ألمانيا: دعوات لمراقبة «حزب البديل»... و«الخضر» يتقدم بخطة طارئة للتصدي لليمين المتطرف

تصارع ألمانيا لإيجاد وسيلة لوقف عنف «اليمين المتطرف» المتزايد بعد مجزرة هاناو، فيما تتزايد الدعوات للتحرك بحزم ضد حزب «البديل لألمانيا» اليميني المتطرف والذي يحظى بأكبر كتلة معارضة في البرلمان، والمتهم بالمسؤولية عن تأجيج خطاب الكراهية في أنحاء البلاد.
ودعا زعيم حزب الخضر روبرت هابيك في تصريحات لصحيفة «باساور نويا برس» إلى وضع هذا الحزب تحت المراقبة. وقال هابيك إن «البديل لألمانيا» يؤجج العنصرية ويروج للتطرف اليميني. ورفض «حزب البديل» لألمانيا اتهام منفذ الاعتداء بأنه يميني متطرف رغم تأكيد الادعاء العام بأن لغته في الشريط الذي تركه تنم عن كره شديد للأجانب. وقال الحزب المتطرف عوضاً عن ذلك بأنه مجرد مجنون. وامتلأت الصحف الألمانية بتصريحات لخبراء وسياسيين يقولون إنه من الممكن أن يكون المرء مجنوناً ويمينياً متطرفاً في الوقت نفسه، أسوة بأندريس بريفيك النرويجي الذي قتل 77 شخصاً في مجزرة دافعاً الأفكار اليمينية المتطرفة».
وتقدم حزب الخضر بخطة عاجلة أمام البرلمان بهذا الهدف. ونقلت صحف ألمانية أن الخطط الطارئة تتضمن إنشاء «فريق أزمات»، يضم سياسيين وعلماء اجتماع، إضافة إلى تعيين مفوض عنصرية وتشديد قوانين السلاح. واقترح «الخضر» أيضاً زيادة التمويل لحماية المؤسسات التي وصفها بأنها معرضة للهجمات مثل المساجد ودور عبادة اليهود. وحول قوانين السلاح، يطالب الخضر بتشديد القوانين بعد أكثر بحيث لا يسمح بتخزين الذخيرة إلا في المكان الذي تستخدم به، فيما يسمح الآن بتخزينها في المنازل. وكان توبياس، منفذ الجريمة البالغ من العمر 43 عاماً، يحمل رخصة سلاح وعضو في نادي الرماية المحلي منذ عام 2012. وفي عام 2019 أعيد النظر برخصة السلاح التي يحملها وتم تجديدها من دون مشاكل. وكانت مجلة «دير شبيغل» قد ذكرت قبل أيام بأن مشتبهاً به بدعم «اليمين المتطرف» كان مسؤولاً عن منح رخص السلاح في السنوات الماضية.
فيما نقلت صحيفة بيلد عن وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر قوله إن قد يفكر بتشديد رخص السلاح للمنتمين لنواد رمي رياضية: «في حال أظهر التحقيق أنه كان علينا التدخل قبل لوقف رخصته، عندما كان علينا أن نغير القوانين». وأضاف أنه في هذه الحالة قد يتم تعديل القوانين لكي يصبح مطلوباً تأمين «تقرير طبي بأن كل شيء بخير وأن الشخص ليس مريضاً نفسياً ولن يشكل خطراً على العامة».
وفي هذه الأثناء، أقرت الحكومة الألمانية مساعدات عاجلة لذوي الضحايا الذي سقطوا في الاعتداء على مقهيين للأرجيلة في مدينة هاناو. وقال مفوض ضحايا الإرهاب في الحكومة إدغار فرانكه: «يمكن تقديم أموال من صندوق تعويضات الأحوال الصعبة خلال أسبوعين بحيث يحصل الأقربون وهم الزوج والزوجة والأطفال على 30 ألف يورو والوالدان والإخوة والاخوات 15 ألف يورو». وأضاف فرانكه أن هذا التعويض يمكن أن يخفف الألم المفزع لفقدان أحد الأبوين أو أحد الأولاد، مضيفاً: «على الأقل هذا يعد مساعدة».
وأعلن المدعي العام جنسيات الضحايا، وقال إن 3 منهم يحملون الجنسية الألمانية، واثنين التركية وواحد البلغارية وآخر الرومانية، إضافة إلى شخص يحمل جنسية البوسنة والهرسك وآخر الجنسية الألمانية والأفغانية المزدوجة.
من جهة أخرى، أظهر استطلاع للرأي أن حزب البديل لألمانيا خسر 2 في المائة من أصوات الناخبين فيما كسبها حزب الخضر. وبحسب استطلاع لمعهد فورسا لقناة «أر تي أل»، فإن التأييد للحزب اليميني المتطرف انخفض من 11 من المائة إلى 9 في المائة فيما ارتفع التأييد للخضر من 23 في المائة إلى 25 في المائة، وبقيت الأحزاب الأخرى محافظة على نسبة التأييد نفسه.