سيتي يزيد من متاعب ريال مدريد وغوارديولا يعود لتأكيد جدارته في «سانتياغو برنابيو»

غامر المدرب الإسباني لمانشستر سيتي الإنجليزي، جوسيب غوارديولا، وأربك دفاعات ريال مدريد الإسباني، ليسقطه في عقر داره 2 - 1. كما فاجأ ليون الفرنسي ضيفه يوفنتوس الإيطالي، بفوز تاريخي 1 - صفر في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
على ملعب «سانتياغو برنابيو»، عاد غوارديولا ليفرض جدارته مجدداً على أرض ريال مدريد، ومستعيداً ذكريات انتصاراته عندما كان يقود فريق برشلونة.
وقاد غوارديولا فريق مانشستر سيتي لفوز ثمين على مضيفه ريال مدريد، ليكون الانتصار السادس له على النادي الملكي الإسباني في هذا الملعب، بعدما سبق وقاد برشلونة من قبل لخمسة انتصارات.
وكانت المباراة هي الأولى لغوارديولا على ملعب الريال منذ 2014، عندما مني بالهزيمة الوحيدة له مع فريقه السابق بايرن ميونيخ صفر - 1، كما تعادل في مباراتين مع برشلونة وكانتا في 2011، خلال بطولتي كأس السوبر الإسباني والدوري الإسباني.
وهذا أول فوز لمانشستر سيتي رسمياً على ريال مدريد، وكانت أبرز مواجهاتهما في نصف نهائي نسخة 2016، عندما ودع سيتي محققاً أفضل نتيجة له في تاريخ المسابقة.
ورغم تخلفه بهدف لاعب الوسط إيسكو، قبل نصف ساعة على نهاية الوقت، حافظ رجال غوارديولا في مانشستر سيتي على رباطة جأشهم، وسجلوا ثنائية في غضون خمس دقائق، عبر البرازيلي غابريال خيسوس في الدقيقة 78، ونجمه البلجيكي كيفن دي بروين (83 من ركلة جزاء)، وكان قادراً على زيادة رصيده لو استفاد من طرد قلب دفاع ريال سيرجيو راموس في الدقيقة 86.
كما حفظ سيتي ماء وجه الأندية الإنجليزية التي عانت ثلاث خسارات في ذهاب ثمن النهائي، إثر سقوط ليفربول حامل اللقب على أرض أتلتيكو مدريد الإسباني صفر - 1، وتوتنهام على أرضه أمام لايبزيغ الألماني صفر - 1، وتشيلسي على أرضه أمام بايرن ميونيخ الألماني صفر - 3.
وكان سيتي قد صُدم مطلع الشهر الحالي بقرار إيقافه سنتين عن المشاركة الأوروبية من قبل الاتحاد الأوروبي للعبة، بسبب خرقه قواعد اللعب المالي النظيف، واستأنف القرار لدى محكمة التحكيم الرياضية.
وأعرب غوارديولا عن سعادته البالغة بالفوز وقال: «لم نعتد كثيراً على مثل هذه الأمور، لا أستطيع تصديق أننا فعلناها في أرض ريال مدريد».
وأوضح: «مانشستر سيتي وصل مرة واحدة فقط للمربع الذهبي بدوري الأبطال، ولكن الفوز على الريال في (سانتياغو برنابيو) يمنحنا قناعة هائلة. إنه أمر رائع ونتمنى أن يساعدنا هذا الفوز في المستقبل... أشعر بالسعادة لهذه النتيجة، وأيضاً للأداء الجيد للفريق في هذه المباراة الصعبة أمام نادي لديه شخصية هائلة».
وأشار غوارديولا إلى أن «كرة القدم هكذا. في الدقائق الأولى لم نستطع أن نقدم 10 أو 12 تمريرة متتالية، ثم لعبنا بشكل أفضل بعد هذا»، وأضاف: «تلقت شباكنا هدفاً كان يجب ألا نستقبله، ولكن هذه الأمور تحدث أحياناً. كان الريال هو الأفضل في بداية المباراة، ولكننا سجلنا هدف التعادل، ثم سجلنا الهدف الثاني. نشعر بالسعادة بعد هذه المباراة، ولكن علينا انتظار مباراة الإياب. المواجهة لم تحسم بعد».
وأشار غوارديولا إلى أن الريال لم تسنح له فرص كثيرة، وأوضح: «باستثناء الفرص التي سنحت لكريم بنزيمة، في الشوط الأول، لم يهدد الريال مرمانا، كانت فرصنا كثيرة، وبعدها تأثرنا بالهدف الذي سجله إيسكو. ولكننا استعدنا مستوانا المعهود بعدما سجلنا هدف التعادل».
وأكد: «في دوري الأبطال، لا يوجد فريق يسيطر على كل شيء على مدار الـ90 دقيقة».
وخص غوارديولا لاعبَيه خيسوس ودي بروين بالإشادة، واصفاً إياهما بالأفضل خلال المباراة.
في المقابل، زادت متاعب ريال، المتوج 13 مرة بلقب المسابقة المرموقة (رقم قياسي)، بعدما خسر المباراة بعد تخليه عن صدارة الدوري المحلي لغريمه برشلونة قبل أيام.
وقال لاعب وسط ريال، البرازيلي كاسيميرو: «خضنا 75 دقيقة رائعة أمام فريق كبير، ثم تراجعنا في غضون ربع ساعة، لهذا قاتلوا وقلبوا النتيجة. إذا كان هناك من فريق قادر على قلب الخسارة فهو ريال مدريد، وسنفعل ذلك في الإياب».
بينما زعم فينيسيوس جونيور، جناح ريال مدريد، بأن الحكم لم يعامل فريقه بشكل عادل، وقال: «هدف خيسوس كان يجب عدم احتسابه بسبب وجود خطأ، والجميع يعلم ذلك. يوجد حكم الفيديو المساعد؛ لكن حكم الساحة لم يذهب لرؤية الإعادة. كان يمكنني مشاهدة أن الأمر كان واضحاً من خارج الملعب. الحكام يأتون هنا ويتعمدون اتخاذ قرارات ضدنا. الأمر دائماً كذلك. نحن الفريق الأكثر فوزاً بألقاب الدوري ودوري الأبطال، وسيكون الأمر كذلك دائماً».
ولم يجد زيدان ما يشتكي منه بشأن الخطأ، وكان غاضباً من فقدان فريقه التركيز في آخر ربع ساعة، وقال المدرب الفرنسي: «الحكم أبلغني بأنه لم يكن هناك أي دفع واتخذ قراره. ما يضايقني هو ما فعلناه، الأخطاء التي ارتكبها الفريق تؤلم بشكل أكبر؛ لأننا لم نستحق ذلك. يجب علينا الحفاظ على تركيزنا لمدة 90 دقيقة».
ودفع غوارديولا بتشكيلة صادمة، استبعد فيها هدافه الأرجنتيني سيرخيو أغويرو، والمهاجم رحيم سترلينغ، والمدافع البرازيلي فرناندينيو.
ورأى المدرب المتوج مرتين باللقب مع برشلونة (2009 و2011) أن سترلينغ لم يستعد بعد لياقته، على غرار فرناندينيو، بينما اعتبر الزج بالبرازيلي غابريال خيسوس بدلاً من أغويرو شأناً تكتيكياً. لكن مفاجأته تواصلت بالرسم الفني، عندما وقف خيسوس على الجانب الأيسر، بينما بقي البرتغالي برناردو سيلفا وحده في المقدمة أمام القائد البلجيكي كيفن دي بروين.
وقال خيسوس عن لعبه في مركز الجناح قبل دخول سترلينغ في نهاية اللقاء: «أتذكر أيامي في أكاديمية (بالميراس) عندما كنت ألعب جناحاً ثم أصبحت مهاجماً؛ لكني أنزل أرض الملعب لمساعدة زملائي، ولا يهم إذا كنت أركض إلى الخلف أو الأمام. يجب أن نغير مراكزنا أحياناً».
أما دي بروين فشرح: «في أربع سنوات مع غوارديولا يفاجئك أحياناً. أحياناً لا يتم إبلاغ اللاعبين بمهامهم حتى قبل المباراة بقليل».
في المقابل، ترك الفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال، الجناح الويلزي غاريث بيل المبعد أخيراً عن المواجهات الأساسية، ولاعب الوسط الألماني توني كروس، خارج تشكيلته، قبل أن يدفع بالأول في آخر ربع ساعة.
وفي المباراة الثانية على ملعب «غروباما ستاديوم»، فاجأ ليون الفرنسي ضيفه يوفنتوس بفوز تاريخي 1 – صفر، بفضل هدف لوكا توزار في الدقيقة 31. وهو الفوز الأول لليون على بطل الدوري الإيطالي في الأعوام الثمانية الأخيرة، والمتوج بلقب المسابقة القارية العريقة مرتين، بينما تبقى أفضل نتيجة للفريق الفرنسي التأهل لنصف نهائي موسم 2009 - 2010.
وفرض ليون أفضليته في الشوط الأول وترجمها إلى هدف، بينما تفوق يوفنتوس في الثاني، دون أن ينجح نجمه وهداف المسابقة الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو في إدراك التعادل. ودفع ماوريسيو ساري مدرب يوفنتوس بلاعب الوسط الفرنسي أدريان رابيو أساسياً، على حساب مواطنه بليز ماتويدي في ثالث مباراة له أساسياً هذا الموسم، وجلس الأرجنتيني غونزالو هيغواين على مقاعد البدلاء، على غرار فيديريكو برنارديسكي.
وظهر إحباط ساري من عدم قدرة لاعبيه على ترجمه خططه في أرض الملعب. وفي تعليقات يمكن اعتبارها تتحلى بالأمانة وتمثل انتقادات علنية للاعبيه، قال المدرب البالغ عمره 61 عاماً: «فريقي يعاني لاستيعاب الأسلوب الذي أود تطبيقه في التمريرات السريعة القصيرة. أواجه كثيراً من الصعوبات في إيصال الفكرة. في المران تتحرك الكرة حوالي 200 كيلومتر في الساعة؛ لكن الشيء الغريب أن هذا لا يحدث في المباريات. في المران نعمل بسرعة أكبر ضعفين مما شاهدته في هذه المباراة».
وقبل قدوم ساري الذي اكتسب شعبية هائلة خلال ثلاث سنوات مع نابولي إلى منصبه الحالي الصيف الماضي، قضى يوفنتوس خمسة مواسم تحت قيادة المدرب الأكثر واقعية ماسيميليانو أليغري الذي توج بلقب الدوري المحلي في كل مواسمه الخمسة.
وقال ساري: «في الشوط الأول كانت تمريراتنا متواضعة، ولهذا السبب عانينا. تحسن مستوانا في الشوط الثاني؛ لكنه لم يكن كافياً لمباراة في دوري أبطال أوروبا». وليس من المعتاد توجيه مثل هذه الانتقادات العلنية، وربما يتسبب ذلك في إغضاب اللاعبين أو إدارة النادي.
وقال البرازيلي دانيلو، مدافع يوفنتوس: «لا يمكننا اللعب كما فعلنا في الشوط الأول في مباراة مهمة مماثلة. في الإياب يجب أن نلعب كما فعلنا في الجزء الأخير من هذه المباراة».
أما زميله المدافع ليوناردو بونوتشي فشرح: «كان المنافس الأفضل في كل شيء بالشوط الأول، لا أعرف لماذا. كنا بعيدين بعضنا عن بعض، وسهَّلنا الأمور على ليون. يجب أن نعمل كثيراً لأننا لا نتحمل مباراة مماثلة في تورينو».
في المقابل لم يكن الفوز 1 - صفر كافياً لمدرب ليون رودي غارسيا الذي تحسر على عدم تسجيل فريقه هدفاً آخر.
وقال غارسيا: «لو أردنا التأهل فعلينا التسجيل في الإياب. لم تهتز شباكنا في ملعبنا وهو أمر مهم للغاية في أدوار خروج المغلوب؛ لكني نادم على عدم تسجيل هدف آخر في الشوط الأول، عندما أتيحت لنا الفرصة».
وردت العارضة كرة من كارل توكو – إيكامبي، قبل أن يفتتح توزار التسجيل. واعترف غارسيا: «في الشوط الثاني تعرضنا لضغط أكبر، وكان من الصعب الاستحواذ على الكرة. عندما حصلنا على الكرة لم نكن خطيرين».