أشبال «داعش» يعالجون بالموسيقى شرق سوريا

«كنت أحلم أن أكون ملاكماً كبيراً وأصبح مثل دينيس ليبيديف أشهر ملاكم في روسيا»، بهذه الكلمات، بدأ نيكولاي البالغ من العمر 16 عاماً رواية قصة سفره قبل 6 سنوات نحو سوريا، أحد أكثر بلدان الشرق الأوسط سخونة؛ حيث يتحدر الطفل من مدينة ساراتوف، المطلة على ضفتي نهر الفولغا جنوب روسيا، وتنخفض درجات الحرارة فيها إلى تحت الصفر.
وبعد إعلان تنظيم «داعش» خلافته المزعومة في يونيو (حزيران) 2014 سافر نيكولا رفقة والديه وإخوته إلى مطار أتاتورك في إسطنبول ليدخلوا بطريقة غير شرعية إلى إدلب. وكان الأب قد أخبرهم وجهته في سبيل تحقيق وهم لطالما كان يحلم بتحقيقه، لكن تقطعت أوصال الأسرة بعدما سلم والده نفسه لـ«قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية، أثناء معارك طرد «داعش» من آخر معاقله في الباغوز شرق الفرات التي تصادف ذكراها السنوية الأولى اليوم، 23 مارس (آذار) من العام الماضي.
وكشف نيكولا أنه رأى خلال سنوات عيشه في مناطق التنظيم، ورغم صغر سنه، الكثير من الأعمال الوحشية حفرت في ذاكرته. واليوم، يتابع الفتى الروسي ونحو 120 طفلاً آخر تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً، معظمهم في «أشبال الخلافة» المزعومة، حياتهم في سجن الأحداث في قرية تل معروف، التابعة لمدينة القامشلي، وهو عبارة عن مركز تأهيل تشرف عليه «الإدارة الكردية»، يقضون وقتهم في تلقي الدروس وممارسة الرياضة وتعلم مهن يدوية مقربة لهم، حسب قول قيمين عليه، في إطار تحقيقات تنشرها «الشرق الأوسط» بمناسبة مرور سنة على القضاء على التنظيم جغرافياً.
على صعيد آخر، تنظر محاكم تابعة للإدارة الكردية في ملفات آلاف بتهم الانتماء لـ«داعش»، التي لا تحاكم من عمرهم دون 17 سنة.
وكشفت قاضية أن 8 آلاف دعوى قضائية محالة لديهم، وقالت: «هناك ملفات يوجد فيها أكثر من شخص، ووصل بعضها إلى 26 متهماً، وأكثر من جنسية لا سيما وجود عراقيين مطلوبين، كونهم تجاوزوا الحدود بطريقة غير شرعية أثناء إزالة الحدود».
وعرضت النيابة العامة ومكتب الأرشيف بالمحكمة مقاطع فيديو وتسجيلات تظهر مقاتلين من تنظيم «داعش» وهم يقفون أمام جثث مثلوا بها. وفي مقطع آخر مسجل، تجد مقاتلاً عراقياً يفاخر بالرغبة في القتال وخوض معارك جديدة.

المزيد...