يهود أميركا يحذرون نتنياهو من «الضمّ»

قال مقال نشرته صحيفة «هآرتس» باللغة الإنجليزية أمس (الاثنين)، وسينشر اليوم (الثلاثاء) باللغة العبرية، إن «80 في المائة من يهود الولايات المتحدة يؤيدون إسرائيل ويحاربون من أجلها، لكن غالبيتهم يرفضون توجه رئيس وزرائها لضم الأراضي الفلسطينية».
جاء ذلك في مقال للأديب اليهودي الأميركي، أريك ه. يوفي، قال فيه إن «يهود أميركا يؤيدون إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. وإن الضم سيهدد الأكثرية اليهودية فيها ويهدد ديمقراطيتها». وقال يوفي إن اليهود الأميركيين لا يتابعون بالتفصيل السياسة الإسرائيلية، ولم ينتبهوا إلى محاكمة نتنياهو في 24 مايو (أيار) الماضي، ولم يستمعوا إلى خطاب نتنياهو في الممر داخل أروقة المحكمة. وكان يجب أن يشاهدوا ويسمعوا. لقد كان ذلك (الحدث)، هجوماً منظماً على سلطة القضاء وتهديداً للجهاز القضائي. هذا الهجوم، كان بمثابة تعبير عن طريقة نتنياهو في قيادة إسرائيل، لافتاً إلى أن الأميركيين عموماً واليهود الأميركيين بوجه خاص، يريدون إسرائيل دولة ذات قيم.
ويقول الكاتب إن نتنياهو يدير سياسة إسرائيل وفقاً لمصالحه الشخصية، وإن قرار الضم جاء بهدف التغطية على محاكمته بتهم الفساد وليس لخدمة أي مصلحة إسرائيلية. وقد صدم بذلك مؤيدي إسرائيل في الولايات المتحدة. لكن الكثيرين لم يجرؤوا على الخروج ضده، لأنه يسير على طريقة الرئيس دونالد ترمب، «فكل من ليس معه يصبح خائناً». وأشار الكاتب في مقالته، إلى ثلاثة أعضاء كونغرس يهود؛ هم تشاك شومر وبن كاردين وروبرت ماندوز، كسروا القاعدة، وخرجوا بانتقادات مباشرة أوضحوا فيها أن الضم يلحق بإسرائيل الأذى وبكثير من الأضرار السياسية والعسكرية، بل وحتى قد يدخلها في صدام مع المؤسسة الأميركية الحاكمة في المستقبل، فهو يبعد حل الدولتين، الحل الوحيد الذي يضمن بقاء إسرائيل دولة يهودية ديمقراطية، ويغضب ويمس بأصدقاء أميركا العرب. ويشعل الأرض توتراً.
ولفت إلى أنه «عندما يتكلم ثلاثة أعضاء في مجلس الشيوخ بهذا المقام، وهم مناصرون لإسرائيل وضحوا بالكثير لأجل إسرائيل، فلا أحد يجرؤ على اتهامهم بالخيانة. بل يضطرون إلى التفكير ملياً والبحث عن طريقة يسمعون فيها الرأي الصائب والتحذير الصادق: أوقفوا هذا الضم. واجنحوا لمفاوضات سلام».