عطاء المتطوعين في السعودية يدعم تطبيق «العودة بحذر»

رغم أن الحاجة للتطوع وتهيئة البيئة المناسبة له لا تقتصر على الأزمات الصحية، بل تذهب إلى أبعد من ذلك، إلا أنه مع تفشي فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد - 19)، زادت الحاجة إلى الكوادر المتطوعة في مختلف دول العالم للمساعدة في احتواء الفيروس بجانب الجهود الحكومية، وهو ما دفع بالعديد من الأشخاص من مختلف التخصصات إلى عرض خدماتهم لمختلف الجهات للتطوع والمساعدة في مكافحة الجائحة.
وقبل أن يتفشى الفيروس المستجد بسنوات، كانت السعودية أولت اهتماماً كبيراً في مجال التطوع، سعت من خلاله إلى تطوير مختلف جوانبه ومضاعفة أعداد المتطوعين لما لهم من أهمية مجتمعية واقتصادية.
وخلال السنوات الأخيرة الماضية، عملت الحكومة السعودية ضمن رؤية 2030 على تهيئة البيئة للتطوع، وهو ما حصدت ثماره أثناء تفشي الفيروس، حيث كان الآلاف من المتخصصين في مختلف المجالات يرغبون بالتطوع وتقديم خدماتهم للمجتمع. وهو ما تؤكده الأرقام في منصة التطوع الصحي، التي استقبلت أكثر من 160 ألف طلب تطوع، في حين اجتاز برنامج التدريب في التطوع المجتمعي ما يزيد عن 72 ألف متطوع وأصبحوا جاهزين لتقديم الخدمات التطوعية في مواجهة الجائحة في مختلف مناطق المملكة، وبفرص تطوعية مختلفة.
وكان العديد من الأنشطة في السعودية تعتمد على المتطوعين في إطار خطة عودة الحياة، وذلك لتوعية الأفراد والتأكد من سلامتهم، مثل عودة صلاة الجمعة في الجوامع، حيث كان المتطوعون هم من ينظمون دخول وخروج الأفراد، ويتأكدون من اتباع الإرشادات الصحية. واللافت في ذلك، أن أعداد المتطوعين في السعودية كان لا يتجاوز 11 ألف متطوع قبل نحو 5 سنوات، في حين أن الذين تطوعوا عبر منصة التطوع الصحي فقط يزيد عددهم عن 72 ألفا، بجانب نحو 90 ألفا كانت لديهم الرغبة بالتطوع ولم يجتازوا البرنامج التدريبي.
يأتي ذلك في وقت يقول فيه أسامة الشبيلي، وهو مختص في برامج العمل الشبابية والتطوعية، إن تجربة التطوع في السعودية سائرة في طريق النضج، حيث إنها لا تزال في بداياتها، مشيراً إلى أن التنظيم الحكومي من خلال منصة العمل التطوعي والتطوع الصحي خلقت بيئة جيدة للعمل التطوعي، كما ساهمت بخلق عمل حكومي رائد في مجال التطوع، ولكن يرى أن العمل التطوعي لدى المؤسسات المهتمة بالتطوع تحتاج إلى اعتماد قانون خاص بالمتطوعين، لعدم استغلال المتطوعين بتقديم الخدمات لبعض الجهات بشكل مجاني، ولتوحيد الجهود التطوعية بين المؤسسات وربطه بحاجة المجتمع. ويقول الشبيلي في حديث مع «الشرق الأوسط» عن أهمية المبادرات التطوعية وتهيئة وتدريب المتطوعين، إن «الاهتمام بالتطوع يسهم بشكل كبير في تفعيل دور الشباب لقيادة المجتمع، وتمكينه يسهم في خلق بيئة مناسبة للتطوع من خلال التدريب المنظم والمتطور وفق تطلعات وحاجات مجتمعنا، والتي بعد ذلك تقدم مبادرات توعوية ذات فائدة كبيرة».