نتائج أميركية «واعدة» لـ«ريمديسيفير»... ومناطق الديمقراطيين أكثر عرضة لـ«كورونا»

في الوقت الذي بلغ عدد الوفيات في الولايات المتحدة جراء الإصابة بفيروس كورونا 100 ألف، أعطت دراسات حديثة أملاً جديداً في المعركة ضد الفيروس، مع نتائج إيجابية في تطوير لقاح أو على تجارب عقارات مضادة للفيروس على رأسها عقار «ريمديسيفير» الذي تنتجه شركة «غلعاد».
وبحسب دراسة في دورية «نيو إنغلاند» الطبية، فإن مصابين تلقوا علاجاً في المستشفى يشمل «ريمديسيفير»، تعافوا قبل أربعة أيام من أولئك الذين تلقوا علاجاً وهمياً. وتشير النتائج الأولية لتجربة مولها المعهد الأميركي للحساسية والأمراض المعدية، إلى أن 538 مريضاً تم اختيارهم بشكل عشوائي لتلقي «ريمديسيفير»، كان متوسط وقت التعافي لديهم 11 يوماً مقارنة بـ15 يوماً لدى 521 آخرين أعطوا علاجاً وهمياً «بلاسيبو». وأجريت التجربة خلال الفترة الممتدة من 21 فبراير (شباط) و19 أبريل (نيسان) في 60 موقع دراسة و13 موقعاً فرعياً في الولايات المتحدة والمكسيك. وتلقى المرضى إما العلاج الوهمي لـ10 أيام أو جرعة أولى بـ200 ميليغرام من «ريمديسيفير» عبر الوريد، ثم اتبعت بجرعات 100 ميليغرام من العقار خلال الأيام التسعة التالية، أو إلى حين مغادرة المستشفى أو الوفاة. واعتباراً من 22 أبريل تعافى 482 شخصاً وتوفي 81.
وأوصى مجلس مراقبة البيانات والسلامة بأن النتائج الأولية ينبغي الكشف عنها باكراً وإبلاغ معهد الحساسية والأمراض المعدية نظراً لنتائجها الواعدة. وبعد إعلان المعهد النتائج الشهر الماضي، أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في الأول من مايو (أيار) موافقة عاجلة على استخدام «ريمديسيفير» في علاج المرضى الذين يعانون بشكل خطير.
وقال مدير المعهد أنتوني فاوتشي حينها «رغم أن تسجيل 31 في المائة لا يضاهي نجاحاً بنسبة 100 في المائة، فإنه دليل مهم جداً لأنه أظهر أن عقاراً يمكنه إعاقة الفيروس».
إلى ذلك، أظهر تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» أن فيروس كورونا يضرب المناطق التي يهيمن عليها الديمقراطيون أكثر من تلك التي يهيمن عليها الجمهوريون.
وبحسب التقرير الذي ضرب أمثلة توضيحية وبيانات موثقة تعزيزاً لهذا الاستنتاج، فإن الخسائر والإصابات بالفيروس كانت «حادة بشكل خاص على طول السواحل الأميركية، وفي مدنها الكبرى، وعبر الغرب الأوسط الصناعي، وفي مدينة نيويورك»، وهي المناطق التي صوتت عام 2016 لهيلاري كلينتون. وقالت الصحيفة، إن «من المرجح أن يعيش الديمقراطيون في مقاطعات تأثر فيها المجتمع بشدة بالفيروس، بينما يعيش الجمهوريون في مقاطعات لم ينتشر فيها المرض بشكل حاد».
وبحسب إحصاءات الصحيفة، فإن «المقاطعات التي فاز بها الرئيس ترمب في عام 2016، سجلت أقل من ثلث الإصابات بالفيروس ونحو 21 في المائة من الوفيات، على الرغم من أن 45 في المائة من الأميركيين يعيشون فيها». كما أن الكثافة السكانية المتفاوتة هي جزء من أسباب اجتياح الفيروس لمناطق الديمقراطيين كثيفة السكان بشدة، أكثر من مناطق الجمهوريين الأقل كثافة.
وحتى يوم الجمعة، شهدت ولاية ألاباما المحسوبة على الجمهوريين، 11 حالة وفاة لكل 100 ألف من سكانها، بينما سجلت نيو جيرسي المحسوبة على الديمقراطيين 122 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة.
وقالت الصحيفة، إن الوفيات والإصابات بين السود واللاتينيين الأميركيين، الذين يميلون عادة إلى الحزب الديمقراطي، أكبر من تلك المسجلة لدى غيرهم بكثير. وفي ولاية أيوا حيث يشكل اللاتينيون 6 في المائة من السكان، سجلوا ثلث الإصابات في الولاية، في حين سجل السود 12 في المائة من الإصابات على الرغم من أن نسبتهم لا تتعدى 4 في المائة من السكان.
وقالت الصحيفة، إن هذا الاختلاف في شدة الإصابة أسهم بشكل كبير في اختلاف مقاربات الاقتصاديين والديمقراطيين السياسية. فالإغلاق الذي يحمي أرواح الديمقراطيين بشكل أكبر؛ لأن مناطقهم معرضة لخطورة أكبر، يتسبب في خسائر اقتصادية للجمهوريين، الذين لم تسجل مناطقهم إصابات كثيرة تبرر إغلاقها، بحسب اعتقادهم. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين جمهوريين في ولاية تكساس قولهم، إن «العلاج أسوأ من المرض بلا شك»، بسبب ضرره على الاقتصاد.