اكتشاف حفرية تيروصور عديم الأسنان وإطلاق اسم عالم مغربي عليها

اكتشف علماء جامعة بورتسموث البريطانية، نوعاً جديداً من التيروصورات في المغرب، يتميز بأنه عديم الأسنان. والتيروصورات هي أقارب الديناصورات، وكان لديها قدرة طيران بارعة، بعضها كبير مثل طائرة مقاتلة، والبعض الآخر صغير مثل نموذج طائرة.
وينتمي النوع المكتشف حديثاً إلى مجموعة من التيروصورات تسمى «التابجاريات»، وتعني «الكائنات القديمة»، وكان التابجاريات من التيروصورات الصغيرة إلى المتوسطة الحجم ذات أجنحة قد يصل عرضها إلى أربعة أمتار، وهي معروفة جيداً في البرازيل والصين، كما تم اكتشاف عينات في أوروبا، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها العثور على نوع بأفريقيا، وتحديداً في المغرب.
ووفقاً لدراسة نشرتها أول من أمس، الدورية المتخصصة في أبحاث العصر الطباشيري Cretaceous Research، فإن هذا النوع المكتشف بالمغرب يختلف عن الأنواع الأخرى التي تم اكتشافها من قبل، في أنه من دون أسنان، ويتم الاحتفاظ بهذه الحفرية في كلية العلوم بعين الشق، التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.
ويقول رئيس الفريق البحثي الدكتور ديفيد مارتيل، من كلية البيئة والجغرافيا وعلوم الأرض بجامعة بورتسموث، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة، إن «دراسة الحفريات المغربية تظهر أننا ما زلنا بعيدين عن العثور على جميع الكنوز الحفرية لشمال أفريقيا، حتى الأحافير المجزأة، مثل قطعة الفك من التيروصور الجديد، يمكن أن تعطينا معلومات مهمة حول التنوع البيولوجي في الماضي».
في حين يضيف روي سميث، أحد المؤلفين المشاركين بالدراسة، «أشعر بالفخر لكوني جزءاً من هذا الاكتشاف المثير، فالعمل في الصحراء كان تجربة مغيرة للحياة، واكتشاف أنواع جديدة من التيروصورات، هو التتويج لهذه التجربة المثيرة».
وقد تمت تسمية التيروصور الجديد «الأفروتابجارا زهيري»، لتكريم أستاذ علم الحفريات المغربي الدكتور سمير زهري، وهو متخصص في الثدييات، وساهم في الكثير من اكتشافات الزواحف ما قبل التاريخ في المغرب. وأكد مارتيل «كان الاكتشاف فرصة لإلقاء الضوء على تنوع التيروصورات في أفريقيا مع تكريم زميل متخصص في الحفريات». وضم فريق البحث بالإضافة لباحثي جامعة بورتسموث، الباحثين الدكتور ديفيد أونوين من جامعة ليستر، والدكتور نزار إبراهيم من جامعة ديترويت ميرسي ببريطانيا. ويقول نزار «لقد لعب سمير زهري دوراً مهماً في تطوير علم الحفريات المغربي ليس من خلال أبحاثه فحسب، بل أيضاً لأنه نظم مؤتمرات علمية في المغرب، وقام بتحرير مجلد كامل للجمعية الجيولوجية الفرنسية حول موضوع علم الحفريات الفقاري في المغرب».