الدوري الألماني يتلقّى الضوء الأخضر لاستئناف نشاطه 9 مايو المقبل

أعلنت رابطة الدوري الألماني لكرة القدم أمس، أنها مستعدة لاستئناف منافسات «البوندسليغا» في التاسع من مايو (أيار) المقبل في حال سمحت السلطات السياسية بذلك.
وقال رئيس الرابطة كريستيان سيفرت، بعد اجتماع مع أندية الدرجة الأولى، إن «الدوري بات مستعداً للعودة الشهر المقبل، في حال الحصول على الضوء الأخضر من السلطات السياسية».
ويرجح أن تنال هذه الخطوة الموافقة النهائية خلال اجتماع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بمسؤولي مختلف المقاطعات، والمقرر في 30 أبريل (نيسان).
وفي حال عاود الدوري الألماني نشاطه في التاريخ المحدد، فإنه سيكون أول بطولة كبرى تقوم بذلك، تماشياً مع إرادة الاتحاد القاري لإنهاء الدوريات المحلية هذا الموسم.
وقد يفتح هذا الأمر الباب أمام البطولات الأوروبية الكبرى الأخرى، في أن تحذو حذو ألمانيا.
وتوقف الدوري الألماني في 13 مارس (آذار) بسبب تفشي فيروس «كورونا» المستجد.
وعاودت الأندية الـ18 التي تشكل الدرجة الأولى من «البوندسليغا» تدريباتها في الآونة الأخيرة؛ لكن بمجموعات صغيرة، مع اعتماد قواعد التباعد الاجتماعي وقيود صحية صارمة في أرض الملعب.
وتبدو رابطة الدوري «دي إف إل» مصممة على إنهاء موسم 2019- 2020 في 30 يونيو (حزيران) لضمان حصول الأندية على إيرادات من حقوق النقل التلفزيوني تقدر بـ300 مليون يورو، في ظل تقارير تشير إلى أن 13 نادياً من أصل 36 في الدرجتين الأولى والثانية تواجه خطر الإفلاس.
وأشار سيفرت إلى أن رابطة الدوري الألماني توصلت لاتفاق مع شبكة «سكاي» صاحبة حقوق البث وباقي المحطات باستثناء واحدة، على الحصول على دفعات مقدمة لباقي موسم 2019- 2020 للحفاظ على الموقف المالي للأندية وسط جائحة فيروس «كورونا».
من جهته أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) أمس، أنه قرر فوراً دفع 70 مليون يورو للأندية التي تخلت عن لاعبيها لخوض التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أوروبا 2020 التي تأجلت إلى العام المقبل، بسبب فيروس «كورونا» المستجد، ودوري الأمم الأوروبية.
وكان مقرراً دفع هذه المبالغ بمجرد انتهاء مباريات الأدوار الفاصلة المؤهلة لكأس أوروبا 2020 التي كانت مقررة في مارس الماضي، وتم تأجيلها بسبب توقف المسابقات على خلفية فيروس «كوفيد- 19». وأوضح الاتحاد الأوروبي في بيان أنه في إطار هذه الدفعة المسبقة والجزئية، سيتلقى 676 فريقاً من الدول الـ55 الأعضاء في الاتحاد القاري، مبالغ تتراوح بين 3200 و630 ألف يورو، وسيتم دفع هذه المبالغ على الفور.
وسيتم دفع مبلغ إجمالي لا يقل عن 200 مليون يورو للأندية التي تحرر لاعبيها لخوض كأس أوروبا 2020 التي تأجلت إلى العام المقبل، ومباريات الدور الفاصل، بالإضافة إلى دوري الأمم.
وسيتم دفع مبلغ 50 مليون يورو للأندية التي حررت لاعبيها من 39 منتخباً وطنياً غير ملتزم بخوض الدور الفاصل، بينما سيتم دفع 17.7 مليون يورو أخرى للأندية التي كان لاعبوها سيشاركون في الأدوار الفاصلة لكأس أوروبا 2020، أي 16 منتخباً.
ولقيت نية الرابطة استئناف الدوري تأييداً سياسياً من قبل ماركوس سويدر، المسؤول المحافظ في مقاطعة بافاريا، وأرمين لاشيت الرئيس المحافظ لشمال الراين- وستفاليا؛ حيث يلعب بشكل خاص بوروسيا دورتموند وبوروسيا مونشنغلادباخ.
وقال سويدر في تصريح للموقع الإلكتروني لصحيفة «بيلد»: «اللعب أمام الجماهير أمر لا يمكن تصوره على الإطلاق. ربما قد يكون بإمكاننا اللعب من دون جمهور، اعتباراً من التاسع من مايو على أقرب تقدير».
وأشار إلى أن «عطلة نهاية الأسبوع بمشاهدة كرة القدم أفضل كثيراً من دون مشاهدتها».
أما لاشيت فقال للصحيفة ذاتها: «نعم، التاسع من مايو هو الموعد المحتمل لاستئناف اللعب، بشرط الحصول على إجماع جميع المناطق الألمانية الست عشرة».
وتتبقى تسع مراحل في الدوري الألماني الذي يتصدره بايرن ميونيخ بفارق 4 نقاط عن بوروسيا دورتموند.
وفي انتظار قرار رجال السياسة لاستئناف فعاليات الموسم، تأمل مجموعات المشجعين في تغيير أكبر وأطول أمداً، بعودة اللعبة إلى أصولها وألا يكون الدافع وراءها هو المال.
وتأمل مجموعات من روابط المشجعين في أن يؤدي استئناف فعاليات الموسم إلى لعبة أكثر شمولاً، يتم فيها تقاسم المال بشكل أفضل، مع استعادة روح اللعبة.
ومنحت أزمة «كورونا» وحالة الإغلاق المطبقة حالياً كرة القدم الألمانية الفرصة لفحص وتقييم وضعها على نطاق أوسع. وتواجه الأندية التي تنشط في الدرجات الدنيا من الدوري خطراً محتملاً بالانهيار المالي، بسبب غياب المباريات. كما أشارت تقارير إعلامية إلى أن
بعض أندية الدوري الألماني (البوندسليغا) ستواجه خطراً فائقاً إذا لم تحصل على عائدات حقوق البث التلفزيوني.
ويرغب المشجعون في أن تعود الكرة الألمانية بشكل أفضل بمجرد انتهاء أزمة «كورونا».
وذكرت منظمة «أنسير كيرف» في بيان لها: «لم نعد راغبين في مناقشة الأعراض، ولكننا نتحدث أخيراً عن علة كرة القدم ووسائل التغلب عليها».
وأضافت أن «كرة القدم الجديدة» تحتاج إلى رؤى لتحقيق التوازن بين المصالح الاقتصادية والمسؤولية الاجتماعية. وقال مايكل غابرييل رئيس مجموعة «كو أو إس» للمشجعين: «يجب النظر إلى هذا كفرصة لتحسين كرة القدم بمشاركة المشجعين».
وذكرت الرابطة في بيان لها: «يجب أن يكون الهدف هو الحفاظ على (البوندسليغا) ودوري الدرجة الثانية بالشكل الذي حظي بتقدير كثيرين لعقود، وبتقاليد عريقة وأجواء في الملاعب، ومجموعة متنوعة من الأندية».
وأضافت: «لا نريد أن تؤدي أزمة اقتصادية إلى انهيارات هيكلية قد لا يمكن إصلاحها، وتؤدي لتغيير وجه كرة القدم الألمانية المحترفة بشكل جذري».
ولهذا، ترى الرابطة أن إقامة المباريات من دون مشجعين هو الخيار الوحيد لاستكمال الموسم، مع بقاء تسع مراحل لم تقم حتى الآن من الدوري الألماني. وتنقسم مجموعات المؤيدين حول ما إذا كانت هذه فكرة جيدة. ولهذا، وعدت الرابطة بمناقشة أوسع حول المستقبل.
وذكرت الرابطة دون إعطاء تفاصيل: «اللجنة التنفيذية في رابطة الدوري الألماني لكرة القدم تدرك المسؤولية الاجتماعية لكرة القدم المحترفة. وفي هذا السياق، الأمر متروك لجميع صناع القرار لممارسة النقد الذاتي بشأن التطورات غير المرغوب فيها خلال السنوات الأخيرة».
وأضافت: «ليس هناك شك في أن الاستدامة والاستقرار والواقعية يجب أن تكون من بين القيم الحاسمة في المستقبل. بمجرد انتهاء الأزمة الحادة، يجب ترجمة هذه القيم إلى تدابير ملموسة».