السعوديون يعلّقون «عزلة كورونا» ويستأنفون حياتهم بحذر

مع حلول الساعة السادسة من صباح أمس، بدأ بعض سكان الرياض تشغيل محركات مركباتهم والانطلاق إلى أعمالهم أو التجول في الشوارع الرئيسية التي شهدت زحاماً مرورياً.
جاء هذا الزحام في أول يوم من العودة التدريجية للحياة الطبيعة، بعد فترة الحجر المنزلي، الذي خبره الناس للمرة الأولى في حياتهم، وبدا أن الجميع متشوقون لإعادة عجلة الحياة الروتينية. إلا أن اللافت في خروجهم في المرحلة الأولى من مراحل «العودة للحياة الطبيعية»، الدعوة من القطاعات المسؤولة بضرورة الالتزام بالإرشادات الصحية ووضع الكمامات والقفازات، وترك مسافات آمنة بين الأشخاص، خصوصاً عند المطاعم التي استعدت لتجهيز وجبات الإفطار المعتادة.

- الاقتصاد يشرع أبوابه مجدداً
رصدت «الشرق الأوسط» منذ السادسة من صباح أمس تفاعل المجتمع في الساعات الأولى من المرحلة الأولى للعودة إلى «الحياة الطبيعة»، إذ عادت معظم الأنشطة الاقتصادية لفتح أبوابها واستقبال زبائنها بإجراءات وقائية، مثل وضع مسافات نحو متر ونصف متر في صفوف الزبائن لتطبيق «التباعد الاجتماعي»، وغيرها من الإجراءات. وإلى جانب المحال التجارية، فإن الأسواق هي الأخرى شرّعت أبوابها مجدداً بضوابط جديدة تحكمها «الإرشادات الصحية» و«التباعد الاجتماعي»، مثل إلزام الجميع بوضع الكمامات وتعقيم الأيدي وغيرها.

- المساجد تعيد جمع المصلين
بعد مضي نحو 3 أشهر على قرار إيقاف الصلاة في المساجد، وضعت السعودية تصوراً للمرحلة المقبلة لعودة الحياة تدريجياً إلى الأوضاع الطبيعية، عبر 3 مراحل تدريجية. وفي المرحلة الثانية التي تبدأ الأحد المقبل حتى 20 يونيو (حزيران)، ستقام صلاة الجماعة في المساجد، عدا مدينة مكة المكرمة التي ستعود مساجدها لإقامة الصلاة بها في نهاية المرحلة الثانية. وتشهد وزارة الشؤون الإسلامية السعودية حراكاً مطرداً في عمليات الصيانة والنظافة والتعقيم لأكثر من 90 ألف مسجد وجامع في مختلف مناطق البلاد.
هذا القرار تطلّب وضع معايير خاصة في كيفية إقامة الصلاة في المساجد، في ظل التشديد على أهمية «التباعد الاجتماعي» واتباع الإرشادات الصحية، وهو ما جعل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية تتخذ قرارات وتدابير عدة للحدّ من انتشار الفيروس، وتؤكد أن السماح بإقامة صلاة الجمعة والجماعة في المساجد لجميع الفروض يأتي مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية.
وبعد هذه القرارات، زارت «الشرق الأوسط» أحد المساجد في العاصمة الرياض للاطلاع على جاهزية المسجد لاستقبال المصلين؛ حيث كان يجري تنظيف وتعقيم السجاد، إضافة إلى وضع علامات ولافتات تبيّن لكل مصلٍ المسافات المسموحة بين المصلين استعداداً لفتح المساجد يوم الأحد المقبل.
ومن الإجراءات الاحترازية المتخذة من قبل الوزارة، فتح المساجد قبل الأذان بـ15 دقيقة، وإغلاقها بعد الصلاة بـ10 دقائق، والإبقاء على مدة الانتظار بين الأذان والإقامة 10 دقائق، وفتح النوافذ وإشراع الأبواب منذ دخول الوقت حتى نهاية الصلاة، ورفع المصاحف والكتب الموجودة بالمساجد، حرصاً على عدم نقل العدوى بين المصلين. كما ستترك مسافة بين كل مصلٍ وآخر بمقدار مترين، وترك فراغ بمقدار صفّ لكل صفين، وإغلاق جميع برادات وثلاجات المياه، وعدم السماح بتوزيع المياه والمأكولات والطيب والسواك، وإغلاق دورات المياه، وتعليق الدروس العلمية والبرامج الدعوية والمحاضرات وحلقات تحفيظ القرآن في المساجد حتى إشعار آخر.
وتزدحم الجوامع في كل يوم جمعة لإقامة صلاة الجمعة، وهو ما دفع الوزارة إلى اتخاذ قرار يقضي بإقامة صلاة الجمعة بالمساجد القريبة من الجوامع المزدحمة بالمصلين والمهيأة لإقامة صلاة الجمعة، وأن يكون الأذان الأول قبل دخول وقت الصلاة بـ20 دقيقة، وفتح الجوامع قبل الصلاة بـ20 دقيقة، وإغلاقها بعد الصلاة بـ20 دقيقة، وألا تتجاوز الصلاة مع الخطبة 15 دقيقة.