استطلاع للرأي يمنح نتنياهو تقدماً في الانتخابات لأول مرة

تواصل استطلاعات الرأي في إسرائيل إعطاء نتائج تدل على أن حزب الجنرالات «كحول لفان»، برئاسة بيني غانتس، سيتفوق مرة أخرى على حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، لكن هذا التفوق لن يساعده على تشكيل حكومة. من جانبه روج نتنياهو لاستطلاع يعطيه تفوقاً على غانتس لأول مرة منذ بدء المعارك الانتخابية في إسرائيل منذ مطلع السنة الماضية. ومع أن هذا الاستطلاع أيضا لا يعطي أي منهما نتائج كافية لتشكيل حكومة، إلا أن نتنياهو حمل النتائج وراح يعرضها على مؤيديه لتشجيعهم على «المضي قدما نحو النصر»، وفق تعبيره.
والاستطلاع الجديد عرضته شركة الاستطلاعات الإسرائيلية «دايركت بلوس»، ونشرت نتائجه ليلة أول من أمس. وقالت إنه أجري من خلال الإنترنت، وشمل عينة من 3000 شخص، وتحسب فيه نسبة الخطأ 4.5 في المائة. وقال نتنياهو إن «نتيجة هذا الاستطلاع، تدل على بداية انقلاب في نتائج الاستطلاعات، وتظهر تفوق الليكود للمرة الأولى على «كحول لفان» واقتراب معسكر اليمين من الأغلبية اللازمة لتشكيل الحكومة المقبلة».
وبموجب هذا الاستطلاع، حصل حزب الليكود على 33 مقعداً بينما تليه قائمة «كحول لفان» على 31 مقعداً، وسيحصل معسكر نتنياهو بالمجمل على 58 مقعداً، أي بزيادة 3 مقاعد عن قوته الحالية، فيما يتراجع معسكر غانتس إلى 55 مقعدا (إضافة إلى 31 «كحول لفان»، والقائمة المشتركة للأحزاب العربية 14 مقعدا وتحالف العمل - غيشر - ميرتس على 10 مقاعد). وبالمقابل يتألف معسكر نتنياهو من 33 لليكود و17 مقعدا للحزبين الدينيين (شاس 9 ويهدوت هتوراة 8) وحزب «يمينا» لليمين المتطرف 8 مقاعد. ويظل حزب اليهود الروس «يسرائيل بينتينو» بزعامة أفيغدور ليبرمان، لسان الميزان، حتى بعد أن هبط من 8 إلى 7 مقاعد.
وفسرت شركة «دايركت بلوس» هذه الزيادة في قوة الليكود على أنها تعود إلى الارتفاع الذي بينه الاستطلاع في نسبة التصويت بين الجمهور اليهودي لصالح نتنياهو وبين الجمهور العربي (بنسبة 3 في المائة) عن انتخابات سبتمبر (أيلول) 2019، مما سيزيد التمثيل العربي في الكنيست القادمة على حساب «كحول لفان» وغيره من الأحزاب الصهيونية، وقالت إن قرابة ثلثي مصوتي «كحول لفان» العرب ونصف مصوتي «ميرتس والعمل» العرب، سيصوتون للقائمة المشتركة، بسبب تصريحات الأحزاب الصهيونية السياسية المؤيدة لصفقة القرن.
كما أشارت الشركة إلى أن رفض غانتس دعوة نتنياهو لمناظرة تلفزيونية معه أضعفت قوة غانتس جماهيريا. إلا أن عضو الكنيست عن «كحول لفان»، عوفر شلح، قلل من أهمية هذا الاستطلاع. وقال: «الاستطلاعات في الإنترنت لا تعتبر دقيقة؛ خصوصاً أن بقية الاستطلاعات تشير إلى استمرار تفوقنا. ونحن نبذل جهدا كبيرا لتخطي هذه الأرقام والوصول إلى وضع تستطيع فيه تشكيل حكومة من دون أي حزب يميني وحتى من دون المشتركة». وتوقع شلح أن توصي المشتركة على غانتس سوية مع ليبرمان وكحول لفان والعمل، ما يمنحه تفوقا كبيرا ويجعل رئيس الدولة، رؤوبين رفلين، يكلف غانتس بتشكيل الحكومة بلا تردد.
وكان استطلاعان نُشرا، أمس الجمعة، في تل أبيب بينا نتائج متفائلة أكثر لغانتس. الأول نشرته صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، فإن معسكر نتنياهو سيتساوى مع معسكر غانتس بالنتيجة 56 : 56 مقعدا، إذ يحصل «كحول لفان» على 36 مقعدا ومعه تحالف «العمل– غيشر – ميرتس» 8 مقاعد والمشتركة 13 مقعدا. بينما يحصل الليكود على 33 مقعدا «يمينا» 8 مقاعد، وشاس 8 مقاعد، و«يهدوت هتوراة» 7 مقاعد. وأما ليبرمان فيحصل وفقا لهذا الاستطلاع على 7 مقاعد. وحسب استطلاع صحيفة «معريب»، فإن معسكر نتنياهو سيحصل على 54 مقعدا، بينها 32 لليكود، 8 مقاعد لشاس، 7 مقاعد لكل من «يهدوت هتوراة» و«يمينا». وفي المقابل يحصل «كحول لفان» على 36 مقعدا، و«العمل – جيشر – ميرتس» على 8 مقاعد. ويرتفع تمثيل القائمة المشتركة إلى 14 مقعدا، وحزب ليبرمان 8 مقاعد.
وجاء لافتا في هذا استطلاع «يسرائيل هيوم» أن نسبة التصويت ستكون منخفضة عن النسبة في الانتخابات الأخيرة. بين اليهود 62 في المائة قالوا إنهم واثقون من أنهم سيشاركون في التصويت (72 في المائة في الانتخابات الأخيرة) وبين العرب 57 في المائة (59 في المائة في الانتخابات الأخيرة)، وهذا الاتجاه إذا استمر حتى يوم الانتخابات فإن النتيجة ستكون لصالح نتنياهو. واهتم استطلاع «معريب» أن يعرف مدى تأثير إعلان وزارة القضاء الإسرائيلية عن عقد الجلسة الأولى لمحاكمة نتنياهو بتهم فساد خطيرة، في 17 مارس (آذار) المقبل، ومدى تأثير المحاكمة على أدائه، فأجاب 54 في المائة بأن المحاكمة ستضر بقدرته على أداء مهامه كرئيس حكومة. وفي سؤال آخر اعتبر 52 في المائة أنه تعين على غانتس الاستجابة لنتنياهو حول مناظرة تلفزيونية بينهما.