مشاهد نقل جثمان متوفى بالفيروس تثير غضباً في مصر

أثار انتشار مقطع فيديو لنقل جثمان متوفى بفيروس «كورونا» المستجد، بسيارة «ربع نقل» بمدينة بورسعيد (شمال مصر)، إلى المقابر لدفنه، جدلاً واسعاً وحالة غضب في مصر؛ خصوصاً مع تبادل إلقاء المسؤولية حول الواقعة بين الجهات المختصة.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي المقطع المصوَّر أمام باب مشرحة مستشفى المبرة التابع للتأمين الصحي ببورسعيد، موثقاً لحظة خروج الجثمان الملفوف بكيس أسود، بينما يقف في صندوق سيارة «ربع نقل» (صغيرة) 5 أشخاص غير متخصصين، ولا يتبعون وزارة الصحة، ويقومون بالتقاط الجثمان ووضعه على السيارة، دون اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لمنع إصابتهم بالفيروس، وتم اصطحاب الجثة في السيارة إلى مقابر بورسعيد.
وأكد مُصوِّر الفيديو في تعليقه أنهم «فشلوا في إحضار سيارة إسعاف لنقل الجثة بالإجراءات الاحترازية إلى المقابر، فقرروا نقل الجثمان بواسطة سيارة (ربع نقل)».
ومع تداول الواقعة وإثارتها إعلامياً؛ تبين أنها ليست الأولى؛ حيث ظهر فيديو آخر لنقل جثمان متوفى بـ«كورونا» بالطريقة نفسها، مع عدم التزام متسلِّمي الجثة بأي من الإجراءات الاحترازية اللازمة لمنع إصابتهم بالفيروس.
وازداد الجدل مع إعلان وزارة الصحة المصرية، على لسان مستشارها الإعلامي الدكتور خالد مجاهد، أنها «غير مسؤولة» عن خروج جثمان المتوفى بهذه الطريقة، وأن دورها ينتهي بمجرد الانتهاء من تغسيل الجثمان وتكفينه وتسليمه إلى الأهل.
وتقدم النائب محمود حسين، عضو مجلس النواب (البرلمان)، بطلب إحاطة بشأن الواقعة التي وصفها بأنها «لا تراعي حرمة الموتى، كما تعرِّض حياة الآخرين للخطر»، مطالباً كذلك بالتحقيق الفوري قضائياً في الواقعة.
من جهتها، أعلنت محافظة بورسعيد أن المواطن المتوفى بـ«كورونا» يدعى إبراهيم حسن (64 عاماً)، ووصل إلى مستشفى المبرة الثلاثاء الماضي للاشتباه بإصابته بالفيروس، فتم أخذ العينات اللازمة منه، وظهرت نتيجة التحليل بإيجابية الحالة؛ إلا أنه فارق الحياة عصر أول من أمس.
وأضافت المحافظة، في بيان، أن «إدارة مستشفى المبرة والطب الوقائي قاما باتخاذ جميع الإجراءات الوقائية المتبعة في دفن مثل هذه الحالة طبقاً لتعليمات وزارة الصحة، وتم إخطار ذويه، وقاموا بالتواصل مع جمعية دفن الموتى؛ لكن قوبل طلبهم بالرفض من قبل الجمعية؛ لأن المتوفى له شروط خاصة عند النقل والدفن».
وقال مدير هيئة الرعاية الطبية في بورسعيد (إحدى هيئات التأمين الصحي)، الدكتور عادل تعيلب، إنه أحال مدير مستشفى المبرة للتحقيق، لعدم وجوده أثناء تسليم جثمان المتوفى لذويه.