«كوفيد ـ 19» يوحِّد شرق ليبيا وغربها... في الإصابات

سجلت مدينة بنغازي في شرق ليبيا، أول إصابة بفيروس «كورونا» (كوفيد- 19) لتنضم إلى بقية المدن التي وصلها الفيروس منذ 24 مارس (آذار) الماضي. ويرتفع بذلك العدد الإجمالي إلى 20 إصابة، وحالة وفاة واحدة، في وقت باتت فيه السلطات المحلية منشغلة بتدبير أماكن إضافية للحجر الصحي تحسباً لازدياد الإصابات.
وأعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض، مساء أول من أمس، تسجيل إصابتين إحداهما في بنغازي، مطالباً المواطنين بالالتزام بإجراءات السلامة، والتوقف عن مخالفة حظر التجول.
وأوضح المركز في بيان، أن المختبر المرجعي لصحة المجتمع في طرابلس تسلم 26 عينة اشتباه إصابة بالفيروس، لتتأكد إصابة حالة واحدة فقط، مشيراً إلى أن مستشفى الكويفية ببنغازي أجرى تحاليل لثلاث عينات اشتباه بالفيروس، جاءت من بينها عينة «إيجابية». وظلت مدن الشرق الليبي بمنأى عن الإصابة بـ«كورونا» التي انحصرت طوال الأيام الماضية في بعض مدن الغرب؛ خصوصاً طرابلس ومصراتة، ما كان يصاحبه أجواء من «التباهي» أحياناً؛ لكن مع وصول الفيروس إلى بنغازي دعا أكاديميون ليبيون إلى «سرعة توحيد الجهود للسيطرة على الوباء قبل أن يعم البلاد».
وأعلن أحمد الحاسي، الناطق باسم اللجنة الطبية الاستشارية لمكافحة وباء «كورونا» التابعة للحكومة الموازية بشرق ليبيا، أن الحالة المصابة في بنغازي هي لمواطن ليبي يبلغ من العمر 55 عاماً، قدم من تركيا إلى ليبيا عبر تونس، قبل 20 يوماً، ويعاني من مشكلات صحية في الرئتين.
وروى نجله ناجي تفاصيل اكتشاف إصابة أبيه بـ«كورونا» الذي يخضع للعلاج في مستشفى الكويفية بمدينة بنغازي. وقال في مقطع فيديو نشرته وكالة الأنباء الليبية في بنغازي، أمس، إن والده عاد من تركيا في 19 مارس الماضي، وخضع للحجر الصحي في منزله، طبقاً للتعليمات، وقبل 8 أيام توجه إلى المستشفى لمتابعة حالته؛ خصوصاً أنه أجرى جراحة سابقة في الرئة. وأضاف: التحاليل التي أجريت له جاءت «إيجابية».
وطالب الابن بـ«عدم تناقل صورة أبي ومكان منزلنا، وعدم الإساءة له أو تشويه صورة الأسرة»، داعياً إلى «التكاتف معنا؛ لأن الجميع يمرون بالأزمة نفسها».
وأوصت اللجنة العليا لمجابهة فيروس «كورونا» التابعة للمجلس الرئاسي، بزيادة الدعم لجميع الكوادر الطبية، والمساعدة الفنية التي تتصدى للوباء بكل الإمكانات والتجهيزات.
واطلعت اللجنة في اجتماعها أمس، على «عملية تجهيز أماكن العزل الصحي والحجر بمختلف المناطق والبلديات، وسرعة الإنجاز من قبل صندوق التضامن القائم على تنفيذ المواقع». كما ناقشت اللجنة برئاسة الدكتور أحميد بن عمر، وزير الصحة بحكومة «الوفاق» آليات عودة المواطنين العالقين في الخارج، وتوفير الدعم اللازم لذلك. وينظر إلى الإصابة الجديدة بـ«كورونا» رغم تعافي حالتين في البلاد، بأنها وحدت بين شرق وغرب ليبيا، بعد أن تصاعدت وتيرة من «التباهي» في بنغازي بخلو المدن الواقعة تحت سيطرة «الجيش الوطني» من الفيروس، في مقابل ظهوره في مدن غرب ليبيا.
وقال إمحمد الروليني، وهو ناشط ليبي من مدينة سبها، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «الوباء إذا استوطن ليبيا فلن يفرق بين هذا وذاك، وبالتالي يجب أن تلتفت جميع الأطراف المتقاتلة إلى كيفية التصدي لهذا العدو الخفي».
ونقل محمد طاهر سيالة، وزير الخارجية بحكومة «الوفاق» أمس، عن وزير خارجية إيطاليا دي مايو، أن بلاده تثمن جهود حكومة «الوفاق» والشعب الليبي بعد مبادرة المجلس الرئاسي بمساعدة روما بـ30 طبيباً، بالتنسيق مع المركز الوطني لمكافحة الأمراض «لتقديم العون للأطقم الطبية الإيطالية، والوقوف إلى جانبها في هذه الظروف».
وأعلن الصحافي الليبي وسام حسين، عن تعافيه من «كوفيد- 19»، وقال عبر حسابه الشخصي في «فيسبوك»: «أطمئن الجميع بأن النتيجة الثانية والنهائية ظهرت قبل قليل وهي سلبية»؛ معرباً عن شكره لوزارة الصحة والمركز الوطني والطواقم الطبية التي رافقته خلال محنة إصابته.