البحث عن الدببة والأرانب... سلوى أطفال العالم في العزل

مع فرض الحجر المنزلي في معظم أنحاء العالم تغيرت العادات اليومية؛ فمع إغلاق المدارس ومعظم جهات العمل للبالغين، وجدت العائلات نفسها أمام مشكلة ملء وقت الفراغ، خاصة بالنسبة للأطفال. ولجأ البعض إلى توفير وسائل جديدة للتعلم عن بعد والإكثار من القراءة لأطفالهم واللجوء لهوايات مختلفة مثل التلوين والرسم. ومن القراءة وعالم كتب الأطفال ظهرت وسيلة جديدة لشغل وقت الصغار تبعث البسمة والمرح بينهم، وهي فكرة التجول في الأحياء السكنية المجاورة لهم برفقة أفراد بالغين من عائلاتهم للبحث عن الدببة المحشوة واللعب المشابهة في النوافذ وعلى الأسوار المنخفضة وعلى الأشجار أحياناً. الفكرة مستوحاة من كتاب شهير للأطفال يعود إلى عام 1989 ويحمل عنوان «وير غوينغ أون إيه بير هانت» للبريطاني مايكل روزين، وانتقلت بسرعة من بلد إلى آخر، من بريطانيا إلى بلجيكا إلى نيوزيلندا وأستراليا، وغيرها من البلدان.
في نيوزيلندا، قالت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن، إنها ستضع دباً محشواً في نافذة منزلها في ويلنغتون. وفي حديثها للأطفال، أول من أمس، وعدتهم بأن شخصية الأرنب المرتبطة بعيد الفصح لن تختفي هذا العام، وإنما ستراعى قواعد عدم التجول. وقالت في المؤتمر الصحافي، إن «أرنب عيد الفصح سيكون مداوماً هذا العام؛ إذ إنه من العمال الأساسيين الذي يقدم خدمات أساسية». وأضافت «كما يمكنكم التخيل سنكون مشغولين في المنازل مع الأرانب، لكني أقول لأطفال نيوزيلندا: إذا لم يأتِ أرنب عيد الفصح إلى منزلكم يجب أن تتفهموا أنه من الصعب في هذا الوقت على الأرنب التجول في كل مكان. وربما بدلاً من زيارة الأرنب لكم يمكنكم تنظيم سباق للعثور على الأرنب في الأحياء التي تسكنون فيه، يمكنكم رسم بيضة ملونة على قطعة من الورق وإلصاقها على زجاج النافذة ليراها الأطفال الآخرون من الخارج».
وقامت بعض الشركات بتأجير شاشات عرض ضخمة عرضت عليها صوراً لدببة محشوة للترفيه عن الأطفال الذين لا يستطيعون التجول لرؤية الدببة في نوافذ المنازل.
وفي واشنطن تجذب مطاردة الدببة المحشوة الأطفال المحصورين في ظل تدابير الإغلاق المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا. فمع إغلاق المدارس وإجبار الغالبية العظمى من الأميركيين على البقاء في منازلهم، فإن النزهات في الهواء الطلق سيراً على الأقدام هي المتنفس الوحيد التي تملكه العائلات، ومغامرة اصطياد الدببة المحشوة يجعلها أكثر متعة.
وحسب تقرير مطول لوكالة الصحافة الفرنسية، فقد بدأت الدمى المحشوة الظهور وراء النوافذ في أرجاء أحد أحياء مدينة واشنطن قبل نحو أسبوعين. وتضم شبكة البريد الإلكتروني المجتمعية «نكسدور» الخاصة بهذا الحي خرائط توضح للآباء والأطفال الأماكن التي يبحثون فيها.
قالت رايتشل (32 عاماً) التي كانت تطارد الدمى المحشوة مع ابنتها البالغة من العمر ثمانية أشهر في منطقة تشيفي تشايس «من الصعب على الآباء أن يبتكروا أشياء لتسلية أطفالهم».
يتنقل الأطفال المبتهجون من منزل إلى آخر ويسعدهم اكتشاف دب أو اثنين أو ثلاثة أو حتى أربعة في المنزل نفسه.
وفي واشنطن، وضع أصحاب أحد المنازل في تشيفي تشايس قرب الدببة لافتة تهنئة للرابحين كُتب عليها «لقد وجدت واحداً!».
وقد عثر جوشوا البالغ من العمر ثماني سنوات على دب عملاق موضوع في كرسي وهتف قائلاً «هذا واحد ضخم هناك!».
وأمضى جوشوا وشقيقه الصغير نحو ساعتين في تمشيط الحي بحثاً عن الدببة.
وقال جوشوا «من الممتع أن يكون لديك شيء تبحث عنه. لم نلاحظ حتى كم من الوقت بقينا في الخارج أو إلى المسافة الكبيرة التي مشينا».
وأوضح فيليب رينفرو الذي يقيم في واشنطن «هذا الأمر يمنح الأطفال والآباء نشاطاً ليقوموا به في الخارج... إنه أمر آمن بشكل معقول بالنسبة إليهم وهذا مهم».
رينفرو هو مهندس معماري يبلغ من العمر 72 عاماً ويعيش في حي كليفلاند بارك في العاصمة الأميركية، وهو قال إن المشاركة في هذا النشاط كانت ممتعة أيضاً لمن يعرض الدببة.
وأضاف، أنه رصد أخيراً رجلاً وابنته التي تبلغ سبع سنوات يبحثان عن دببة محشوة قرب منزله. وتابع «كانت تسير حاملة منظارها الدمية وفي اتجاه المنازل؛ لذا رصدت الدمى التي وضعناها وركزت عليها لبضع ثوان».
وقال خبير التدليك كريستوفر دريل، إن لحظات التواصل البشري هذه مهمة في الوقت الذي قتل فيه وباء عالمي أكثر من 70 ألف شخص حول العالم.