صور تُظهر تشييد إيران مقابر جماعية وسط تفشي «كورونا»

تظهر صور التقطتها الأقمار الصناعية مقابر جماعية في مدينة قم الإيرانية الأمر الذي يؤكد أن تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد يعتبر أكثر خطورة مما تعترف به السلطات، وفقاً لتقرير نشره موقع صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وتظهر الصور، التي نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» لأول مرة، حُفرا في مقبرة على الحافة الشمالية للمدينة الإيرانية في أواخر فبراير (شباط)، وخندقين يبلغ طولهما الإجمالي نحو 91 متراً.
وتؤكد هذه الصور المخاوف بشأن مدى انتشار الوباء وتستر النظام الإيراني عليه.
وفي 24 فبراير، فيما كانت الخنادق محفورة، اتهم نائب من مدينة قم الواقعة على بعد 75 ميلاً (120 كم) جنوب طهران، وزارة الصحة بالكذب حول حجم تفشي المرض، قائلاً إنه كان هناك بالفعل 50 حالة وفاة في المدينة، مع أن الوزارة كانت تدعي أن 12 شخصاً فقط ماتوا بسبب الفيروس على الصعيد الوطني.
وحينها، عقد نائب وزير الصحة إيراج حريرشي مؤتمرا صحافيا «لإنكار» تلك المزاعم بشكل قاطع، لكنه كان يتصبب عرقا ويسعل، ليكتشف في اليوم التالي أنه مصاب بالفيروس.
وأعلنت إيران اليوم (الجمعة) 85 وفاة جديدة بكورونا المستجد، في أعلى حصيلة وفيات ليوم واحد يتم تسجيلها في الدولة التي تعد بين الأكثر تأثّرا بالفيروس في العالم، ما يرفع عدد الوفيات في إيران إلى 514.
وقال الدكتور أمير أفخامي، مؤلف كتاب تاريخي عن تجربة إيران في تفشي وباء الكوليرا، «عدوى حديثة»، إن القبور الجماعية تضيف وزناً للشكوك في أن أرقام الوفيات الحقيقية أعلى بكثير ولا تزال تغطيها القيادة.
وأوضح أفخامي، الأستاذ المساعد في جامعة جورج واشنطن: «لا يفاجئني أنهم يحاولون الآن إنشاء مقابر جماعية بهدف إخفاء المدى الفعلي لتأثير المرض».
وأضاف أن الشراكة التجارية الوثيقة بين إيران والصين، وخوف الحكومة من تعطيل تلك الشراكة، ساهما في الانتشار المبكر والسريع للفيروس.