روسيا تدعو إلى استئناف الحوار بين الأطراف الليبية

أجرى سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، أمس، في موسكو محادثات مع وفد حكومة «الوفاق» الوطني الليبية، ضم أحمد امعيتيق نائب رئيس الحكومة، ووزير الخارجية محمد طاهر سيالة. وأعقبت المحادثات جولة مناقشات تفصيلية عقدها الجانب الليبي مع نائب الوزير ميخائيل بوغدانوف.
وأعلنت الخارجية الروسية في بيان صدر في ختام المحادثات أنه تم تبادل وجهات النظر حول تطورات الوضع في ليبيا، وأن الجانب الروسي «أكد على أهمية الوقف الفوري للأعمال العدائية، وتنظيم حوار شامل بمشاركة جميع القوى السياسية والأطراف الليبية».
كما لفت البيان إلى أنه «تم تأكيد التأييد الروسي لمبادرة رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح»، ووصفها بأنها «تضع الأساس لإقامة مفاوضات بين ليبيا بهدف التوصل إلى حلول وسط للمشاكل القائمة، وتشكيل هياكل سلطة موحدة في البلاد».
مبرزا أن المناقشات تطرقت أيضا إلى «مهام توحيد الجهود الدولية لدعم التسوية الليبية، تحت رعاية الأمم المتحدة، وبالاعتماد على قرارات المؤتمر الدولي حول ليبيا، الذي احتضنته برلين في 19 يناير (كانون الثاني) من هذا العام، وقرار مجلس الأمن 2510»، و«الأهمية الخاصة لتعيين مبعوث خاص جديد للأمم المتحدة إلى ليبيا».
وخلال المحادثات، أكد لافروف «استعداد الشركات الروسية لاستئناف أنشطتها في ليبيا بعد تطبيع الوضع العسكري - السياسي هناك». كما تم مجددا طرح مسألة «ضرورة الإفراج السريع وغير المشروط» عن المواطنين الروسيين، اللذين تم اعتقالهما في طرابلس في مايو (أيار) 2019. وتم التأكيد على أن بقاءهما في سجن طرابلس «يشكل عقبة أساسية أمام التطوير التدريجي للتعاون الثنائي».
من جهته، قال وزير خارجية «الوفاق» في حديث لوكالة «نوفوستي»، لدى مغادرته مقر الخارجية الروسية، إن الوفد الليبي بحث مستجدات الوضع في البلاد مع الجانب الروسي، وإن المباحثات «لم تنته»، لافتا إلى توجه الطرفين لعقد جولة محادثات إضافية في وقت لاحق.
وجاءت هذه الزيارة التي تتزامن مع زيارة مقررة اليوم لرئيس حكومة «الوفاق» فايز السراج إلى أنقرة غدا، بعد مرور يومين على تصعيد موسكو لهجتها حيال الوضع في ليبيا. ووجهت وزارة الخارجية الروسية مؤخرا انتقادات غير مسبوقة لـ«المساعدات الخارجية» التي أسفرت وفقا للوزارة عن «قلب موازين القوى» في البلاد. في إشارة إلى التحركات التركية في ليبيا.
كما حذرت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من أن الوضع في البلاد يسير نحو تدهور أسوأ، وقالت إنه «تم تقويض الهدنة نهائيا، والوضع بات بنذر بعواقب وخيمة».