جدة الأكثر التزاماً عالمياً بالعزل المنزلي

ربما جاء تصدر مدينة جدة (غرب السعودية) ترتيب مدن دول العالم في الالتزام بالعزل المنزلي كإجراء احترازي ضد فيروس كورونا‬، بناء على انخفاض الحركة المرورية في المدينة؛ الذي أصدره موقع Exante Data قبل 20 يوماً، يعطي انطباعاً عن الحرص الذي بدا على سكان تلك المدينة السعودية تجاه الاحترازات ضد تفشي فيروس كورونا، مع العلم أن هذا التقييم صدر قبل أن تفرض الجهات المعنية في السعودية منع التجول، أي أن الاحترازات من قِبل الناس كانت بوعي فردي، قَبل فرضها من الدولة.
وفيما يتعلق بما تقوم به الجهات المعنية في جدة (غرب السعودية) بغية توفير احترازات مناسبة لمنع انتشار «كورونا»، فهي تبدأ بالطلب من أي شخص يشعر بارتفاع في درجة الحرارة عزل نفسه مبدئياً والتواصل مع أرقام المخصصة في وزارة الصحة أو التوجه إلى أحد المستشفيات. وكخطوات احترازية، تطلب الجهات المختصة من المشتبهين بإصابتهم بالفيروس عزل أنفسهم ذاتياً في المنازل، حتى تنتهي الجهات المتخصصة من تحليل الفحوصات. والاحترازات التي يقوم بها سكان جدة تدل على أن الرسائل التي تبعثها وسائل الإعلام حول التعاطي مع فيروس كورونا آتت أكلها بفاعلية، إذ يلحظ أن العامة ينفذون عدداً من الاحترازات التي تدل على تعاملهم مع الرسائل الإعلامية بجدية واهتمام، فالوقوف على بعد لا يقل عن متر ونصف متر بين المتسوقين هو سيد الموقف في أسواق جدة. كما أن القفازات والكمامات لا بد منها للخارجين إلى مواقع التجمع، خصوصاً الأسواق، كما رصدت «الشرق الأوسط» في جولتها أمس.
العاطفة النابعة من المسؤولية الاجتماعية تدل على وعي كبير، كما رأى سعيد الغامدي، أحد المتسوقين صباح أمس في جدة، ويشرح: «رأينا مبادرة عدد من المواطنين بتقديم منازلهم وعرباتهم للجهات المعنية للاستفادة منها ضمن الاحترازات التي تقوم بها الدولة لإيقاف تشفي المرض». ويضيف: «هذا يدل على ارتفاع درجة الوعي، وكذلك تطبيق جيد للاحترازات، ولا يعني هذا بالطبع عدم وجود بعض الأخطاء غير المقصودة من البعض».