موهبة ميسي تحت المجهر في معقل مارادونا

تختلف الآراء حول هوية أفضل لاعب في العالم على مر الأزمنة. هل هو البرازيلي بيليه، أو الأرجنتيني دييغو مارادونا، أو مواطنه ليونيل ميسي؟ إلا في مكان واحد وتحديداً مدينة نابولي الإيطالية إذ سيبقى مارادونا الأفضل دائماً، وحيث سيخوض ميسي اليوم أول مباراة على ملعب سان باولو في مسيرته عندما يقود فريقه برشلونة الإسباني في مواجهة الفريق الجنوبي الإيطالي في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.
ويقول ماسيمو فينياتي الذي عملت والدته طباخة لمارادونا خلال السنوات السبع التي قضاها مدافعاً عن ألوان نادي المدينة الجنوبية، ويملك متحفاً خاصاً بالنجم الأرجنتيني، لوكالة الصحافة الفرنسية: «ستكون لحظة مميزة رؤية ميسي على ملعب سان باولو بطبيعة الحال، لكن مارادونا يبقى الأعظم دائماً».
لا يمكن رؤية مدينة أخرى غير نابولي ارتبط ملعبها باسم لاعب. فسان باولو هو ملعب مارادونا، ومنزله. ولم يخض ميسي فيه أي مباراة حتى الآن.
وتطرق ميسي إلى هذا الأمر في حديث لصحيفة « موندو ديبورتيفو» هذا الأسبوع بقوله: «منذ فترة وأنا أرغب بالذهاب للعب في هذا الملعب، لكن الفرصة لم تتح أمامي في السابق، لقد أتت الآن وأنا أتطلع قدماً لعيش هذه التجربة لأنها ستكون رائعة».
وقبل ميسي، زار ملعب ساو باولو لاعبون أرجنتينيون عدة وقد فهموا الشعبية الهائلة التي يحظى به مارادونا التي وضعت في مصاف الأساطير غير الطبيعية، ولخص ذلك مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي سيرخيو أغويرو بقوله: «الجميع كانوا يتحدثون عنه، لقد فهمت بأنه يعتبر الرمز الأهم هنا».
وكان لسان حال مهاجم ميلان وإنتر ميلان وبارما السابق هيرنان كريسبو مماثلاً بقوله: «لقد بكيت من شدة التأثر في المرة الأولى التي جئت فيها إلى هنا».
أما مهاجم يوفنتوس الحالي ونابولي سابقاً غونزالو هيغواين فقال بدوره: «انتابتني قشعريرة عندما فكرت بأن مارادونا لعب هنا».
لا أحد من اللاعبين السالفين يملك هالة مارادونا، لكن هذه الشهادات التي أدلوا بها تؤكد أن الملعب الواقع في حي فيوريغروتا ومدينة نابولي عموماً لم تعد كما كانت منذ فترة السنوات السبع التي قضاها مارادونا في صفوف فريق المدينة (1984 - 1991). وتظهر صور اللاعب صاحب الرقم 10 سابقاً على معظم جدران المدينة ويقوم كثيرون برحلات لرؤية خصلة من شعره التقطت من مقعد في كرسي على متن طائرة عائدة من تورينو وقد وضعت الخصلة على مذبح حرفي صغير في مقهى نيلو في وسط المدينة.
ويؤكد برونو ألسيد مدير المقهى: «دييغو مارادونا جعلنا نعيش أشياء لا يمكن لأي شخص أن يتصورها».
أما الآن فيبدو أن الإقبال الجماهيري على شراء تذاكر المباراة رغم الأسعار المرتفعة يؤكد أن موهبة ميسي تحظى أيضاً بالاحترام في معقل مارادونا.
ويقول قائد نابولي لورنتسو اينسيني: «يملك ميسي فنيات لا أحد يملكها. لا يمكن مقارنته بأحد في المواجهات الفردية. إنه خجول جداً وأعتقد أن هذا الأمر يشعره بالفرح. إنه بطل أيضاً خارج المستطيل الأخضر». وعندما سئل عن مقارنته بمارادونا أجاب بلا تردد: «بعد مارادونا، ميسي هو أقوى لاعب في العالم. مارادونا دائماً في المركز الأول».