الإسبان متلهفون لعودة الدوري... ولو عبر الشاشات

يتلهف عشاق كرة القدم الإسبانية لعودة منافسات «الليغا»، حتى لو عبر شاشات التلفزيون في غياب الجماهير بسبب فيروس كورونا المستجد.
وبات الاستئناف المحتمل أكيداً خلف أبواب موصدة من أجل «إنقاذ الموسم» المتوقف منذ شهرين، تحديداً 12 مارس (آذار) الماضي، حيث عاد اللاعبون إلى التدريبات الجماعية منذ أمس.
وكان رئيس رابطة الدوري الإسباني (لا ليغا) خافيير تيباس، أعلن أنه يرغب في استئناف الموسم يوم 12 يونيو (حزيران) المقبل، لكن هذا مرتبط بالموافقة الحكومية ووزارة الصحة.
وقال تيباس: «الموعد المثالي هو التاريخ الذي ستحدده السلطات الصحية. أنا، أود أن يحدث في أسرع وقت ممكن، ولكن الحقيقة هي أنه ليس لدينا موعد مثالي. علينا أن ننتظر الضوء الأخضر من السلطات». وفي بلد تحظى فيه كرة القدم بشعبية كبيرة، فإن المشجعين ينتظرون بفارغ الصبر عودة عجلة الدوري إلى الدوران. ويقول المعلق في قناة «موفيستار بلوس» أدولفو: «بعد شهرين من مشاهدة مباريات معادة على شاشة التلفزيون، يحتاج الناس الآن إلى جرعة كرة القدم الخاصة بهم». وأضاف: «الرغبة في الذهاب إلى الملعب حقيقية، لكن اليوم، أهم شيء بالنسبة للكثيرين هو مشاهدة كرة القدم. رؤية 22 شخصاً وكرة قدم وعشب أخضر، والباقي سيأتي في وقت لاحق».
ويقول خوسيه مانويل ماتيو، رئيس رابطة «أفيسوني أونيداس» لمشجعي العديد من الأندية، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية: «كرة القدم من دون جمهور ليست كرة القدم التي نريدها. ولكن بالنظر إلى الطبيعة الاستثنائية للوضع، ليس لدينا خيار سوى تقبُّلها». وأضاف: «لا أعتقد أن كرة القدم تستطيع أن تبقى معلقة» حتى يتم العثور على لقاح ضد فيروس «كوفيد - 19».
وبحسب رابطة الدوري الإسباني، فإن خوض ما تبقى من البطولة المحلية والمسابقات الأوروبية التي تشارك فيها الأندية الإسبانية سيحد من خسائر الأندية لنحو 303 ملايين يورو، بدلاً من مليار يورو في حال الإعلان عن التوقف النهائي لموسم 2019 - 2020.
في الوقت الحاضر، أدى شلل كرة القدم وتراجع الإيرادات إلى إرغام العديد من الأندية على خفض أجور موظفيها وعدد ساعات عملهم. وذكَّر خوسيه مانويل ماتيو بأن «العديد من العائلات يعتمد على هذه المداخيل، فالمسألة لا تتعلق فقط بلاعبي كرة القدم».
واعترف جيراردو توسينو، رئيس مجموعة لا غران فاميليا (العائلة الكبيرة)، وهي مجموعة من المشجعين لنادي ريال مدريد، بأن «خوض المراحل الـ11 المتبقية من الليغا خلف أبواب مغلقة وسيلة لإنقاذ الموسم... بشكل أو بآخر... نحن الذين يمثلون أنديتنا بوفاء، لا نريد إلا الأفضل لهم، لكننا سنكون مضطرين إلى مشاهدة نجومنا المفضلين من خلال شاشة التلفزيون».
من جهته، قال إميليو أبيجون، الأمين العام لاتحاد المساهمين والمنخرطين في كرة القدم الإسبانية، إن «خوض المباريات من دون مشجعين، ليس كرة قدم، إنه نوع من الترفيه، ولكن ليس كرة قدم».
وتعدّ هذه المجموعة أن خسائر حقوق البث التلفزيوني (نحو 500 مليون يورو وفقاً للصحافة الإسبانية) لا يبرر استئناف البطولة خلف أبواب مغلقة، في هذا البلد، حيث «أجبرنا على شل السياحة، وهو القطاع الأكثر ربحاً في إسبانيا، وكذلك قطاع البناء، الركيزة الأخرى للاقتصاد في البلاد». وأضاف أبيجون، المشجع لنادي أتلتيكو مدريد، أن حقيقة «استئناف كرة القدم بهذه الطريقة، لا تُمَكِّن بالتأكيد من إعادة نشاط قطاع يسهم بنسبة 1.3 أو 1.4 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي الإسباني».