مشروع إلكتروني سعودي لمراجعة الكتب.. يستهدف 100 ألف عربي

تقدم تجربة الفتاة السعودية سارة الحميدان آفاقا واسعة لمراجعة الكتب، عبر مشروع ثقافي إلكتروني يضم حتى الآن أكثر من 100 ألف مستخدم عربي على شبكة الإنترنت، اختارت له اسم «أصدقاء القراءة»، ويعمل في عدة حسابات على الشبكات الاجتماعية والمواقع الإلكترونية، وهو ما يجعلها تجربة لافتة، وذلك بالنظر إلى صغر سن سارة التي أطلقت مشروعها قبل نحو عامين، وكانت حينها تبلغ 17 سنة فقط.
حول مشروعها هذا، تقول الحميدان: «هو مشروع تطوعي إلكتروني يتخذ لغة العصر وسيلة لتنمية ثقافة القراءة في العالم العربي، ويقوم على إدارة المشروع فريق قراء من أنحاء الوطن العربي أجمع. فنحن في كل من حساب (تويتر)، و(انستغرام)، و(آسك) وصفحة الـ(فيس بوك) نقوم بأنشطة مختلفة، تفوق اقتباسات الكتب أهمية، ونتشارك بالاقتباسات وبآرائنا وتقييماتنا واستفساراتنا حول الكتب».
وتوضح الحميدان أن «ذلك يأتي في إطار السؤال: (حدثنا عما تقرأ؟)، وعمل سهرات ثقافية مع نهاية الأسبوع، إلى جانب فقرة (اخترنا لك) التي يجري من خلالها ترشيح كتب متعلقة بمواضيع يهتم بها أصدقاء القراءة، وفقرة (أدب العالم) التي تتناول أحد جوانب الأدب العالمي على مدى شهر كامل. ويتطرق المشروع إلى مواضيع عدة، من الصورة إلى الكتاب، ومن الكتاب إلى البحث عن المعلومة ومشاركتها مع الجميع».
يشار إلى أن هذا المشروع جاء ضمن المشاريع الثلاثة الفائزة بجائزة القيادية الشابة الذي انطلق العام الماضي شرق السعودية، بتنظيم صندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لتنمية المرأة، إذ اختيرت سارة الحميدان بالنظر لكونها أسست مشروع «أصدقاء القراءة» في الوطن العربي، الذي يتابعه أكثر من 100 ألف شخص حول العالم، ولديها مبادرة متخصصة في الحث على القراءة.
وبسؤال الحميدان عن عدد الكتب التي شملها المشروع تقريبا، منذ تأسيسه وحتى الآن، تقول: «إن تحديد عدد الكتب في مشروعنا غير ممكن، فقد مر على المشروع منذ انطلاقته عام 2011 الآلاف من الكتب والكثير من الآراء المختلفة، إن المشروع يرسخ معنى تقبل اختلاف الآراء والودية في ذلك، فهناك كتب تبهر البعض ويشعر آخرون بالخيبة منها، والجميل.. أن الجميع يعرض رأيه ويتناقش في نقده، ويحترم رأي الآخرين».
وحول العائد على ذلك، تقول الحميدان خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط» إنه «منذ بداية المشروع وحتى الآن، مر علينا عشرات ومئات الأشخاص الذين ذكروا قصصهم معه، فالكثير كان قد ترك القراءة واكتفى بما يقرأه لعمله أو دراسته.. فجاء المشروع ليعيدهم بعد خمس سنوات أو أكثر من تركها، هذا ما حصل».
وتضيف: «إن فكرة المشروع التي ترتبط فعليا مع لغة العصر والثورة الإلكترونية جعلت للوقت الطويل الذي يقضيه آلاف الشباب والأشخاص على الإنترنت فائدة وعائدا ثقافيا عالي المستوى.. وبعض المؤلفين أصبح يقضي وقتا طويلا معنا أيضا لمشاركة ما يقرأ، رأيه عنه، وكذلك لمشاركتنا بعض النقاشات».
وفيما يخص تجارب بعض أعضاء هذا المشروع، تقول عالية المطرودي: «أكبر ما جنيته من تجربتي في (أصدقاء القراءة) هو تحويل فكرة التدقيق اللغوي في تدوينات القراء إلى مشروع خاص أعمل على دراسته». أما شيماء الكثيري، فتقول: «تطوعي في (أصدقاء القراءة) نقلة نوعية، إذ جعلتني أرتقي من كوني مجرد قارئة إلى كوني مساهمة في نشر القراءة والمعرفة في المجتمع»
في حين يقول فيصل الثبيتي: «انضمامي إلى المشروع، من أفضل القرارات التي اتخذتها في 2013. تجربة ثرية وأضافت لي شخصيا الكثير». ومن المغرب، تقول ياسين بطاح: «حبي للقراءة ولحسابات (أصدقاء القراءة) كان أكبر حافز لانضمامي إلى الفريق، وكان أفضل قرار اتخذته، اكتسبت معلومات جديدة، وأصدقاء جددا أيضا. التعاون بيننا جدا رائع، وسعينا لتحقيق الأفضل لمتابعينا القراء أسمى أهدافنا، وواثق بأن رفقة الفريق المتكامل والقائدة سارة، سوف نوصل رسالة (اقرأ) لأمتها الأصيلة».
ومن ليبيا، تقول نسرين إسماعيل: «هذا الفريق، جمعني به حبي للقراءة.. اختلافنا وتنوعنا لم يكن حاجزا ولكن هو نواة الإبداع التي ننتجها». في حين تصفه آمال المازن بالقول: «نافذة جديدة في حياتي، أرى خلالها شمسا صاعدة نحو كبد سماء الوطن العربي».
جدير بالذكر أن هذا المشروع يأتي في ظل الإحصاءات المخيفة التي تتناول واقع القراءة في الدول العربية، إذ كان تقرير التنمية الثقافية العربي الصادر عن مؤسسة الفكر العربي قد ذكر أن متوسط قراءة الفرد الأوروبي يبلغ نحو 200 ساعة سنويا، بينما لا يتعدى المتوسط العربي 6 دقائق. وبحسب منظمة اليونيسكو لا يتجاوز متوسط القراءة الحرة للطفل العربي بضع دقائق في السنة مقابل 12 ألف دقيقة في العالم الغربي.