فيروس كورونا يدخِل أندية كرة القدم حول العالم في أزمة

تلقي أزمة تفشي فيروس كورونا الجديد بظلها على القطاع الرياضي وأنشطة الأندية حول العالم. ويبدو أن أندية كرة القدم بين الأكثر تأثراً.
وأبلغت رابطة الأندية الأوروبية لكرة القدم فرقها بأنها تواجه «تهديداً وجودياً» لتوقف النشاط بسبب تفشي وباء كورونا، وفقاً لوكالة «رويترز».
وأكدت الرابطة أيضاً لأعضائها البالغ عددهم أكثر من 200، أن مناقشات تجري حالياً لتخفيف قواعد اللعب المالي النظيف بسبب الوضع الراهن.
وتوقفت مسابقات كرة القدم المحلية في أنحاء القارة، وربما يستغرق الأمر أشهراً عدة قبل عودتها وتأجل نهائي دوري الأبطال والدوري الأوروبي بسبب الوباء.
وقال أندريا أنيلي، رئيس الرابطة والذي يرأس أيضاً نادي يوفنتوس بطل إيطاليا في خطاب «نحن مسؤولون عن رفاهية واستدامة الأندية التي نديرها وتواجه حالياً تهديداً وجودياً حقيقياً».
وأضاف أنيلي الذي يخضع للعزل الذاتي في تورينو بعد إصابة ثلاثة لاعبين من يوفنتوس بفيروس كورونا من بين آخرين «بسبب توقف النشاط الكروي توقفت الإيرادات التي نعتمد عليها في دفع رواتب اللاعبين والأجهزة الفنية وتكاليف التشغيل».
وتابع «لا يتمتع أحد بحصانة والوقت ينفد. التوصل لحلول لهذه المشاكل سيكون واحداً من أكبر التحديات التي واجهتها اللعبة وصناعة كرة القدم على الإطلاق».
وأعلن نادي برشلونة لكرة القدم، أمس، أنه قرر تخفيض قيمة عقود اللاعبين والموظفين - الأمر الذي سيخفض الأجور فعلياً - كجزء من إجراءات التعامل مع التأثير الاقتصادي لأزمة فيروس كورونا، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.
ويسمح القانون الإسباني للشركات بتخفيض أو تعليق العقود بموجب القوة القاهرة، وذلك باعتبار الأزمة الصحية الحالية ظرفاً استثنائياً.
وقال نادي برشلونة في بيان للإعلان عن الإجراءات التي وافق عليها مجلس إدارته، إن الظروف الحالية تفرض تخفيضاً نسبياً للأجور في العقود ذات الصلة.
وأضاف البيان «الدافع وراء الإجراءات هو الحاجة إلى تهيئة الالتزامات التعاقدية لموظفي النادي مع الظروف الجديدة والمؤقتة التي نمر بها».
ومن المتوقع أن تتبع باقي أندية الدوري الإسباني نهجاً مماثلًا في الأيام المقبلة.
ولمواجهة الفيروس، سينشئ بروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ ورازن بال شبورت لايبزيج وباير ليفركوزن صندوق تكافل بقيمة 20 مليون يورو (21.92 مليون دولار) لمساعدة الأندية الألمانية في دوري الدرجتين الأولى والثانية لكرة القدم على تجاوز أزمة مالية محتملة خلال جائحة «كورونا».
ومن المنتظر أن يستأنف دوري الدرجتين الأولى والثانية في ألمانيا في أبريل (نيسان)، لكن اللجنة التنفيذية لرابطة الدوري أوصت باستمرار تعليق المنافسات حتى 30 أبريل على الأقل مما سيؤثر بشكل أكبر على إيرادات الأندية في أنحاء البلاد كافة.
وقال دورتموند، إن الأندية الأربعة، التي شاركت في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، ستتخلى عن حصتها في الإيرادات الإعلامية الوطنية، التي تبلغ نحو 12.5 مليون يورو، وستضيف 7.5 مليون يورو أخرى.
وفي البرازيل، حصل لاعبو كرة القدم على عطلة مدفوعة الأجر لمدة ثلاثة أسابيع بسبب «كورونا»، وأبلغتهم أنديتهم بالعودة في 20 أبريل.
وتنطلق منافسات أول أربع درجات للدوري البرازيلي في مايو (أيار).
وفي وقت سابق من الشهر الحالي توقفت بطولات الولايات التي بدأت في يناير (كانون الثاني).
وقالت رابطة الأندية الوطنية، التي تمثل الفرق في أول أربع درجات، إنه مع توقف المنافسات حتى إشعار آخر يجب خروج اللاعبين في عطلة في الفترة من أول وحتى 20 أبريل.
وسيحصل اللاعبون على رواتبهم عن هذه الفترة، لكن الرابطة أشارت إلى إمكانية تقليص أجورهم لو استمر التوقف.
من جهته، أعلن الاتحاد الأميركي الجنوبي لكرة القدم (كونميبول)، أنه سيدفع مسبقاً نسبة من رسوم مشاركة الأندية في مسابقتي ليبرتادوريس وسوداميريكانا اللتين تم إيقافهما بسب بفيروس كورونا، بحسب كالة الصحافة الفرنسية.
وكان الاتحاد قد قرر إيقاف مسابقتي ليبرتادوريس وسوداميريكانا اللتين تعادلان دوري الأبطال و«يوروبا ليغ» في أوروبا، مشيراً إلى أنه لن يتم استئناف اللعب قبل الخامس من مايو المقبل.
وتوقفت جميع المسابقات الكروية في أميركا الجنوبية بسبب الفيروس ذاته، مثل الغالبية العظمى من دول العالم، ما وضع الكثير من الأندية تحت صعوبات مالية كبيرة وباتت غير قادرة على دفع نفقاتها.
وقال الاتحاد في بيان له «بإمكان الأندية التي تشارك في دور المجموعات لمسابقتي ليبرتادوريس أو سوداميريكانا 2020، طلب دفعة تصل إلى 60 في المائة من بدل مشاركتها في المسابقتين».
وأوضح رئيس الـ«كونميبول»، أليخاندرو دومينغيز، في رسالة إلى رؤساء الاتحادات الوطنية في أميركا الجنوبية «مثل هذه الحالات تتطلب استجابات مرنة واستثنائية لا تهدف فقط إلى الحفاظ على صحة العائلة الرائعة لكرة القدم الأميركية الجنوبية لكن أيضاً إلى الحد قدر الإمكان من التأثير الاقتصادي الذي يفرضه إيقاف المسابقات».