الفائزون والخاسرون من تأجيل {يورو 2020}

جاء تأجيل بطولة كأس أمم أوروبا (يورو 2020) لمدة 12 شهراً لتقام في 2021 في إطار الجهود الجارية للحد من انتشار وباء فيروس كورونا، ليصب في صالح منتخبات، فيما أضرّ بأخرى كانت ترى أنها في قمة الاستعداد للمنافسات.
وأصبح الموعد الجديد المقترح لإقامة البطولة خلال الفترة من 11 يونيو (حزيران) إلى 11 يوليو (تموز) العام المقبل، فرصة جيدة لبعض المنتخبات التي كانت تعاني من نقص صفوفها، ومنها إنجلترا، لكي تتنفس الصعداء. وكانت إنجلترا تنتظر تعافي مهاجميها هاري كين وماركوس راشفورد للحاق بالبطولة، والآن تملك الفرصة للإعداد من جديد، فيما يخشى منتخب بلجيكا الذي كان مصنفاً أول للقب من أن يكون التأجيل ضربة لحظوظهم، بينما بحلول الموعد الجديد سيكون لوكا مودريتش قائد كرواتيا وصيفة بطل العالم، وكريستيانو رونالدو قائد البرتغال حاملة اللقب الأوروبي قد تقدما كثيراً في العمر. وهنا نستعرض الفائزين والخاسرين من قرار التأجيل.
- الفائزون:
الجميع مستفيدون بالنظر إلى معدل انتشار وباء كورونا، كان من الواضح على مدار عدة أسابيع أنه سيكون من الصعب للغاية إقامة كأس الأمم الأوروبية في موعدها، وبالتالي كان تأجيل البطولة هو الشيء الوحيد المعقول والعملي الذي يجب القيام به، لأن تأجيل البطولة يبعث بالرسالة الصحيحة في وقت يضطر فيه الناس في جميع أنحاء القارة إلى إجراء تغييرات مؤقتة على طريقة حياتهم، ويضمن أيضاً أن تلعب كرة القدم دورها الطبيعي في تقليل الأنشطة التي يمكن أن تنقل الفيروس، إلى أدنى مستوى ممكن. وعندما ينتهي كل هذا، ستقام بطولة كأس الأمم الأوروبية في عام 2021.
- هاري كين وماركوس راشفورد
لو لم تتأجل بطولة كأس الأمم الأوروبية، كان من الصعب للغاية أن يلحق هاري كين وماركوس راشفورد بالبطولة بسبب غيابهما لفترة طويلة عن الملاعب بسبب الإصابة، وهو الأمر الذي كان يتسبب في حالة من الذعر والقلق في إنجلترا. لكن تأجيل البطولة لمدة عام يعني أن كلاً منهما سيكون لائقاً تماماً للحاق بالبطولة، التي ستقام مراحلها النهائية على ملعب ويمبلي، وهو ما يعني وجود كثير من الضغوط على المنتخب الإنجليزي. وبالتالي، فإن الأشهر الطويلة التي تسبق إقامة البطولة في موعدها الجديد ستتيح كثيراً من الوقت للإنجليز لكي يحلموا برفع كأس البطولة في 11 يوليو من العام المقبل.
- إيرلينغ هالاند والنجوم الشباب
هل كانت إقامة بطولة كأس الأمم الأوروبية 2020 في موعدها الأصلي تعني أن هناك عدداً كبيراً من اللاعبين الشباب في أوروبا الذين كانوا يحتاجون لمزيد من الوقت من أجل التطور والتحسن حتى يصبحوا في أفضل مستوى ممكن مع انطلاق البطولة؟ في الحقيقة، لن نعرف أبداً الإجابة على هذا السؤال، لكن بافتراض أن منتخب النرويج - بهذا الجيل المثير للإعجاب بقيادة إيرلينغ هالاند ومارتن أوديغارد - سيتجاوز منتخب صربيا في ملحق التصفيات ويتأهل للبطولة، سيكون أمام المنتخب النرويجي مزيد من الوقت من أجل التطور والتحسن والوصول إلى مستويات أفضل. وقد تستفيد بعض المنتخبات الأخرى بنفس الطريقة، مثل منتخب كوسوفو بقيادة نجمه آربر زينيلي، الذي يتعافى الآن من إصابة الرباط الصليبي التي أبعدته طويلاً عن الملاعب.
- هولندا
ارتفعت حظوظ منتخب هولندا بشكل كبير خلال العام الماضي، وهناك وجهة نظر تقول إن منح هذا المنتخب 12 شهراً أخرى وخوض عدد آخر من المباريات استعداداً للبطولة، قد يمكن الهولنديين بقيادة رونالد كومان من المنافسة بقوة للحصول على لقب البطولة. ويضم منتخب هولندا في الوقت الحالي أفضل مدافع في العالم، وهو مدافع ليفربول، فيرجيل فاند دايك، لكن اللاعبين الشباب من أمثال فرينكي دي يونغ، ودوني فان دي بيك، ودونييل مالين، سيكونون بحاجة لمزيد من الوقت للوصول إلى مستويات أفضل من تلك التي يقدمونها حالياً.
- اللاعبون المنهكون من كثرة المشاركات
لقد تأجلت البطولة بسبب المخاوف الصحية من انتشار الفيروس في الوقت الحالي، لكن هذا التأجيل سيمنح اللاعبين المشاركين في الدوريات الأوروبية الكبرى مزيداً من الوقت للراحة، خاصة إذا كان ذلك مصحوباً بتأجيل الدوريات المحلية ودوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي أيضاً.
- الخاسرون:
بلجيكا... كانت بطولة كأس الأمم الأوروبية 2020 تبدو البطولة الكبرى الأخيرة بالنسبة لـ«الجيل الذهبي» لمنتخب بلجيكا المدجج بالنجوم، والذي كان يسعى للحصول على لقب هذه البطولة. صحيح أن تأجيل البطولة لمدة عام لن يكون نهاية العالم بالنسبة لمنتخب بلجيكا، لكنه قد يحدث فرقاً كبيرا لتشكيلة هذا المنتخب الذين وصل معظم لاعبيه إلى قمة أدائهم الكروي، وهو ما يعني أن مستواهم سينخفض بعد ذلك مع مرور الوقت. ومع إقامة البطولة في موعدها الجديد، سيكون إيدن هازارد قد بلغ الثلاثين من عمره، والأمر نفسه ينطبق أيضاً على كيفين دي بروين، في حين سيصل عمر كل من توبي ألدرفيريلد وأكسل فيتسل إلى 32 عاماً، بينما سيصل يان فيرتونغين إلى الرابعة والثلاثين. حتى روميلو لوكاكو وأيدن هازارد سيصبحان من كبار اللاعبين، لأن عمرهما آنذاك سيصل إلى 28 عاماً.
- رونالدو ومودريتش
هل سيواصل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي سيصل إلى عامه السادس والثلاثين عند انطلاق البطولة، اللعب بنفس المستوى، لمساعدة منتخب بلاده على الاحتفاظ بلقب البطولة؟ صحيح أن النجم البرتغالي ما زال يواصل العطاء بنفس القوة، رغم تقدمه في السن، ويقدم مستويات رائعة مع يوفنتوس الإيطالي، ويحرز كثيراً من الأهداف، لكن من الصعب عدم التفكير في أن تأجيل المسابقة لعام إضافي سوف يؤثر على مستواه. وينطبق الأمر نفسه تقريباً على النجم الكرواتي لوكا مودريتش، الذي يصغر رونالدو بـ7 أشهر. صحيح أنه نجح في قيادة منتخب كرواتيا للوصول للمباراة النهائية لكأس العالم الأخيرة، وقدم مستويات مثيرة للإعجاب، لكن هل يستطيع تقديم المستويات نفسها مرة أخرى في بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2021؟
- الاتحاد الآيرلندي لكرة القدم
يعاني الاتحاد الآيرلندي لكرة القدم من أزمة مالية كبيرة، وكان هناك حديث خلال العام الماضي عن خضوعه لتحقيق رسمي في هذا الصدد. لذلك، فإن تأجيل إقامة 4 مباريات على ملعب «أفيفا» في دبلن لن يكون جيداً بالنسبة للاتحاد الآيرلندي المثقل بالديون، كما لن يكون من الجيد الانتظار لفترة طويلة لمعرفة ما إذا كان المنتخب الآيرلندي سيتمكن من تجاوز ملحق التصفيات والتأهل للنهائيات أم لا. وهناك قضية شائكة أخرى، تتمثل في أنه كان من المقرر أن يتم التخلي عن خدمات المدير الفني لمنتخب آيرلندا، ميك ماكرثي، واستبداله بستيفن كيني في الأول من أغسطس (آب) كجزء من خطة طويلة الأجل لتغيير الطاقم الفني للفريق. وتشير التوقعات إلى أن كلا الرجلين سيؤكدان حقهما في تولي قيادة الفريق، إذا نجحت آيرلندا في التأهيل لنهائيات البطولة، بافتراض أن ملحق التصفيات سيقام خلال الصيف الحالي، وقد يصبح الوضع فوضوياً للغاية.
- كأس الأمم الأوروبية للسيدات
سوف تقام بطولة كأس الأمم الأوروبية للسيدات في عام 2021. وهو العام نفسه الذي سيشهد إقامة بطولة كأس الأمم الأوروبية للرجال بعد تغير موعدها الأصلي، وبالتالي يرى البعض أنه يجب تغيير موعد إقامة بطولة كأس الأمم الأوروبية للسيدات حتى لا تقام في نفس العام. لقد تسبب تفشي وباء كورونا في حالة من الفوضى بالنسبة لجدول مواعيد المباريات في جميع المسابقات، وبالتالي يفكر الجميع في كيفية تفادي إقامة المسابقات الهامة في نفس الوقت لكي تحظى بنفس المتابعة الجماهيرية. وستكون الأولوية الآن هي أن تقام بطولة كأس الأمم الأوروبية للسيدات في توقيت يساعد على مشاهدتها من أكبر عدد ممكن من الجماهير. وبالتالي، فإن إقامتها في توقيت قريب أو متزامن مع بطولة كأس الأمم الأوروبية سيكون صعباً للغاية من الناحية اللوجستية على كثير من الجبهات، على الأقل في ظل احتمال تأجيل إقامة دورة الألعاب الأولمبية أيضاً.
- هاريد مدرب الدنمارك
كان من المقرر أن يرحل المدير الفني المخضرم عن منتخب الدنمارك بنهاية كأس الأمم الأوروبية 2020، التي يقام عدد من مبارياتها في كوبنهاغن. وسيتقاعد هاريد هذا الصيف، وسيحل محله كاسبر هجولماند. وقال هاريد: «ينتهي عقدي في 31 يوليو، وأتوقع أن ننهي تعاوننا بعد هذا التاريخ». ومن المؤكد أن هذه طريقة مؤسفة لإنهاء هذه المسيرة التدريبية الجيدة؛ حيث كان المدير الفني المخضرم يريد أن ينهي مسيرته بخوض نهائيات كأس الأمم الأوروبية!