محكمة في موسكو تمدد حبس أميركي متهم بالتجسس

مدّدت محكمة في موسكو، أمس، فترة اعتقال المواطن الأميركي بول ويلان المتهم بالتجسس في روسيا، لمدة ستة أشهر.
وكان ينتظر أن تعقد المحكمة جلسة مغلقة نهاية الشهر، لكن موعدها تأجل إلى منتصف الشهر المقبل بسبب التدابير المتخذة في العاصمة الروسية لمواجهة انتشار فيروس «كورونا». وخلال جلسة تمهيدية مغلقة، أمس، قررت المحكمة تمديد حبسه إلى 13 سبتمبر (أيلول) المقبل، لأخذ الوقت الكافي للاطلاع على القضية.
وكانت هيئة (وزارة) الأمن الفيدرالي في موسكو اعتقلت ويلان في 28 ديسمبر (كانون الأول) 2018. ووُجهت له تهمة القيام بنشاط تجسسي على الأراضي الروسية، وهي تهمة تتراوح عقوبتها بين 10 سنوات و20 سنة سجناً في حال الإدانة. وينفي محامو ويلان التهم المنسوبة إليه ويقولون إن «القضية لها طابع استفزازي»، وإن حبسه «اختطاف سياسي عبثي»، بينما قال شقيقه ديفيد ويلان، إن بول وصل إلى موسكو بدعوة شخصية لحضور حفل زفاف.
وكان بول ويلان ضابطاً سابقاً في مشاة البحرية الأميركية، وهو فضلاً عن جنسيته الأميركية يحمل أيضاً الجنسيات البريطانية والكندية والآيرلندية.
واعتُقل في أحد الفنادق الراقية في موسكو بعد لحظات من تسلمه بطاقة ذاكرة (فلاش) تحتوي معلومات وصفت بأنها بالغة السرية. ووفقاً لمعطيات اشتملت المعلومات على قائمة بأفراد إحدى الخدمات التشغيلية لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي. لكن الدفاع يصرّ على أن ويلان تعرض لـ«مكيدة» وأنه كان يظن أن «الفلاش الذي نُقل إليه كان يحوي مقالات وصوراً لكنائس وأديرة روسية». ونقلت وسائل إعلام روسية عن جهات التحقيق أن بين وثائق القضية تسجيلاً لمحادثة بين المتهم وصديقه، ناقشا خلالها محتويات بطاقة الفلاش. ووفقاً لمصادر هيئة الأمن الفيدرالي الروسية، فإن ويلان استخدم عمله في شركات أمنية خاصة غطاء لممارسة نشاط تجسسي. ويعدّ الادعاء لاستجواب 13 شاهداً روسياً اتصل بهم المتهم الأميركي.
وكان ويلان آثار ضجة كبرى أخيراً، عندما أعلن محاموه أنه تلقى تهديدات بالقتل في محتجزه، لكن وزارة الخارجية الروسية رفضت «المزاعم» وأكدت أن وراءها «حملة تضليل ضخمة تقوم بها واشنطن بهدف تشويه صورة روسيا». وأفاد بيان أصدرته الوزارة بأنه «تم السماح بزيارة المتهم لممثلي سفارة الولايات المتحدة لدى روسيا، وأيضا دبلوماسيي بريطانيا وآيرلندا وكندا، وهم يعلمون جيداً أن تصريحات ويلان ومزاعمه عن تعرضه لتهديدات في مركز الاحتجاز لا تتعدى خطأً استفزازياً من الدفاع من أجل إحداث ضجة حول شخصه».