الألعاب أيضاً تعاني الهلع من كورونا

خلا معرض الألعاب الكبير في نيويورك هذه السنة من جناح صيني بسبب فيروس كورونا المستجد، فيما حضرت في الأذهان المشكلات التي يعاني ثاني اقتصاد في العالم بسبب هذه الأزمة وعواقبها المحتملة على مبيعات القطاع.
وقد شهد الإنتاج في الصين، أكبر البلدان المصنعة للألعاب في العالم، تراجعا مفاجئا منذ شل القطاع بفعل تفشي الفيروس.
وبين أكوام من الدببة القماشية والألعاب الإلكترونية ودمى الأطفال، يتساءل المشاركون الـ25 ألفا في معرض نيويورك الذي اختتم الثلاثاء عن أثر هذه الأزمة الصحية.
ويؤكد ممثلون عن جهات عدة عاملة في القطاع أن تفشي فيروس كورونا المستجد بعد أعياد نهاية العام جنب القطاع خسائر محتملة أكبر بكثير. لكن نظرا إلى أن الصين تصنع ما يقرب من 85 في المائة من الألعاب المبيعة في الولايات المتحدة، قد تنفد بعض الألعاب من الأسواق بحلول الصيف المقبل.
ويؤكد آيساك لاريان المدير العام لمجموعة «إم جي إيه إنترتاينمنت» أن الوباء «سيكون له أثر بالغ في العالم أجمع». وتستعين شركته بمخزونها لتزويد زبائنها بدمى «لول سوبرايز» أحد أشهر منتجاتها.
وتعمل المصانع المتعاونة مع «أمي جي إيه» في الصين حاليا بـ20 في المائة فقط من قدراتها لأن عمالا كثيرين لم يعودوا إلى عملهم وسط تباطؤ كبير في الأنشطة جراء النقص في بعض المواد أو مشكلات لوجيستية.
ويؤكد لاريان أن أثر فيروس كورونا المستجد على سلسلة الإمداد هو «أسوأ ما شهدتُه» في خلال 41 عاما في قطاع الألعاب.
ويقول آرون موديريك مبتكر معجون الصلصال «كريزي آرونز» إن «هذا الأمر الموضوع الرئيس للأحاديث كلها بسبب القدر الكبير من الغموض».
ومع أن شركته هي من بين المجموعات القليلة في القطاع التي تصنع منتجاتها بالكامل في الولايات المتحدة، يبدي موديريك قلقا إزاء تبعات أوسع لتفشي فيروس كورونا المستجد.
وهو يوضح لوكالة الصحافة الفرنسية: «إذا ما فرغت الرفوف في المتاجر، لن يستفيد أي طرف».
وعادة ما تشارك الشركات الصينية بأعداد كبيرة في معرض نيويورك للألعاب، الأكبر في القطاع في القارة الأميركية، مع عشرات منصات العرض في مركز جايكوب جافيتس.
غير أن جمعية مصنعي الألعاب، وهي الجهة المنظمة للمعرض، قررت قبل أسابيع عدم إقامة جناح صيني هذه السنة ملغية مشاركة 47 جهة عرض ونحو 550 شخصا، على ما يوضح رئيس الجمعية ستيف باسيرب.
ولم تتراجع نسبة الارتياد بصورة كبيرة بسبب تدفق زوار لم يتمكنوا من التوجه للمشاركة بمعارض في الصين.
ومن بين أعضاء الجمعية، اشتكت شركات عدة عاملة في الهند وماليزيا وبلدان أخرى في المنطقة من النقص في القطع أو المواد الأولية الآتية من الصين. ويشكو البعض أيضا من المنافسة المتوقعة على حاويات الشحن بعدما يعود الوضع إلى طبيعته، وفق باسيرب. ويقول: «الوضع في القطاع لم يصل بعد إلى مستوى الأزمة الكاملة. لكن إذا بقي الوضع على حاله في أبريل (نيسان) المقبل، عندها سنكون أمام مشكلة حقيقية».
واضطرت شركة «واو وي» التي تبيع دبباً قماشية وألعابا إلكترونية إلى إرجاء بعض المراحل الضرورية لإطلاق منتجات جديدة نظرا إلى عدم استطاعة مهندسيها في هونغ كونغ من التوجه إلى المصانع في الصين، حيث يتغيب أكثر من نصف الموظفين.
ويقول المدير التقني لمجموعة «واي وي» دافن سافر: «لقد فقدنا أسبوعين من النشاط بدوام كامل»... لكنه يبدي أمله في إمكانية احترام الجدول الزمني للإنتاج في حال رفع تدابير الحجر الصحي قريبا.
كذلك تأمل شركة «فان رايز» التي تتخذ في كاليفورنيا مقرا لها أن يبقى أثر الوباء محصورا لأنها تنتج أكثرية ألعابها في فيتنام. غير أنها مضطرة حاليا للاستعانة بالمخزون من أجل الحصول على المكونات الإلكترونية اللازمة لتصنيع ألعاب عادة ما تنتجها في الصين. كما أن مديرها التجاري جاستن ميلز أوركات لا يعلم هل ستكون الشاحنات الألعاب المصنعة في الصين جاهزة هذا الصيف.
كذلك يبدي المدير العام لمجموعة «ماغفورمرز» كريس تيدويل قلقه على شركته لقطع التجميع المغناطيسية المصنعة بالكامل في الصين. وحتى اللحظة لم يعد سوى ثلث العمال إلى المصانع. ويقول: «هذا الأمر سيؤثر علينا بدرجة كبيرة. هذه السنة ستكون معقدة بلا شك».