الاتحاد الإنجليزي يمدد فترة الانتقالات الصيفية بين أغسطس وأكتوبر

يبحث الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في تأخير فترة الانتقالات الصيفية التي من المقرر أن تفتح في وقت لاحق من الشهر الحالي، لتصبح بين أغسطس (آب) وأكتوبر (تشرين الأول)، بعد التعديل الذي فرضه فيروس كورونا المستجد على الموسم الحالي.
وكان الاتحاد الإيطالي لكرة القدم قد قرر تمديد فترة الانتقالات الصيفية لتبدأ في أول سبتمبر (أيلول)، بعد شهرين من موعدها الطبيعي، وتنتهي في الخامس من أكتوبر، بينما فتح الاتحاد الفرنسي باب الانتقالات من أول من أمس للصفقات المحلية، فيما لا تزال السلطات المشرفة على بطولات أخرى، في انتظار وضوح الصورة بشكل أكبر قبل تحديد فتراتها.
وعلقت منافسات كرة القدم في إنجلترا اعتباراً من مارس (آذار) بسبب تفشي «كوفيد - 19»، ومن المقرر أن تستكمل المراحل التسع المتبقية من الموسم (إضافة إلى مباراتين مؤجلتين)، اعتباراً من 17 يونيو (حزيران).
وأشارت شبكة «سكاي سبورتس» إلى أن «الاتحاد الإنجليزي للعبة يبحث في اقتراحات لنقل فترة الانتقالات الصيفية إلى الفترة بين أغسطس وأكتوبر».
وأفادت بأن هذه الفترة كان من المقرر أن تبدأ في 18 يونيو تحضيراً للموسم المقبل: «لكن لا يتوقع أن يتم الإبقاء على هذا الموعد».
وكشفت الشبكة الإنجليزية واسعة الاطلاع أن سلطات كرة القدم المحلية تجري مباحثات مع بطولات وطنية أخرى في أوروبا: «ويتردد أن ثمة توافقاً على جعل تاريخ الثاني من أكتوبر موعداً نهائياً لإقفال فترة الانتقالات الصيفية» للموسم.
وتسبب فيروس كورونا المستجد بفوضى عارمة في الرياضة عالمياً لا سيما كرة القدم الأوروبية، مع تعليق الغالبية العظمى من البطولات المحلية والمسابقتين القاريتين للاتحاد الأوروبي (يويفا)، أي دوري الأبطال والدوري الأوروبي «يوروبا ليغ».
وعاودت البطولات تدريجياً استئناف موسم 2019-2020 خلف أبواب موصدة بوجه المشجعين وفي ظل إجراءات وقاية صحية صارمة للحد من احتمال التقاط عدوى الفيروس. وكانت ألمانيا أول بطولة أوروبية كبرى تستأنف منافساتها في 16 مايو (أيار) الماضي، على أن تليها إسبانيا (11 يونيو)، وإنجلترا (17 منه) وإيطاليا (20).
في المقابل، كانت فرنسا الوحيدة بين البطولات الكبرى التي اختارت في أواخر أبريل (نيسان) إنهاء الموسم مبكراً وتتويج باريس سان جيرمان بطلاً.
وفتحت فترة الانتقالات في كرة القدم الفرنسية لكن بين الأندية المحلية فقط، على أن يكون تحديد فترتها بين الأندية في فرنسا وتلك خارج البلاد، مرتبطاً بتحديد فترات الانتقالات في القارة.
وأشارت «سكاي» إلى أن البطولات تنتظر توجيهات عامة من الاتحادين الدولي (فيفا) والأوروبي (يويفا) بشأن معايير فترة الانتقالات، على أن يعود لها تحديد مواعيدها الدقيقة.
وبدأت الفرق الإنجليزية تكثيف جرعة التدريبات وخوض مباريات تجريبية استعداداً لاستئناف الدوري.
وتفكر رابطة الدوري الممتاز في استخدام مؤثرات صوتية وهتافات للمشجعين عن طريق الحاسب الآلي لتحسين جودة المتابعة التلفزيونية.
وعلى طريقة مونشنغلادباخ الألماني، سيكون بإمكان مشجعي نادي برايتون الإنجليزي «دعم» فريقهم من خلال دفع ثمن مجسمات تمثلهم مصنوعة من الورق المقوى توضع في مدرجات ملعبه «أميكس».
ويخوض برايتون مباراته الأولى ضد ضيفه آرسنال في 20 الجاري، على أن تقام، كغيرها من المباريات، خلف أبواب موصدة بوجه الجمهور.
ولجأ برايتون إلى وسيلة استخدمها بعض فرق الدوري الألماني التي ملأت مدرجات ملاعبها بـ«مشجعين من ورق»، لتعويض غياب الجمهور بعد استئناف البوندسليغا في 16 مايو.
وقال برايتون في بيان له: «نطلب من المشجعين ارتداء الزي الأزرق والأبيض (العائد للفريق) لأيام المباريات، وإرسال صورهم لتكون جزءاً من المباريات الخمس المتبقية من الموسم التي ستقام في أميكس».
ويقدم النادي لحاملي التذاكر الموسمية والمشتركين فرصة شراء مجسمات تمثلهم مقابل 20 جنيهاً إسترلينياً (25 دولاراً أميركياً)، على أن يتم التبرع بجزء من الأرباح للعمل الخيري.
ويحتل برايتون المركز الخامس عشر برصيد 29 نقطة، على بعد نقطتين من بورنموث الثامن عشر، أول المراكز المؤدية إلى الهبوط للدرجة الأولى، مع تبقي 9 مراحل من هذا الموسم.
وسيعود الدوري الإنجليزي بمباراتين مؤجلتين يوم الأربعاء 17 يونيو، على أن تنطلق أول مرحلة كاملة في نهاية الأسبوع نفسه، وتبدأها الفرق من موقع متساوٍ على صعيد عدد المباريات.
بعد إقامة المباراتين المؤجلتين (مانشستر سيتي مع آرسنال، وأستون فيلا مع شيفيلد يونايتد)، ستتبقى لكل الفرق العشرين في الدوري الممتاز، تسع مباريات لخوضها حتى نهاية الموسم.
ولم تحدد الرابطة بعد الجدول المفصّل للمباريات الأخرى، لكن يتوقع أن يبقى مساره قائماً، وفق البرنامج الذي كان موضوعاً قبل توقف المنافسات، والسعي لإنهاء المباريات الـ92 المتبقية قبل الأول من أغسطس (آب)، موعد نهائي مسابقة الكأس.
وتأتي عودة المنافسات الإنجليزية وسط حالة من استغلال النقاش القائم عالمياً حالياً بشأن العنصرية والمظاهرات المناهضة لها، حيث حضّ لاعب مانشستر سيتي رحيم ستيرلينغ مسؤولي اللعبة لإيجاد حلول تتيح زيادة عدد المسؤولين السود في أندية الدوري الممتاز.
وشهدت مدن أميركية وعالمية منها لندن، مظاهرات في الأيام الماضية على خلفية مقتل المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد على يد شرطي أبيض في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا، بعدما وضع ركبته على عنقه لدقائق، رغم مناجاته بأنه غير قادر على التنفس.
وانضم ستيرلينغ الذي سبق له التعبير مراراً عن ضرورة مناهضة العنصرية في ملاعب كرة القدم، إلى الرياضيين الذين يعربون عن تضامنهم مع فلويد، داعياً إلى أن تشكل وفاته فرصة لتغييرات جذرية واسعة النطاق.
وقال ستيرلينغ لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»: «الاحتجاج هو نقطة انطلاق عظيمة، ليتم إسماع الصوت... لكن الاحتجاج بمفرده لن يحدث أي تغيير في هذه البلاد؛ إنجلترا». وتابع: «الأمر يتعلق بكيف نمضي من هنا، بتسليط الضوء على الأمور (الواجب تغييرها)، المجتمع يحتاج إلى التغيير، ومن ثم العمل لأجل ذلك. لقد تحدثنا كثيراً، الآن حان الوقت العمل... هذا هو الوقت للتحدث عن هذه المواضيع، عن غياب العدالة، لا سيما في مجالي كرة القدم».
وتطرق ستيرلينغ إلى الفارق الشاسع بين الأعداد الكبيرة للنجوم السود أو الآسيويين في الفرق، والعدد المحدود جداً لهؤلاء في مواقع التدريب أو المسؤولية الإدارية للأندية.
وأوضح: «ثمة نحو 500 لاعب في الدوري الممتاز، ثلثهم من السود، ولا يوجد أي تمثيل لنا في التسلسل الهرمي (الإداري) أو في الأجهزة الفنية».
وأضاف: «مع هذه المظاهرات، حان الوقت لإجراء محادثات، لإطلاق نقاشات، لكن في الوقت عينه، الالتقاء وإيجاد حل من أجل إحداث تغيير، لأنه يمكننا أن نتحدث بقدر ما نريد بشأن التغيير ووضع أشخاص من السود في هذه المراكز التي أرى أنه يجب أن يكونوا فيها»، لكن الحديث لن يكون كافياً لجعل هذه التغييرات أمراً واقعاً.
وتطرق ستيرلينغ إلى تولي نجوم سابقين للعبة من البيض، منصب المدرب بشكل مباشر، بينما يتولى آخرون من السود دوراً أقل شأناً في الأجهزة الفنية.
وتابع: «في الأجهزة الفنية التي نراها حول كرة القدم، ثمة ستيفن جيرارد (نجم ليفربول سابقاً ومدرب رينجرز الاسكوتلندي حالياً)، وفرانك لامبارد (نجم تشيلسي سابقاً ومدربه حالياً)، وفي المقابل نرى أمثال سول كامبل (نجم آرسنال سابقاً ومدرب في الدرجة الإنجليزية الثانية) وآشلي كول (نجم آرسنال وتشيلسي سابقاً، وعمل في الجهاز الفني لفريق درجة أولى)».
وأوضح: «نالوا جميعاً شهادات التدريب التي تتيح لهم القيام بذلك على أعلى مستوى في الوقت عينه، لكن الاثنين اللذين لم يحصلا على الفرصة المناسبة هما لاعبان سابقان من السود».
وتعرض ستيرلينغ (25 عاماً) لسلسلة من الإساءات العنصرية خلال دفاعه عن ألوان فريقه أو المنتخب الإنجليزي، وكان من أبرز الداعين إلى تشديد العقوبات بحق الأندية والدول التي يقوم مشجعوها بارتكابات كهذه.
كما أعرب غاريث ساوثغيت مدرب منتخب إنجلترا عن تعاطفه مع موقف مجموعة من لاعبيه خلال احتجاجات «حياة السود مهمة»، وأكد أنه يتمنى أن يساعد هذا الأمر على تغيير في المجتمع.
وإضافة إلى ستيرلينغ أظهر مجموعة من لاعبي منتخب إنجلترا، منهم جيدون سانشو وماركوس راشفورد، مشاعرهم منذ مقتل رجل أسود أعزل هو جورج فلويد على يد شرطي أبيض في مينيابوليس بالولايات المتحدة في 25 مايو.
وقال ساوثغيت، الذي تعرض فريقه لمشكلات عنصرية خلال اللعب في ضيافة بلغاريا بتصفيات بطولة أوروبا 2020 العام الماضي: «لم أتحدث إليهم منذ وقوع الحادث الأسبوع الماضي، لكن في الواقع أعرف موقفهم من الأمر... دخلت معهم في نقاشات كافية على مدار فترة طويلة من الوقت حتى إنني أستطيع توقع مشاعرهم وإحباطهم وغضبهم وحماسهم وكثير من المشاعر لديهم للتعاطف مع الأمر... تحدثنا قبل ذلك عن لحظات يمكن أن تغير المجتمع. ورغم ذلك فهذا شعور مختلف».