إيران تنضم إلى تركيا في قصف الأراضي العراقية

انضمت إيران إلى تركيا خلال اليومين الأخيرين في قصف الأراضي العراقية بإقليم كردستان شمال البلاد، فبعد قيام الطيران التركي باستهداف 81 هدفاً لـ«حزب العمال الكردستاني» في قضاء سنجار والمناطق القريبة منه في إطار عملية «المخلب - النسر»، تعرضت، أمس، مناطق في الإقليم إلى قصف تركي وإيراني مزدوج.
وتحدثت مصادر أمنية ووسائل إعلام كردية عن قيام الطيران التركي بقصف مناطق ضمن حدود بلدة كاني ماسي التابعة لقضاء العمادية في محافظة دهوك. كما أشارت إلى استهداف قرية كيستيان وإلحاق أضرار مادية بمناطق زراعية، لكن من دون وقوع خسائر بشرية.
وفي منطقة آلانه التابعة لقضاء حاج عمران، تعاون الطيران التركي و«الحرس الثوري» الإيراني على قصف المنطقة، استناداً إلى مصادر كردية. وقالت شبكة «رووداو» الإعلامية، إن «القصف استهدف أعالي مارين بيشه، ضمن حدود قرية آلانه في حاج عمران». ونقلت الشبكة عن مختار قرية آلانه قوله: «القصف بدء عند الساعة التاسعة صباحاً واستخدمت فيه طائرات مسيرة».
وذكر مصادر أمنية أخرى أن القوات الإيرانية قامت بقصف مدفعي على المناطق الحدودية في منطقة بالة كايتي، ودؤل الان، وجبل بؤز، وكيل غزالى، وأسفر القصف عن إصابات لعدد من المزارعين. ودرجت القوات الإيرانية منذ سنوات على قصف المناطق العراقية في إقليم كردستان المحاذية لحدودها بذريعة التصدي للمعارضة الكردية الإيرانية التي تعمل داخل الأراضي العراقية.
كانت قيادة العمليات المشتركة استنكرت في بيان أول من أمس، اختراق الأجواء العراقية من قبل الطائرات التركية. وتحدثت عن قيام تركيا بالخرق عبر «18 طائرة عبرت باتجاه مناطق (سنجار - مخمور - الكوير - أربيل) وصولاً إلى قضاء الشرقاط بعمق 193 كلم من الحدود التركية داخل الأجواء العراقية واستهدف مخيم للاجئين قرب مخمور وسنجار». وعدت أن ذلك «تصرف استفزازي لا ينسجم مع التزامات حسن الجوار وفق الاتفاقيات الدولية، ويعد انتهاكاً صارخاً للسيادة العراقية». ولم يصدر عن قيادة العمليات، أمس، بيان جديد بشأن القصف التركي الجديد أو الإيراني للأراضي العراقية. بدورها، استدعت وزارة الخارجيّة العراقية، أمس، سفير أنقرة لدى بغداد فاتح يلدز وسلمته مذكرة احتجاج. وذكرت الخارجية في بيان أن المذكرة «تضمّنت إدانة الحكومة العراقيّة لانتهاكات حرمة وسيادة الأراضي والأجواء العراقية، واعتبرت أنّه مخالف للمواثيق الدوليّة، وقواعد القانون الدولي ذات الصلة، وعلاقات الصداقة، ومبادئ حسن الجوار، والاحترام المتبادل». وأضاف البيان أن الخارجية العراقية «جددت التأكيد في مذكّرتها على دعوتها إلى الجارة تركيا لوقف العمليّات العسكريّة الأحاديّة، وأعربت عن استعداد الحكومة العراقيّة للتعاون المشترك في ضبط الأمن على الحدود بالشكل الذي يؤمن مصالح الجانبين».
إلى ذلك، دعا ائتلاف «الوطنية» بزعامة إياد علاوي، أمس، إلى «إطلاق حوار عراقي - تركي يفضي إلى تسوية بشأن الفصائل المسلحة». وقال الائتلاف في بيان: «استمرار تركيا بقصف الأراضي العراقية يسبب إحراجاً للقوى السياسية العراقية بأكملها وللحكومة كذلك، بالإضافة إلى سخط شعبي واسع؛ خاصة في كردستان». وعدّ أن «القصف يتسبب بأضرار اجتماعية واقتصادية كبيرة في ظل التدهور الذي تشهده الأوضاع في العراق؛ الصحية والمالية السياسية». وطالب «جميع الأطراف بتحمل المسؤولية وضرورة وضع الآليات الكفيلة بحسمه (ملف القصف) وفي أسرع وقت».