العسكريون والمدنيون في السودان يجتمعون لتقييم الشراكة بينهما

عقد المكونان، العسكري والمدني، في السلطة الانتقالية بالسودان، أمس، اجتماعاً مهماً لتقييم مستوى الشراكة بينهما خلال الفترة الماضية. وفي غضون ذلك أسقط حرس رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، طائرة «دورن» كانت تحلق فوق منزله بالقيادة العامة للجيش، وسط العاصمة الخرطوم.
وقالت مصادر عليمة لـ«الشرق الأوسط»، إن الاجتماع ضم المكون العسكري في مجلس السيادة، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وقادة كتل «قوى إعلان الحرية والتغيير»، المرجعية السياسية للحكومة الانتقالية. مبرزة أن الاجتماع ناقش تقييم تجربة الشراكة في الفترة السابقة، منذ التوقيع على الوثيقة الدستورية بين المدنيين والعسكريين، إلى جانب الأداء السياسي للحكومة الانتقالية.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الاجتماع تطرق أيضاً لكثير من الملفات المشتركة بين السلطتين الانتقاليتين (وهما مجلسا السيادة والوزراء)، بالإضافة إلى الأوضاع الراهنة في البلاد.
ووقَّع المجلس العسكري المنحل، بقيادة عبد الفتاح البرهان، و«قوى إعلان الحرية والتغيير» في 17 من أغسطس (آب) الماضي، على الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية التي تصل إلى 39 شهراً. ونصت الوثيقة على تشكيل مجلس السيادة الانتقالي من 11 عضواً، يضم خمسة من العسكريين، ومثلهم من المدنيين، ونالت قوى «التغيير» تشكيل مجلس الوزراء، على أن يختار الجيش وزيري الدفاع والداخلية، ونسبة 67 في المائة من المجلس التشريعي الانتقالي.
وتضم «قوى إعلان الحرية والتغيير» خمس كتل رئيسية، هي: قوى الإجماع الوطني، وتحالف نداء السودان، وتجمع المهنيين السودانيين، والتجمع الاتحادي، والقوى المدنية. وقادت الأحزاب والفصائل المكونة لـ«قوى التغيير»، الحراك الشعبي الذي أسقط نظام الرئيس المعزول عمر البشير في 11 من أبريل (نيسان) الماضي.
وشارك قادة الكتل الخمس في المفاوضات الماراثونية مع قادة الجيش الذي انحاز للثورة التي استمرت لأشهر، وانتهت بالتوقيع على اتفاق لتقاسم السلطات العام الماضي.
وكان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، قد أكد أكثر من مرة أن الشراكة بين المدنيين والعسكريين تمثل نموذجاً في السودان والمنطقة.
وشهدت العلاقة بين العسكريين والمدنيين توتراً كاد يعصف بالشراكة بينهما، عقب لقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا، مطلع فبراير (شباط) الماضي، والاتفاق على تطبيع العلاقات بين البلدين.
ونجحت الوساطة التي قادها نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، في تجاوز الخلافات بين البرهان ومجلس الوزراء؛ حيث تم الاتفاق على أن يترك ملف العلاقات الخارجية للحكومة الانتقالية.
إلى ذلك، أسقطت قوات حرس رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، طائرة «درون» كانت تحلق فوق منزله بمقر القيادة العامة للجيش بالعاصمة الخرطوم.
وقال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، عامر محمد الحسن لـ«الشرق الأوسط» إن طائرة «الدرون» تابعة للشرطة، وكانت تقوم بالمراقبة العادية، تبعاً للإجراءات والتدابير التي اتخذتها السلطات بفرض حظر التجوال في البلاد.
وأضاف الحسن أن الطائرة تدار من قبل القوات الجوية بالقوات المسلحة، موضحاً أن القوات التي تقوم بحراسة وحماية منزل رئيس مجلس السيادة لم تكن على علم بمهمة الطائرة، وأن الحرس أطلق الرصاص على الطائرة وأسقطها.
وتفرض السلطات السودانية حظر التجوال في جميع مدن البلاد، ويبدأ من الساعة الثامنة مساءً وحتى صبيحة اليوم التالي، وذلك لمجابهة جائحة «كورونا» في البلاد.