ترمب يتوعد المحتجين ويصفهم بالإرهابيين

توعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بمعاقبة المحتجين الذين أسقطوا التماثيل وملاحقتهم، واصفاً المتظاهرين في ولاية ويسكنسن بالإرهابيين. وقال ترمب في لقاء أجراه مع شبكة فوكس نيوز خلال زيارته للولاية: «نحن سنتعامل مع القضية بشكل أقسى، وسوف نحاسب هؤلاء المخربين والمحرضين، إنهم إرهابيون بالفعل». وتابع ترمب: «أنا أتفهم وجوب إزالة بعض التماثيل، لكن هذا الأمر يجب أن يتم بشكل قانوني». وتحدث الرئيس الأميركي مطولاً عن الفوضى التي تعم بعض المدن الأميركية، معتبراً أن المشكلة قديمة وانتقد تعاطي الحكام الديمقراطيين مع القضية: «انظروا إلى شيكاغو على سبيل المثال، إنها أسوأ من أفغانستان، وأسوأ من هندوراس وغواتمالا...». وفي ظل تصاعد الإصابات مجدداً بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، تطرق ترمب إلى قضية التعاطي مع الفيروس، ويُظهر تراجعه النادر عن موقفه السابق الضغوطات الكبيرة التي يواجهها في ظل استطلاعات الرأي الأخيرة والتي تشير إلى اتساع الهوة بينه وبين منافسه جو بايدن بشكل كبير. حيث أظهر استطلاع لصحيفة نيويورك تايمز وجامعة سيينا تقدم بايدن على ترمب بـ14 نقطة. أرقام أثارت حفيظة ترمب الذي غرد قائلاً: «إن وسائل الإعلام الكاذبة واستطلاعات الرأي الفاسدة في أسوأ حالاتها! وسائل الإعلام فقدت صوابها!». رغم هذه التصريحات التي يشكك فيها ترمب بنتيجة الاستطلاعات، إلا أن استراتيجية حملته الانتخابية تظهر محاولات دؤوبة لتحسين الأرقام القاتمة. ولعل زيارته لولاية ويسكنسن خير دليل على ذلك، فترمب بحاجة للفوز في هذه الولاية التي تظهر استطلاعات الرأي تقدم بايدن عليه فيها بـ11 نقطة. كما تدل الاستطلاعات الأخيرة على أن شعبية ترمب تراجعت بشكل كبير في الولايات المتأرجحة، فخسر 6 نقاط في ولاية فلوريدا و7 في أريزونا و10 في بنسلفانيا و11 في كل من ميشغين وويسكنسن. وتدل هذه الأرقام على الأرق الشديد الذي يعيشه الناخب الأميركي اليوم جراء الفيروس وتدهور الوضع الاقتصادي. ليخسر ترمب بالتالي موقع قوته في ملف الاقتصاد الذي كان يتباهى بسجله في تحسينه. ولا يزال الجمهوريون يعولون على تحسن الاقتصاد قبل الانتخابات الرئاسية لاسترجاع أصوات الناخبين المشككين. ومع تصدره في أرقام استطلاعات الرأي، خرج بايدن من قبو منزله للمشاركة في حدث انتخابي متواضع في ولاية بنسلفانيا. بايدن الذي حرص على ارتداء قناع خلال مشاركته، وجه انتقادات حادة لمنافسه فقال: «لقد اعترف بتوجيه إدارته للتخفيف من الفحوصات. هو يعتقد أن الإعلان عن إصابة المزيد من الأميركيين سينعكس سلباً على صورته. هذا ما يقلق منه، هو يخاف على صورته». وتابع بايدن في هجوم مكثف على الرئيس: «إنه كطفل متذمر ومدلل لا يستطيع تصديق ما أصابه. هذا الوباء لم يصبه. لقد أصابنا كلنا». وتطرق بايدن إلى موضوع الاقتصاد منتقداً رؤية الإدارة بشكل عام فقال: «الرئيس يريدكم أن تعتقدوا أنه يجب الاختيار ما بين صحتكم والاقتصاد. هو لا يفهم أساس المشكلة: إذا أردت إصلاح الاقتصاد، عليك أن تسيطر على الفيروس أولاً». ومع تزايد أرقام الناخبين المنتقدين لسياسة الإدارة في مواجهة كوفيد - 19، يسعى بايدن جاهداً لتسليط الضوء على الفوارق بينه وبين الرئيس الأميركي في التعاطي مع الفيروس، خاصة فيما يتعلق بارتداء قناع في الأماكن العامة. فترمب يظهر في كل المناسبات التي يعقدها من دون قناع، فيما لا يفارق قناع بايدن الأسود وجهه. وهو تحدث عن الأمر قائلاً: «أعلم أننا كأميركيين غير معتادين على ارتداء القناع، لكن الأمر مهم. كل الإثباتات تشير إلى أن ارتداء القناع هو الطريقة الأنسب التي يمكننا اعتمادها لمكافحة انتشار الفيروس». وأكد بايدن أنه لو كان رئيساً لكان أصدر أمراً تنفيذياً يلزم ارتداء الأقنعة في الأماكن العامة.
يأتي هذا في وقت تستعد فيه إدارة ترمب لمواجهة كتاب جديد، كتبته هذه المرة ابنة شقيقه ماري ترمب. فرغم أن ترمب واجه سيلاً من الكتب المنتقدة له في السابق، آخرها كان كتاب مستشاره السابق جون بولتون، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يسعى فيها فرد من عائلة ترمب لنشر كتاب يحتوي على معلومات شخصية منتقدة للرئيس. وقد رفضت محكمة أميركية طلب شقيق الرئيس روبرت ترمب منع نشر الكتاب، بحجة أن ماري خرقت اتفاقاً وقعت عليه ويقضي بعدم إفشاء أي معلومات مضرة بالعائلة. وأعلن روبرت ترمب أنه سيسعى إلى رفع القضية إلى محكمة أخرى قبل موعد نشر الكتاب في نهاية شهر يوليو (تموز)، قائلاً: «إن محاولات ابنة شقيقي لتشويه علاقة عائلتنا بعد كل هذه الأعوام بهدف الكسب المادي هو أمر سخيف وغير عادل لذكرى شقيقي الراحل ووالدها فريد. أنا وعائلتي فخورون للغاية بشقيقي الرائع، الرئيس الأميركي. ونشعر بأن أفعال ماري هي عار على العائلة». إشارة إلى أن دار النشر التي تنوي نشر الكتاب بعنوان: «كيف خلقت عائلتي الرجل الأخطر في العالم». هي نفسها دار النشر التي روجت لكتاب بولتون المثير للجدل.