الجيش الليبي يتبنى الغارات على قوات «فجر ليبيا» خارج العاصمة طرابلس

بينما أعلن رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، اللواء عبد الرازق الناظوري، رسميا، أن سلاح الجو الليبي هو من يستهدف ما وصفه بـ«أوكار الإرهابيين والخارجين عن القانون» في العاصمة الليبية طرابلس، حل أمس، عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، بشكل مفاجئ ضيفا على القاهرة التي وصلها على متن طائرة خاصة في زيارة لم يسبق الإعلان عنها، للقاء الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي.
وقالت مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط»، إن عقيلة الذي يرافقه محمد عبد العزيز، مستشاره للشؤون الخارجية، وبعض أعضاء مجلس النواب، قد يجتمع في القاهرة أيضا مع برناردينو ليون، مبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا، الذي قالت المصادر إنه «يسعى لتنظيم جولة جديدة من الحوار الوطني بين مختلف الفرقاء الليبيين»، علما بأن ليون زار القاهرة أخيرا للغرض نفسه. وقال مسؤول ليبي، إن «عقيلة سيستمع من الرئيس المصري في ثاني زيارة عمل رسمية له بالقاهرة، إلى نتائج المحادثات التي أجراها السيسي أخيرا في زيارته التي شملت إيطاليا وفرنسا حول المسألة الليبية»، مشيرا إلى أن «ثمة أفكارا متداولة بهدف العمل على إنهاء الوضع الراهن في ليبيا في أسرع وقت».
وأوضحت المصادر أن «عقيلة الذي يمثل أعلى سلطة دستورية وسياسية في ليبيا، سيطلع الرئيس السيسي على آخر تطورات الوضع في ليبيا، بالإضافة إلى مناقشة سبل مساعدة الحكومة الليبية والبرلمان في توفير مختلف الخدمات لليبيين، ومواجهة التنظيمات الإرهابية التي تسيطر على بعض الأراضي الليبية، إضافة لمنع محاولات التسلل والتهريب عبر الحدود المصرية الليبية».
من جهته، اعترف اللواء عبد الرازق الناظوري، رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، بنقص بعض الإمكانات العسكرية التي من وجهة نظره تحتاج في هذه المرحلة إلى إمكانيات ضخمة في مواجهة الجماعات الإرهابية.
وكشف بيان أصدرته لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أن الناظوري أبلغ أعضاءها في اجتماع عقد، أول من أمس، بمقر المجلس بمدينة طبرق في أقصى الشرق الليبي، بضرورة رفع مرتبات ضباط وجنود الجيش الليبي، معتبرا أن العملية العسكرية تسير بشكل ممتاز في المنطقة الغربية.
وطبقا لنص البيان، فقد نفى الناظوري مشاركة أي قوات أجنبية في الحرب التي أعلنها الجيش الليبي ضد ما يسمى بـ«قوات فجر ليبيا» التي تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس منذ شهر يوليو (تموز) الماضي، وأعلن في المقابل أن سلاح الجو الليبي هو من يستهدف «أوكار الإرهابيين والخارجين عن القانون في طرابلس».
كما جدد الناظوري تأييده للشرعية المنتخبة المتمثلة في مجلس النواب، مؤكدا أن جميع الوحدات العسكرية بالجيش الليبي تحت رئاسة الأركان والسلاح الجوي.
إلى ذلك، تعرض مقر الكتيبة «523 - م. ط» دفاع جوي، بمنطقة أبو غيلان بغريان لغارات جوية، ظهر أمس، بعدما أعلنت دعمها لعملية فجر ليبيا، لكن من دون أي خسائر بشرية، وفقا لما أكده مسؤول بالكتيبة.
كما نقلت وكالة الأنباء الموالية للحكومة المنافسة التي يترأسها عمر الحاسي في طرابلس، عن الناطق باسم القوة الوطنية المتحركة، أن منطقة «أبوكماش» الواقعة بالقرب من مدينة زوارة، تعرضت إلى قصف جوي، مشيرا إلى أن الطائرة التي قامت بالقصف انطلقت من منطقة الوطية وأصابت مباني قديمة فقط.
ولقي عنصر من قوات «فجر ليبيا» مصرعه وأصيب اثنان آخران في اشتباكات حول قاعدة الوطية التي تقع على بعد 150 كيلومترا جنوب غربي طرابلس، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الليبي وقوات «فجر ليبيا».
ونقلت تقارير عن مصدر قوله إن «سلاح الجو الليبي يقوم بطلعات جوية مستمرة، وضرب عدة أهداف في محيط القاعدة ضد القوات المكونة من ثوار مدينة مصراتة (شرق طرابلس) وثوار مدن الغرب التي تسيطر على العاصمة، بعد معارك عنيفة مع قوات الزنتان، استمرت أكثر من 45 يوما، وخلفت 250 قتيلا وأكثر من ألف جريح».
واستأنف مطار معيتيقة بالعاصمة طرابلس تسيير رحلات الطيران الداخلية والخارجية بعد إغلاق استمر 4 أيام جراء قصف محيط المطار، حيث أعلن الصادق التركي المتحدث باسم الكتيبة التي تتولى أمن المطار، أن رحلتين لإسطنبول وعمان أقلعتا، أمس، من المطار.
وكانت شركة الخطوط الجوية الليبية قد أعلنت تحويل الرحلات إلى مطار مصراتة كإجراء احترازي بعد تعرض مطار معيتيقة للقصف مرتين خلال الأسبوع الحالي، مما أدى إلى إصابة سيدة ونجلتها وتضرر كثير من المنازل المجاورة للمطار. وطبقا لما أعلنه مدير المطار، أبو بكر حميدة، فإن المطار لم يتعرض لأضرار من شأنها أن تعطل حركة الطيران.
في المقابل أدانت حكومة الحاسي الموقف الدولي حيال القصف الذي تتعرض له طرابلس وبنغازي، وعدة مدن ليبية، وقال وزير الإعلام، علي الهوني، إن «قنابل الكرامة التي تدك مختلف المدن الليبية، ما هي إلا وصمة عار في جبين المجتمع الدولي والجامعة العربية ودول مجلس التعاون الخليجي واتحاد المغرب العربي والاتحاد الأفريقي».
في غضون ذلك، أعرب أعضاء مجلس الأمن عن قلقهم العميق إزاء الوضع المتدهور في ليبيا وتأثيره على السلم والاستقرار في المنطقة، وأكد الأعضاء في بيان لهم على أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للأزمة الحالية، وأعربوا عن دعمهم الكامل لمبعوث الأمم المتحدة، وحثوا جميع الأطراف على الانخراط بصورة بناءة في جهوده لاستئناف عملية سياسة شاملة تهدف إلى معالجة التحديات السياسة والأمنية التي تواجه البلاد. وأدان الأعضاء تصاعد العنف في ليبيا، وأشاروا بقلق إلى الهجمات الأخيرة على البنية التحتية العامة والمدنية، كما نددوا بالانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في ليبيا، واستخدام العنف والتهويل ضد المؤسسات المدنية والمدنيين بما في ذلك العاملين في الأمم المتحدة، كما أدانوا محاولات التهويل وعرقلة حسن سير عمل المؤسسات المالية.
وشددوا على أن لجنة العقوبات مستعدة لفرض عقوبات على أولئك الذين يهددون السلام والاستقرار أو الأمن في ليبيا أو يقومون بعرقلة أو تقويض نجاح العملية السياسية في المرحلة الانتقالية.