جنرال أميركي: «داعش» لديه معسكرات تدريب شرق ليبيا

أعلن جنرال اميركي، امس (الاربعاء)، ان تنظيم "داعش"، الذي يسيطر على انحاء واسعة في سوريا والعراق، لديه معسكرات تدريب في شرق ليبيا تراقبها الولايات المتحدة عن كثب.
ومع ان الدول الغربية ابدت قلقا متزايدا ازاء استغلال المتطرفين الاسلاميين للانفلات الامني في ليبيا، إلا ان الجنرال ديفيد رودريغز استبعد تنفيذ اي عمل عسكري ضد المعسكرات "الحديثة العهد" في المستقبل القريب.
وصرح رودريغز قائد القيادة العسكرية الاميركية في افريقيا أمام صحافيين، ان مسلحي تنظيم "داعش" "اقاموا معسكرات تدريب هناك". واعتبر ان نشاط التنظيم في شرق ليبيا "محدود جدا وحديث العهد". وقال ان "قرابة مائتي" ناشط موجودون في المعسكرات، مضيفا ان الولايات المتحدة ستواصل مراقبة المنطقة، تحسبا لأي توسع للتنظيم.
وفي وقت تشن الولايات المتحدة حملة جوية ضد التنظيم في العراق وسوريا، استبعد رودريغز ضرب معسكرات التدريب هذه، وقال ردا على سؤال بهذا الصدد "كلا ليس في الوقت الحاضر". واضاف "لكننا سنواصل المراقبة والمتابعة عن كثب في المستقبل لنرى ماذا سيحصل وما اذا كان (التنظيم) ينمو بشكل متزايد".
وقال رودريغز انه يبدو ان مسلحي التنظيم في ليبيا لم يأتوا من الخارج بل هم عناصر من ميليشيات سابقة اعلنوا ولاءهم للتنظيم.
وتأتي تعليقات الجنرال بعد ان اعربت الولايات المتحدة واوروبا عن "قلقها الشديد" ازاء تزايد اعمال العنف والانفلات الامني في ليبيا.
من جهتهم، حذر خبراء من ان تنظيم "داعش" بات له موطئ قدم في مدينة درنة (شرق) التي تحولت الى تسمى "امارة اسلامية".
وتعاني ليبيا من انعدام الاستقرار منذ اطاحة نظام معمر القذافي في 2011، كما اعلن زعيم تنظيم "داعش" ابو بكر البغدادي أخيرا ان ناشطين في البلاد بايعوا التنظيم.
وفي الواقع، تعتبر درنة فعليا خارج سيطرة السلطات الليبية، حتى قبل إعلان ما تسمى بـ"الدولة الإسلامية"؛ فقد استقطبت العديد من المسلحين الأجانب بانتظام منذ العام 2011 ليتم تدريبهم قبل إرسالهم إلى العراق أو سوريا او مالي.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011، احتلت مدينة درنة ومعظم بنغازي، ثاني أكبر مدينة، من قبل الجماعات المتطرفة وخاصة "أنصار الشريعة"، التي اعتبرها مجلس الأمن الدولي الأربعاء جماعة إرهابية.
وبدأ اللواء المتقاعد خليفة حفتر مدعوما أخيرا من قبل الجيش في مايو (ايار)، عملية ضد مجموعات وصفها بـ"الإرهابية" في شرق ليبيا، بما في ذلك "انصار الشريعة". ومنذ ذلك الحين، يستمر القتال بشكل شبه يومي ويؤدي الى سقوط قتلى من المعسكرين.
وفي أبريل (نيسان) الماضي، أعلنت مجموعة متشددة في درنة أنها ستنشئ محاكم شرعية وفقا لـ"الشريعة الإسلامية"، على حد قولها.
وهذه الجماعة التي تطلق على نفسها اسم "مجلس شورى شباب الإسلام" في درنة، أقامت محاكم وشرطة "إسلامية"، وأخرجت عدة مواكب بانتظام في درنة، لمسلحين ملثمين يرتدون الزي العسكري على متن شاحنات صغيرة مسلحة، وهم يحملون البنادق الرشاشة والقذائف الصاروخية ويلوحون بالرايات السوداء الخاصة بـ«القاعدة».