«يويفا» يمهل الاتحادات الأوروبية حتى 25 مايو لتحديد خطط استئناف الموسم

أعطى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، مهلة لروابط الدوريات المحلية حتى 25 مايو (أيار)، لإبلاغه بخطط استئناف المسابقات المحلية، في ظل الارتباك الحادث حالياً بدعوة بعض الدول لإلغاء الموسم وتمسك آخرين باستكماله.
وتوقفت كرة القدم في كل الدول الأوروبية الكبرى، بسبب جائحة فيروس كورونا، ولم يتم استئناف أي مسابقة بعد، لكن «يويفا» يرغب في حسم الأمر لأجل البدء في التخطيط للبطولات الأوروبية للموسم الجديد.
وفي رسالة إلى 55 اتحاداً، قال ألكسندر سيفرين رئيس «اليويفا»، إن أي رابطة ستلغي الموسم ستكون مطالبة بتقديم قائمة بالفرق المتأهلة للبطولات الأوروبية بحلول يوم 25 مايو.
وكتب سيفرين في رسالته: «يجب على الاتحادات المحلية أو روابط الدوري المحلية التواصل مع (يويفا) بحلول 25 مايو 2020 لكشف خطط استئناف المسابقات المحلية فيما يتعلق بموعد البدء وشكل المسابقة».
وأضاف: «في حال إلغاء الموسم المحلي قبل موعده بشكل قانوني... فإن (يويفا) يطلب من الاتحاد المحلي شرحاً بحلول 25 مايو 2020 عن الظروف الخاصة وراء الإلغاء بشكل مبكر، واختيار الأندية التي ستشارك في البطولات الأوروبية موسم 2020 -2021، بناءً على المستوى الرياضي لموسم 2019 - 2020 المحلي».
وتأثرت الرياضة بأكملها بانتشار الوباء، وتأجلت بطولة أوروبا 2020 لكرة القدم حتى العام المقبل، وسط توقف تام للمسابقات القارية.
وقال «اليويفا»، بوضوح، إنه يرغب من الاتحادات المحلية استكمال المواسم بدلاً من إلغائها، كما يأمل في استكمال دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي.
وفي الوقت الذي أبدت فيه بطولات كبيرة، مثل الدوري الألماني والدوري الإيطالي والدوري الإنجليزي، رغبتها في استكمال الموسم، قررت هولندا إنهاء الموسم يوم الجمعة، وقالت إن الدوري سيكون بلا بطل، كما تقرر إلغاء الصعود والهبوط، في قرار تعرض لانتقاد حاد من بعض الأندية. لكن ما حدث في هولندا مرشح للتكرار في بلجيكا واسكوتلندا، وربما أيضاً في الدوريات الخمس الكبرى، حيث ترفض بعض أندية الدوري الإيطالي استكمال الموسم.
وفي إنجلترا، ما زال الوضع غامضاً، ولم تتوصل رابطة الدوري أو الاتحاد الإنجليزي للعبة إلى أي قرار يمكن أن يتيح للأندية التدرب، ويتطلع المسؤولون عن اللعبة إلى عقد اجتماع، الجمعة، يلتقي لإيجاد حل لمسألة التعليق، في ظل تقارير حول استئناف الموسم في 8 يونيو (حزيران).
ويرفض القائمون على إدارة كرة القدم الإنجليزية اللجوء إلى قرار إلغاء الموسم، وأظهرت الأندية التزامها باستكمال الدوري، نظراً لاستفحال العوائق المالية، وتعقِّد الحلول القانونية إذا لم تستكمل المباريات الـ92 المتبقية.
وفي إشارة إلى عودة عجلة الدوري للدوران، سمحت أندية آرسنال، وتوتنهام، ووستهام، وبرايتون، للاعبيها، بالعودة لإجراء تمارين فردية.
وقال البرتغالي دييغو جوتا جناح ولفرهامبتون، «أعتقد أنه يمكن إنهاء موسم الدوري الممتاز، لكن المطلوب خطة إعداد جديدة لكي يستعيد اللاعبون لياقتهم قبل استئناف المباريات، حتى الآن الهدف هو البقاء بالمنزل لأطول وقت ممكن ومحاولة الحفاظ على الجاهزية، لأننا نعلم أن المسابقة قد تعود ويجب أن نكون مستعدين». وأضاف: «عندما تبدأ سيكون الأمر أشبه بفترة ما قبل انطلاق الموسم بالنسبة للاعبين، لأنك عندما لا تلعب يكون من المستحيل أن تبقى جاهزاً كما كنت. يمكن أن يحدث أي شيء لأننا سنلعب وكأننا في موسم جديد».
ويعتقد جوتا أن اللعب دون جماهير، وخلف الأبواب المغلقة، أفضل من عدم اللعب تماماً، وأوضح: «إذا كان الاختيار بين عدم اللعب أو استكمال الموسم خلف الأبواب المغلقة، فإننا بالتأكيد مع الخيار الثاني، رغم أن الجميع يرغبون في وجود الجماهير».
ويملك ألن باردو مدرب نيوكاسل وكريستال بالاس السابق، نظرة فريدة بهذا الشأن. يعتقد أن الدوري الممتاز سيصل إلى ختامه لتفادي تكلفة الدعاوى في المحاكم.
وقال باردو مدرب دن هاغ الهولندي، الذي تفادى الهبوط إلى الدرجة الثانية، «تسبّب حقوق النقل التلفزيوني إشكالية أكبر في إنجلترا. أي قرار مماثل لما حدث في هولندا، سينتهي بدعاوى قانونية ضخمة».
وتابع: «من المدربين، والرؤساء والرؤساء التنفيذيين، الذين تحدثت معهم في (البريميرليغ)، يبدو التصميم واضحاً لإكمال الموسم، شرط الحصول على ضوء أخضر من الحكومة».
وفي ظل الخسائر الفادحة في الأرواح (أكثر من 20 ألف حالة وفاة في بريطانيا)، وعلى الصعيد الاقتصادي بسبب تفشي «كوفيد - 19»، يرى البعض أنه من المعيب اعتبار الرياضة أولوية. ولا يمكن للأندية ضمان صحة اللاعبين، وهناك مخاوف بشأن تجمع الجماهير خارج أسوار الملاعب، في ظل إقامة المباريات أمام مدرجات فارغة.
ويرى سكوت دكسبيري رئيس نادي واتفورد، أنه لا ينبغي التعجل في استئناف الموسم، ويجب أن يضمن الجميع عدم وجود عبء إضافي على خدمة الصحة الوطنية.
وأشار دكسبيري إلى أن أي قرار يجب أن يضع في الاعتبار حجم العمل الواقع على كاهل خدمة الصحة الوطنية، وقال أمس: «لا أشعر بالارتياح في هذه المرحلة تجاه الحديث عن كرة القدم في وجود ضغط على خدمة الصحة الوطنية، وهذا يجب أن يكون له الأولوية». وأضاف: «هل أريد استئناف كرة القدم؟ بالطبع... سأتبع مشورة الحكومة. إذا قالت إن الظروف آمنة، وإننا لن نضع أي ضغط على خدمة الصحة الوطنية، فهذا رائع».
كان الإسباني مايكل أرتيتا، مدرب آرسنال، أصيب بالفيروس المستجد في 12 مارس (آذار)، ما أسفر عن تأجيل الدوري الإنجليزي في الجولة التالية، ولم يلعب أي فريق منذ هذا الوقت.
وتعمل أندية الدوري على أساس أنه قد يتم السماح للاعبين بالعودة إلى التدريبات مطلع الشهر المقبل، في انتظار تخفيف الحكومة البريطانية إجراءات العزل العام في السابع من مايو. وإذا تم السماح للفرق بالمران، فإنها ستحتاج لفترة بين أسبوعين وثلاثة أسابيع للاستعداد لخوض مباريات رسمية، لذا فإنه من المتوقع ألا تعود المسابقة قبل مطلع يونيو.
وكانت تتبقى 92 مباراة في الدوري الممتاز قبل تعليقه، حيث يبدو ليفربول قريباً أكثر من أي وقت مضى ليتوج بطلاً لإنجلترا للمرة الأولى منذ 30 عاماً، بابتعاده بفارق 25 نقطة عن مانشستر سيتي الثاني.
كانت صحيفة «التايمز» قد أشارت قبل أيام إلى أن مسؤولين في رابطة الدوري الممتاز عرضوا، الأسبوع الماضي، «مشروع الاستئناف» على المساهمين والشركاء.
ووفق هذا المشروع، ستقام المباريات خلف أبواب موصدة بوجه الجماهير، حيث سيمسح بوجود 400 شخص كحد أقصى في الملعب، بمن فيهم اللاعبون والمدربون والإداريون والصحافيون، شرط أن تكون نتيجة فحوصاتهم بـ«كوفيد - 19» سلبية، وفي ملاعب معيّنة للحد من استنزاف الموارد المحدودة والمخصصة للخدمات الطبية. كما اقترح المسؤولون أن يكون 22 أغسطس (آب) موعد انطلاق موسم 2022 - 2021.
وأوضح لاعب وسط ليفربول وتوتنهام السابق جيمي ريدناب، أنه لا يرى فائدة من اللعب حتى يوليو (تموز) وأغسطس، وتأخير الموسم المقبل، وقال: «إذا لم يختتم الموسم في نهاية يونيو، يجب أن ننظر إلى الخيارات ونتطلع فقط للموسم المقبل».
واذا لم ينته الموسم، يتعيّن إيجاد حلول لتقرير هوية البطل، ومراكز التأهل الأوروبية والهبوط إلى المستوى الثاني.
سيكون خيار إلغاء الموسم بمثابة الطلقة الأخيرة، ولا شك بأنه لن يعجب الأندية وجماهيرها، خصوصاً ليفربول الذي يحلق في صدارة الترتيب بفارق شاسع عن مانشستر سيتي.
وستعترض أندية مانشستر يونايتد، ولفرهامبتون، شيفيلد يونايتد، وتوتنهام، على ظلم سيلحق بها في حال عدم تأهلها إلى دوري أبطال أوروبا، وذلك لحلولها راهناً خارج ترتيب الأربعة الأوائل. كما سيهبط أستون فيلا مع نوريتش وبورنموث، لكن الأول لعب مباراة أقل، وبمقدوره الخروج من لائحة الهابطين، لو حصد نقاط تلك المباراة المؤجلة.