خالد الزيد: آل الشيخ أنقذ «الشباب» من دوامة القضايا والديون

أكد خالد الزيد اللاعب المعتزل والمدير التنفيذي الرياضي لنادي الشباب «سابقاً»، أن افتقار الفريق لميزة الانسجام بين عناصره وكذلك توظيفهم الصحيح من المدرب السابق خورخي ألميرون، وراء تذبذب النتائج هذا الموسم، مشيراً إلى أن الأمل الأخير هو تحقيق البطولة العربية لتعويض إخفاقات الموسم.
وقال الزيد في حوار لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس الحالي خالد البلطان، عاشق للتحديات وبالتالي هو قادر على إعادة الفريق لمنصات التتويج. وقال الزيد إن فترة عمله السابقة كمدير تنفيذي لنادي الشباب شهدت مصاعب عدة أبرزها تأخر الرواتب لـ6 أشهر، فضلاً عن وجود الكثير من الديون والقضايا لكن تدخل المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة سابقاً أنهى هذه المشكلات تماماً. كما أشار الزيد إلى أن ماجد عبد الله وفؤاد أنور وسعيد العويران هم أساطير الكرة السعودية بالنظر إلى ما قدّموه من عطاءات لأنديتهم وللرياضة المحلية.
> ما ر أيك بمستوى فريق الشباب في هذا الموسم؟
- أعتقد أن مستوى الشباب هذا الموسم متذبذب نوعاً ما، ولم يكن يوازي آمال وطموحات محبي ومسيّري النادي، خصوصاً خالد البلطان الذي أعتقد أنه خبير على المستوى الإداري والفني، ولكن قد تكون المشكلة في الجهاز الفني خصوصاً المدرب الأرجنتيني خورخي ألميرون. في اعتقادي أن توظيف وانسجام اللاعبين من قِبل المدرب لم يكن جيداً، مما انعكس بشكل سلبي على المجموعة بشكل عام في بداية الموسم، أما عن المدرب الإسباني لويس غارسيا فالبداية كانت موفقة وأخص مباراتَي الفريق أمام الشرطة العراقي عربياً وأمام الأهلي دورياً، ومع مرور الوقت أصبح المستوى متذبذباً ولا يوازي طموحات محبي نادي الشباب، وأتمنى في حال استُكمل الموسم أن يعوض الفريق كل ذلك من خلال البطولة العربية.
> هل تعتقد أن خالد البلطان قادر على العودة بالشباب إلى منصات التتويج؟
- شهادتي في خالد البلطان مجروحة، فهو شخص خبير وله إرث خلال الفترات الماضية، وسابقاً حقق لقب الدوري بلا خسارة، واستطاع استقطاب لاعبين مميزين، إضافة إلى العنصر المحلي والأجهزة الفنية، وأتصور أنه قادر في حال تحسنت الظروف مع نهاية الموسم الحالي أو فالموسم المقبل، على أن يعود بالنادي إلى مكانه الطبيعي، وهو على الصعيد الشخصي عاشق للتحديات.
> عملت سابقاً مع إدارة البلطان وكذلك إدارة العقيل، كيف تصف تلك التجارب؟
- أعتقد أن هناك اختلافاً بين الإدارتين، وكلاهما عموماً يُعد إضافة، فخالد البلطان خبير في هذه المرحلة وفي مراحل سابقة من خلال الخبرات الرياضية التي اكتسبها في الـ8 مواسم من فترته السابقة، ومن وجهة نظري أنها توازي 30 عاماً لأي رئيس نادٍ آخر نظير ما حققه من إنجازات ذهبية، إضافة إلى الوهج الإعلامي وكذلك الجماهيري، وأعتقد أن فترته الحالية فترة تصحيح، وبمشيئة الله هو قادر على إعادة النادي للطريق الصحيح، أما عن أحمد العقيل فهو شخص متسلح بخبرات رياضية سابقة من خلال انتسابه إلى الاتحاد السعودي ممثلاً للرابطة في فترة أولى ومن ثم عضواً للاتحاد السعودي في فترة أخرى، إضافة إلى عمله في العديد من اللجان، ثم أميناً عاماً للنادي ثم رئيساً، وأعتقد أن فترة رئاسته كانت تصحيحاً لأوضاع الفترات السابقة التي مرت على النادي من خلال المشكلات والمديونيات، فالنادي كان في إحدى الفترات ممنوعاً من التسجيل، قبل أن يتدخل المستشار تركي آل الشيخ لحل هذه القضايا والمديونيات وبعد ذلك وضع العقيل البداية الحقيقية من خلال الاستقطابات للجهاز الفني واللاعبين، وأعتقد أنها فترة موفقة وناجحة رغم أنها لم ترضِ طموحه، وأتصور لو استمرت أنها ستكون أفضل بكثير مما تم تحقيقه سابقاً.
> شغلتَ سابقاً منصب المدير التنفيذي الرياضي بنادي الشباب، ما أبرز العوائق التي واجهتك حينها؟
- أبرز المشكلات كانت تخص الجوانب المادية، ومنها تأخر رواتب اللاعبين لأكثر من 6 أشهر، مما أدى إلى وجود قضايا معلّقة في «فيفا»، إضافةً إلى أنه من أهم المعوقات عدم تسجيل اللاعبين على المستوى الأجنبي والمحلي، لقد فاز الشباب في 7 مباريات متتالية ولم يجد الدعم المادي الذي يليق بتلك الفترة المميزة، وأعتقد أن ذلك أثّر على اللاعبين، فنحن اجتهدنا لتحفيزهم ووُفّقنا مع المدرب كارينيو في تلك الفترة حتى خسرنا أمام الأهلي، مما أعاد النادي إلى الصراع والمشكلات الفنية والمالية. ولولا تدخل المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة السابق وحل الكثير من القضايا المعلقة بـ«فيفا» والديون المتراكمة، لكان النادي في وضع سيئ.
> برأيك ما سبب غياب الدعم الشرفي بنادي الشباب؟
- الدولة في هذه المرحلة أخذت على عاتقها دعم الأندية بشكل عام، وأعتقد أن الأندية لا تحتاج إلى الدعم الشرفي في هذه المرحلة، باستثناء الدعم المعنوي واللوجيستي، فالدولة تكفلت بكل الأندية بشكل عام، فشاهدنا الدعم اللامحدود من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مما أسهم في الاستغناء عن الدعم الشرفي على مستوى الأندية كافة وليس نادي الشباب فقط، أما على المستوى الشخصي فأعتقد أنهم متواصلون مع إدارات الأندية من خلال الاستفسار أو الاستشارة عمّا تحتاج إليه تلك الإدارات.
> ما رأيك في مستوى اللاعبين الأجانب بنادي الشباب هذا الموسم؟
- كأسماء أعتقد أنهم إضافة، ولكن قد يكون هناك عدم انسجام أو اختلاف في المدارس الفنية، وربما يكون عدم توظيف اللاعبين بشكل جيد، فالشباب في هذا الموسم كان بحاجة للعنصر المحلي الذي يكون بمستوى عناصر الأندية الأخرى، ونتمنى أن يكون الموسم المقبل ثرياً على مستوى العنصر الأجنبي وكذلك المحلي.
> ما رأيك في عمل المدرب لويس غارسيا حتى الآن؟
- المدرب الإسباني لويس غارسيا بدايته كانت موفقة، تفاءلنا به كثيراً بدايةً من مباراة الشرطة العراقي ثم مباراة الأهلي، وبعد ذلك عُدنا للمشكلات الفنية من خلال توظيف اللاعبين بشكل مختلف من مباراة إلى مباراة، وأعتقد أنه كان بحاجة إلى عمل أكثر مما شاهدناه، فنتمنى أن يكون هناك إعادة نظر في الجوانب الفنية في فترة التوقف الحالية.
> هل تعتقد أن الشباب قادر على تحقيق كأس محمد السادس للأندية الأبطال؟
- نادي الشباب قاب قوسين أو أدنى من تحقيق البطولة، فالنادي وضع هذه البطولة نصب عينيه، والجميع داعم من إدارة وجماهير ومحبين، وأعتقد أن حظوظه كبيرة لتحقيق اللقب العربي في حال استُكملت البطولة.
> بصفتك لاعباً شبابياً سابقاً، هل هناك موقف ما زال عالقاً بذاكرتك في الملاعب؟
- في أول موسم لعبت فيه للنادي حققنا بفضل الله بطولة كأس الاتحاد السعودي، وكانت هذه البطولة فأل خير على شخصي وعلى النادي بشكل عام، وهي لا تزال عالقة في ذهني حتى الآن، في الجانب الآخر على المستوى الدولي انضمامي للمنتخب السعودي الأول عام 1988م استعداداً للمشاركة في كأس آسيا.
> ما رأيك في الأحداث التي صاحبت مواجهة الشباب والنصر دورياً؟
- فيما يخص الأمور التي كانت خارج الملعب فأعتقد أن هناك تحقيقاً وأترك هذا الجانب حتى ينتهي التحقيق من الجهات ذات العلاقة، أما على صعيد المواجهة فهي كانت بين ناديين شقيقين، تفوقنا في مباريات كثيرة أمام النصر، والنصر كذلك تفوق في مباريات، وأبناء اللعبة يدركون جيداً أنها لا تتجاوز نطاق المستطيل الأخضر فيما يخص اللاعبين، أما الأمور الأخرى فلها جهات خاصة للنظر فيها وبعد ذلك لكل حادث حديث.
> ما أسباب رحيل النجوم من نادي الشباب؟
- أعتقد أنها ظاهرة صحية من خلال نظام الاحتراف، فالجميع يرحل من النادي في سبيل الجانب المادي أو الفني في حال توفرت فرص أفضل، وهي ظاهر صحية ليس على مستوى المملكة بل في جميع دول العالم.
> كيف ترى العمل الفني بالفئات السنية بنادي الشباب؟
- الأخ كنعان الكنعاني خبير في هذا الجانب، وحقق مكتسبات كبيرة من خلال استقطاب لاعبين وأجهزة فنية على مستوى عالٍ، ومن وجهة نظري فإن قياسات النجاح على صعيد الفئات السنية ليس بتحقيق البطولات فقط، بل بالكمّ الهائل من اللاعبين الذين وصلوا لتمثيل الفريق الأول، فكنعان شخص محب للنادي ويعمل بإخلاص، إضافة إلى أنه يمتلك خبرة عالية وهو بلا شك إضافة لنادي الشباب.
> من هو أسطورة الكرة السعودية برأيك؟
- هذه المسميات لا بد أن تكون لها معايير، فربما يوجد أكثر من شخص يستوفي هذا المسمى، خصوصاً أننا وصلنا إلى كأس العالم خمس مرات وحققنا العديد من المنجزات على الصعيد القاري، وهذا دليل على أن الكرة السعودية لديها لاعبون على أعلى مستوى، ومن وجهة نظري أن ماجد عبد الله وسعيد العويران وفؤاد أنور هم أساطير الكرة السعودية.
> ما رسالتك لجماهير نادي الشباب؟
- شهادتي فيهم مجروحة، فلهم الفضل بعد الله فيما حققناه من بطولات من خلال دعمهم الدائم، فهم موجودين خلف الكيان في جميع مناطق المملكة، ونقول أكثر الله خيركم، أنتم رائعون، ومن كان يشكّك في ولائهم أو يسخر من عددهم أقول له إنه منذ فترة التسعينات لا يوجد نادٍ ينافس نادي الشباب نظير ما حققه من إنجازات ذهبية على الأصعدة كافة، كما أنني أُعجبت كثيراً عندما كنت مديراً تنفيذياً للنادي من خلال مشاركة الجماهير الشبابية في مبادرة «ادعم ناديك» بشكل رائع من خلال الوصول إلى أرقام مميزة، كما أنهم مؤثرون جداً في مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الدعم الإيجابي للنادي، وأقدم لهم جزيل الشكر والتقدير على ما يقدمونه.