاة بالوباء.
أما آيرلندا التي كان من المقرر أن تعيد فتح حاناتها بالكامل الاثنين، فقد أرجأت تنفيذ المرحلة الأخيرة من رفع تدابير الإغلاق إلى 10 أغسطس (آب)، كما أن وضع الكمامات سيكون إلزامياً في المتاجر.
وعبرت مفوضة الصحة الأوروبية ستيلا كيرياكيدس عن قلقها بشأن «تفاعل الإنفلونزا الموسمية مع (كوفيد – 19)».
وحذرت قائلة «يتم الإبلاغ عن عودة تفشي المرض بشكل متزايد في الكثير من الدول الأعضاء. إن التحضر أمر أساسي خصوصاً قبل أشهر موسمَي الخريف والشتاء».
ومن الأضرار الجانبية للوباء انخفاض عدد الأطفال الذين تم تلقيحهم في أنحاء العالم؛ ما يمهد الطريق أمام عودة أمراض أخرى، وهو أمر مقلق وفقاً للأمم المتحدة. وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) هنرييتا فور «لا يمكننا استبدال أزمة صحية بأخرى».