«كورونا» يلاحق الـ«سي آي إيه» كما فعلت الثورة الإيرانية وهجمات 11 سبتمبر

أثارت قضية عدم استعداد الإدارة الأميركية لوباء «كورونا» الذي حصد آلاف الضحايا في أغلب ولاياتها، تساؤلات عن وظيفة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وطبيعة دورها الاستباقي في مثل هذه القضايا، من خلال رسائل التنبيه والتحذير، كما فعلت في كثير من الأزمات التي أحاطت بواشنطن.
وأعاد انتشار الوباء الجدل حول دور جهاز الـ«سي آي إيه» في أزمتين سابقتين، تأثرت بهما واشنطن، هما الثورة الإيرانية وهجمات 11 سبتمبر (أيلول)؛ حيث لا تزال اتهامات التقصير تلاحق الجهاز الاستخباراتي الأقوى في العالم، في عدم التنبؤ بكلا الحدثين اللذين أثرا كثيرا على التوازنات السياسية، ودعما خصومًا لها، بحسب تقرير لمجلة «الفورين بوليسي» الأميركية.
ولحقت قضية «كورونا» بالحدثين السابقين؛ حيث عادت الاتهامات من جديد تلاحق الاستخبارات الأميركية التي رأت أن دور مجتمع الاستخبارات هو إرسال تنبيهات للبيت الأبيض قبل انتقالها للولايات الأميركية، وسط دفاع محموم وتسريبات استخباراتية ترى أن قضية «كورونا» تختلف عن الثورة الإيرانية، وهجمات 11 سبتمبر، وأن الـ«سي آي إيه» أتمت دورها على أكمل وجه.
وذكر مقال في دورية «فورين بوليسي» المنصرم، بعنوان: «فيروس (كورونا) هو أسوأ فشل مخابراتي في تاريخ الولايات المتحدة»، أنه أكثر من الهجوم الياباني المباغت على القاعدة الأميركية البحرية في بيرل هاربور بجزر هاواي في ديسمبر (كانون الأول) عام 1941، وهجمات 11 سبتمبر، وكل ذلك هو خطأ قيادة دونالد ترمب.
وكان تقرير استخباراتي أُعد منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من قبل «المركز الوطني للاستخبارات الطبية» التابع للجيش، قد حذَّر من عدوى تنتشر في منطقة ووهان الصينية، تُغير أنماط الحياة وتشكل تهديداً للسكان، وفقاً لأربعة مصادر اطلعوا على تقارير المخابرات السرية.
ويُدافع مسؤولون في الاستخبارات الأميركية عن دور الجهاز، وأنه: «خلص المحللون إلى أنها قد تكون كارثة». وأشاروا إلى أنه تم إبلاغ هيئة الأركان المشتركة والبيت الأبيض بنتائج التقرير مرات عدة منذ ذلك الوقت، متهمين الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه لم يأخذ التحذيرات بشأن فيروس «كورونا» على محمل الجد في بداية انتشار المرض.
ويقول التقرير إن أزمة «كورونا» نجمت عن اللامبالاة غير المسبوقة، وحتى الإهمال المتعمد، على خلاف الأزمتين السابقتين.
وكان الفصل الثامن من تقرير لجنة هجمات 11 سبتمبر بعنوان «النظام كان يومض بالإشارات الحمراء»، قد ذكر نقلاً عن مدير وكالة المخابرات المركزية السابق جورج تينيت، أن مجتمع المخابرات أرسل تقارير متعددة تُحذر من هجوم وشيك للطيران، غير أن ما خلص إليه التقرير لم يعفِ الاستخبارات من المسؤولية.
وذكرت اللجنة في تقريرها النهائي إلى: «إننا لا نرى سوى القليل من الأدلة على أن تقدم المؤامرة قد أعيق بسبب أي إجراء حكومي بعد أن نفد الوقت».
ويقول جريج باركيا، الخبير في شؤون المخابرات، في تقرير نشرته مجلة «ناشيونال إنتريست»، إنه يمكن توقع توسع كبير للغاية في المركز القومي للمخابرات الطبية، التابع لوكالة المخابرات العسكرية التي تنفذ عمليات تجسس لجمع معلومات استخباراتية عن مجموعة كبيرة من القضايا الصحية، التي يمكن أن تؤثر على المصالح الأميركية.