الهدافون الأجانب يهيمنون على شباك الملاعب السعودية

يظل المهاجم القناص صاحب اللمسة الأخيرة، عملة نادرة في الملاعب، ويتطلب الوصول إليه رحلة شاقة من البحث والتنقيب، فضلا عن إغرائه بملايين الدولارات للفوز بخدماته، كما هو معمول به في جميع المسابقات العالمية، حيث تتسابق الأندية على جلب اللاعب القادر على ترجمة الفرص وهز الشباك من أقصر الطرق دون تكلف أو عناء. وفي الدوري السعودي رصدت إدارات الأندية مبالغ طائلة للفوز بخامات مميزة من المهاجمين الأجانب الذين هيمنوا على صدارة ترتيب هدافي المسابقة، وغاب اللاعب السعودي عن المراكز العشرة الأولى.
وبدوره احتفظ المغربي عبد الرزاق حمد الله مهاجم النصر بكرسي الصدارة بعد مرور 22 جولة من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين السعودي، بزيارته لمرمى المنافسين في 18 مناسبة، وجاء المغربي من بعيد لينتزع الكرسي من الفرنسي غوميز مهاجم الهلال وأشرس منافسيه، بفضل عطائه في القسم الثاني من المسابقة بعد أن غاب عن هز الشباك في فترات متقطعة من الدور الأول.
وحطم مهاجم نادي النصر المتوج بلقب بطولة الموسم الماضي، كل الأرقام القياسية المسجلة سابقاً في بطولة الدوري السعودي، بعدما أحرز 35 هدفا كأكبر معدل تهديفي، سواء على مستوى اللاعبين المحترفين أو المحليين، ومن الصعوبة كسر هذا الرقم الذي سيبقى طويلاً، إلى جانب إحرازه «هاتريك» في مناسبتين و«سوبر هاتريك» مثلها، ولم يغب عن التسجيل في 9 مباريات على التوالي.
ووقف المهاجم المغربي في الموسم الماضي على هرم قائمة هدافي العالم متفوقاً على البولندي ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونيخ الألماني وليونيل ميسي مهاجم برشلونة الإسباني والفرنسي مبابي مهاجم باريس سان جرمان الفرنسي، وأحرز مهاجم النصر السعودي في منافسات الموسم الماضي 58 هدفاً كأعلى معدل تهديف عالمياً، ولم يكتفِ حمد الله بالتسجيل وأسهم بصانعة 15 هدفا في جميع المنافسات التي مثل فيها النصر، كما قاد فريقه للفوز ببطولة السوبر السعودي للمرة الأولى في تاريخه.
ويأتي في المركز الثاني الفرنسي غوميز مهاجم الهلال الذي أحكم قبضته منذ بداية الدوري على صدارة الهدافين في القسم الأول من الدوري، في صورة مشابهة تماماً لما كان عليه في الموسم الماضي، غير أن تذبذب مستوى الفرنسي أسهم بغيابه عن التهديف وتوسع الفارق بينه وبين حمد الله لأربعة أهداف، وصام الفرنسي في المواجهات الخمس الأخيرة عن التهديف وتجمد رصيده عند 14 هدفا، وكان لغياب غوميز عن التهديف أثر واضح على فريقه الذي يتصدر الترتيب في الموسم الحالي بعد تعادله الأخير مع ضمك صاحب المركز قبل الأخير.
وحاول السوري عمر السومة مهاجم الأهلي، وهداف المواسم السابقة العودة للواجهة من جديد، لكن الإصابة التي حرمته من الكثير من المباريات أسهمت بشكل ملحوظ ببقائه بالمركز الثالث بـ13 هدفا، وكان السومة قد تسيد هدافي الدوري السعودي لثلاثة مواسم على التوالي بداية من انضمامه للأهلي في موسم 2014، وقاد فريقه للتتويج بلقب 2015 - 2016 وقبلها وصافة الترتيب، بعد غياب سنوات طويلة عن لقب بطولة الدوري.
ودخل المالي يوسف نياكاتي مهاجم الوحدة على طريق المنافسة للفوز بجائزة هداف الدوري السعودي، وأحرز 12 هدفاً في الـ22 المواجهة التي خاضها فريقه، وكان لتألق المالي في القسم الثاني من الدوري، ومواصلة زيارته للشباك دور في بلوغ فريقه للمركز الثالث على سلم الترتيب والمنافسة بقوة على خطف إحدى البطاقات المؤهلة لدوري أبطال آسيا للمرة الأولى في تاريخ النادي الغربي، كما صنع المالي 3 أهداف لزملائه اللاعبين.
وتفوق البرازيلي إدواردو لاعب الهلال وصانع ألعابه على الكثير من المهاجمين بـ11 هدفا، على الرغم من غيابه المتقطع من جولة لأخرى، وعدم اعتماد الروماني رازفان مدرب الهلال عليه ضمن القائمة الأساسية سواء في المنافسات المحلية أو الخارجية، إلا أن البرازيلي ظل محتفظاً برونقه الذي دام لأكثر من 4 مواسم في الملاعب السعودية، وبذات الرصيد يدخل البرازيلي الأخير رومارينيو مهاجم الاتحاد للحاق بركب المقدمة، إلا أن الظروف المحيطة بفريق الأخير لم تساعده بالاستمرار بهز الشباك، إلى جانب غياب صانع اللعب.
ووجد السويدي كارلوس ستراندبيرغ مهاجم الحزم، على القائمة بـ9 أهداف، خلف البرازيليين إدواردو ورومارينو، ونجح السويسري في المنافسة على لقب الهداف، رغم وجود فريقه في المراكز المتأخرة على سلم الترتيب، ويقف خلف مهاجم الحزم، أنسيلمو دي مورايس لاعب خط منتصف الوحدة بـ8 أهداف، وهز البرازيلي جوليانو صانع ألعاب النصر شباك المنافسين بذات الرصيد، وكذلك 8 أهداف لتفاريس لاعب الرأس الأخضر، مهاجم الأهلي.
ويعتبر ناصر الشمراني مهاجم الهلال السابق آخر اللاعبين المحليين الفائزين بلقب هداف مسابقة الدوري السعودي في الموسم 2013 - 2014، برصيد 21 هدفا وتوج النصر ببطولة ذلك الموسم، وجاء في وصافة الهدافين مختار فلاتة مهاجم الاتحاد بـ20 هدفا، ومحمد السهلاوي مهاجم النصر بالمركز الثالث بـ17 هدفا، قبل أن يتعاقد الأهلي مع السوري عمر السومة الذي احتكر اللقب لثلاث سنوات متتالية، وخلفه التشيلي روني فرناديز مهاجم الفيحاء، وفي الموسم الماضي فاز به المغربي عبد الرزاق حمد الله الذي ما زال متربعا على كرسي الصدارة في هذا الموسم.