تزايد القلق الدولي مع انتشار الحالات حول العالم

واصل فيروس كورونا انتشاره حول العالم مع ازدياد عدد حالات الإصابة والوفيات في الصين وخارجها، خصوصاً في كوريا الجنوبية وإيران، فضلاً عن تسجيل وفاة ثانية في أوروبا، كلاهما في إيطاليا. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، أمس، إن المنظمة قلقة من عدد الحالات التي أصيبت بفيروس كورونا دون صلة واضحة بالتفشي، على الرغم من أن العدد الكلي للإصابات خارج الصين صغير نسبياً حتى الآن. وأضاف أن الحالات التي لا تربطها صلة واضحة بالتفشي تشمل أشخاصاً لم يسبق لهم السفر إلى الصين، أو مخالطة أي حالة إصابة مؤكدة بالفيروس. وقال إن الصين أبلغت منظمة الصحة العالمية باكتشاف 75569 إصابة، من بينها 2239 حالة وفاة.
وأضاف أنه وفقاً للبيانات المتاحة، يظل المرض بسيطاً لدى 80 في المائة من المصابين، وخطيراً أو حرجاً لدى 20 في المائة، أما نسبة الوفيات فهي 2 في المائة من جملة حالات الإصابة. وقال تيدروس إن خطر الوفاة يزيد وسط المرضى الأكبر سناً، موضحاً أن هناك حالات قليلة نسبياً بين الأطفال. وأضاف أن هناك 1200 حالة إصابة في 26 دولة، بخلاف الصين، منها 8 حالات وفاة. وقال إن ذلك يشمل حالة واحدة مؤكدة في قارة أفريقيا في مصر.
ومن المقرر أن يتوجه فريق دولي من الخبراء بقيادة منظمة الصحة العالمية إلى مدينة ووهان الصينية، مركز تفشي الفيروس. وقال تيدروس «أكبر مخاوفنا لا يزال احتمال انتشار فيروس كورونا الجديد، الذي يُعرف أيضاً بـ(كوفيد - 19) في بلدان ذات أنظمة صحية أكثر هشاشة». وأضاف أن المنظمة طلبت 675 مليون دولار لدعم البلدان، خصوصاً الأكثر احتياجاً، مع إعطاء الأولوية لـ13 دولة في أفريقيا بسبب علاقاتها مع الصين.
في غضون ذلك، سجّلت إيطاليا، أمس، وفاة ثانية جراء فيروس كورونا، وهي ثاني ضحية أوروبية، في وقت يزداد القلق حيال ارتفاع عدد الإصابات خارج الصين، فيما دعت منظمة الصحة العالمية إلى التحرّك لاحتواء وباء أصاب 77 ألف شخص في العالم. والضحية الأوروبية الثانية هي امرأة إيطالية، كانت في المستشفى منذ حوالي 10 أيام في لومبارديا (شمال)، وفق ما أفادت وكالات الأنباء الإيطالية التي لم تُحدد عمر الضحية. وأُعلن خلال الليل عن أول حالة وفاة في إيطاليا لرجل يبلغ 78 عاماً.
وأُحصيت نحو 30 إصابة حتى الآن على الأراضي الإيطالية، بينهم أكثر من 25 في لومبارديا، حيث تقرر عزل حوالي 10 مدن بشكل كامل منذ الجمعة. وأول شخص تُوفي في أوروبا بعد أن أصيب بالوباء الذي ظهر للمرة الأولى في ديسمبر (كانون الأول) في مدينة ووهان في وسط الصين، هو سائح صيني من مقاطعة هوباي، وعاصمتها ووهان. وقد وصل هذا الرجل البالغ 80 عاماً في 23 يناير (كانون الثاني) إلى باريس، حيث تُوفي في 14 من الشهر الحالي.
كما سُجلت أكثر من 1300 إصابة حتى الآن، أغلبها في كوريا الجنوبية واليابان. ويواصل المرض تفشيه، مع تسجيل أمس حالة وفاة جديدة في إيران، لترتفع الوفيات فيها إلى خمس، كما أُعلن عن إصابتين مؤكدتين في لبنان وإسرائيل.
في كوريا الجنوبية، سُجلت وفاة ثانية أمس، وارتفع عدد الإصابات لليوم الثاني على التوالي إلى 346 شخصاً مع تسجيل 142 إصابة جديدة، وفق حصيلة أعلنت عنها السلطات الصحية الكورية الجنوبية صباح أمس.
ومن بين الإصابات الجديدة، هناك 92 حالة مرتبطة بمستشفى شيونغدو في جنوب البلاد، حيث أقامت طائفة مسيحية تتبع «كنيسة شينتشونجي ليسوع» مراسم جنازة منذ ثلاثة أسابيع.
وفي اليابان، بدأ أمس مئات السياح الذي كانوا على احتكاك مباشر مع مصابين على متن سفينة «دايموند برنسيس» النزول من السفينة، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية.
وبعد نزولهم، يُفترض أن يخضع للحجر الصحي لمدة 14 يوماً أكثر من ألف شخص، من بينهم أفراد الطاقم، الذين لا يزالون على متن السفينة. وتُثار تساؤلات حول الوسائل التي تعتمدها السلطات الصحية اليابانية التي سمحت هذا الأسبوع لحوالي 970 شخصاً بالنزول من السفينة بعد أن جاءت نتائج الفحوص التي خضعوا لها سلبية لناحية إصابتهم بالفيروس. إلا أن بين هؤلاء أستراليين وإسرائيلياً أُعلن أنهم يحملون الفيروس لدى عودتهم إلى بلدانهم.
ولا تزال سفينة «دايموند برنسيس»، البؤرة الأساسية للوباء خارج الصين. من أصل 3711 شخصاً كانوا على متنها في البداية، هناك أكثر من 630 مصاباً بالفيروس.
وأجلت بريطانيا 32 من ركاب السفينة هم بريطانيون وأوروبيون على متن رحلة أقلعت مساء الجمعة من الصين.
من جهتها، أعادت رومانيا، أمس، راكبين وأربعة من أفراد طاقم السفينة، وأعلنت وزارة الصحة أن الأشخاص الستة «خضعوا لفحوص طبية» لمعرفة ما إذا كانوا مصابين بفيروس كورونا «قبل الإقلاع وجاءت نتائج الفحوص سلبية».
وكذلك، أجلت اليونان، أمس، مواطنين كانا على متن السفينة وسيخضعان للحجر الصحي لمدة 14 يوماً في مستشفى بأثينا، وفق ما ذكر مصدر دبلوماسي. وفي اليابان أيضاً، أعلنت اللجنة الأولمبية المنظمة لدورة طوكيو 2020، أمس، أنها ستؤخر برنامج تدريب المتطوعين خلال الألعاب كإجراء احترازي، مؤكدة أن إلغاء الألعاب المقررة من 24 يوليو (تموز) إلى 9 أغسطس (آب) المقبل، ليس مطروحاً.
في المقابل، في الصين، حيث الغالبية الكبرى للوفيات، يُسجّل تراجع في عدد الوفيات اليومي. فقد أعلنت السلطات الصحية أمس عن 109 حالات وفاة جديدة مقابل 118 في اليوم السابق.
وكذلك بالنسبة لحصيلة الإصابات اليومية بالفيروس الذي يسجّل تراجعاً كبيراً مع 397 إصابة جديدة، أمس، مقابل قرابة 900 أول من أمس. وقللت الصين حتى الآن من تأثير الوباء على المدى الطويل على اقتصادها المشلول جراء الحجر الصحي المفروض على عدد كبير من المدن وإغلاق الطرق. وقال نائب حاكم المصرف المركزي الصيني شين يولو، السبت، عبر قناة «سي سي تي في» الرسمية، إنه مقتنع بأن النمو الاقتصادي «سيرتفع بسرعة» بعد الأزمة. وأشار نائب آخر لحاكم المصرف المركزي ليو غووكيانغ، لوسائل إعلام حكومية، إلى أن المصرف مستعدّ للقيام بتسهيلات نقدية، بما في ذلك «تعديل» معدل الإيداع المرجعي.