إسرائيل تعتقل محافظ القدس بعد وزيرها

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، محافظ القدس عدنان غيث، بعد يومين على اعتقالها وزير القدس فادي الهدمي، في إطار سياسة تستهدف كبح جماح السلطة الفلسطينية في الشق الشرقي من المدينة، التي ترفض إسرائيل التسليم باعتباره محتلاً، وتصر على أنه جزء لا يتجزأ من «العاصمة».
وداهمت قوات الاحتلال، منزل غيث في سلوان جنوب القدس المحتلة، وفتشته وعبثت بمحتوياته قبل اعتقاله.
وأظهر مقطع فيديو متداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عدداً من الجنود الإسرائيليين ينتظرون المحافظ خارج منزله، وهم يضعون الكمامات الواقية. فيما ظهر غيث خارجاً من المنزل يرتدي قفازات بلاستيكية بيضاء ويدخن، مستخفاً بمعتقليه.
وهذا هو الاعتقال الـ18 لغيث منذ توليه منصبه محافظاً للقدس. وجاء اعتقاله، في وقت اقتحمت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي، منزل أمين سر حركة «فتح» بالقدس شادي مطور، وسلمت عائلته استدعاء بحضوره لمقر المخابرات بعدما لم تجده في منزله.
كان وزير شؤون القدس فادي الهدمي، قد اعتقل لفترة وجيزة للاشتباه بتنفيذه «أعمالاً حكومية من قبل السلطة الفلسطينية في القدس في ظل أزمة كورونا»، وفق ما أفاد بيان للشرطة الإسرائيلية.
في سياق متصل، أكد المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد، أمس، أن غيث «اعتقل صباح اليوم لممارسته نشاطاً فلسطينياً في القدس، وهو أمر غير قانوني».
وتمنع إسرائيل أي مظاهر سيادية للسلطة في القدس، وهو الاتهام المباشر لمحافظ القدس ووزيرها، وأي مسؤول فلسطيني يعتقل في المدينة. وقيدت إسرائيل، نهاية العام الماضي، جميع أنشطة محافظ القدس عدنان غيث، وحذرته من القيام بأي عمل باسم السلطة الفلسطينية في الشق الشرقي من المدينة، التي ينادي به الفلسطينيون عاصمة لدولتهم العتيدة.
وأصدر وزير الأمن الإسرائيلي غلعاد أردان، مرسوماً يقيّد أنشطة غيث، بصفته ممثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في المدينة. ويمنع المرسوم، غيث أيضاً، من جمع وتقديم أي مساعدات مالية للأفراد والمؤسسات أو المتضررين في القدس. واتهم أردان، محافظ القدس، بممارسة «أعمال سيادية للسلطة الفلسطينية في القدس».
وقالت وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلية، إنه منذ تعيين غيث بشكل شخصي من قبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فإنه شارك في سلسلة من الأحداث والمشاريع. لكن السلطة ترفض هذه الاتهامات باعتبار القدس الشرقية عاصمة لفلسطين ومحتلة منذ عام 1967.
واتهمت السلطة، إسرائيل، باستهدافها في القدس وفي الضفة الغربية، في أوج محاربة فيروس «كورونا». وقال إبراهيم ملحم الناطق باسم الحكومة: «ليثبت لنا الإسرائيليون أنه لا توجد مؤامرة، فما الذي يعنيه اعتقال محافظ ووزير القدس، وهم يسخران جهودهما لمواجهة الفيروس، وما الذي يعينه اقتحام المدن، وتجريف الحواجز وفتح الطرق بين المحافظات، التي وضعت للحد من الحركة لمنع تفشي الفيروس، وما الذي يعنيه تهريب العمال، ثم يعتقل الاحتلال المواطنين الفلسطينيين في ظل هذه الأزمة؟ نحن نتحدث عن ممارسات حقيقية وإجراءات إسرائيلية ومحاولات إضعاف المناعة الصحية للشعب الفلسطيني».