طوابير الشراء تتحدى تدابير التباعد في الجزائر

قال مصدر من «اللجنة العلمية» التابعة لوزارة الصحة بالجزائر، المكلفة بمتابعة وباء كوورنا، إنها رفعت تقريراً للرئاسة أول من أمس، توصي فيه بتطبيق الحجر الحجري التام «فوراً» في كل مناطق البلاد.
ولاحظت «اللجنة»، بحسب المصدر الذي تحدثت إليه «الشرق الأوسط»، أن إجراءات الحجز الجزئي بالعاصمة و9 ولايات أخرى، غير كافية. واعتبرت الحجر التام على البليدة، بؤرة الوباء، غير كافٍ أيضاً. كما لاحظت أن التباعد الاجتماعي المطلوب، غير معمول به بشكل صارم في كثير من المناطق، حيث ما زالت الأسواق الشعبية تنظم ويتوافد عليها المئات من الأشخاص.
وتضمن تقرير «اللجنة العلمية» عدة ملاحظات؛ منها أن العديد من سكان الولايات المعنية بالحجر الجزئي، وقطاعاً من سكان البليدة، لا يحترمون التدابير الوقائية التي وضعتها الحكومة، لمنع انتشار الوباء، الذي أصاب 584 شخصاً وقتل 35 آخرين، بحسب الحصيلة التي أعلنت عنها وزارة الصحة أول من أمس. وقال البروفسور مصطفى خياطي رئيس «الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث»، للإذاعة الحكومية أمس، إن وتيرة تشخيص المرض والتحاليل على المشتبهين بالإصابة بالوباء، «بطيئة جداً مقارنة بما يجري في الجارة تونس». وأكثر ما يلفت الانتباه في الميدان، هو كثرة نقاط المراقبة الأمنية، بالطريق السريعة والطرق الفرعية، لمنع الدخول والخروج من الولايات. وتزداد المراقبة تشدداً فيما تعلق بولاية البليدة. ويشهد وسط المدن طوابير في فضائيات تجارية تابعة للحكومة، خصصتها لبيع الدقيق الذي يعرف شحاً حاداً منذ بداية الأزمة. ويثير التهافت على شرائه اكتظاظاً يظهر للعيان من بعيد، ما يشكل خطراً على الصحة العامة.