البوابات الإلكترونية في مطار بروكسل تُستبدل لعدم تحقيق النتيجة المطلوبة أمنياً

البوابات الإلكترونية، التي كان من المفترض أن تنقذ مطار بروكسل من الهجمات الإرهابية التي وقعت في مارس (آذار) 2016، سيتم استبدالها لوجود عيوب في التشغيل وتحتاج دائماً إلى وجود أعداد كبيرة من العاملين، وكان الأمر يقتضي تنقل رجال الشرطة من بوابة إلى أخرى نتيجة الإبلاغ عن وجود أعطال بحسب ما نقلت وسائل الإعلام عن كارلو مايدو رئيس نقابة «إن إس بي في»؛ وهي إحدى نقابات رجال الشرطة، التي يعمل عناصر منهم في مطار العاصمة البلجيكية، الذي أضاف أن هذا الأمر مؤسف للغاية ويعني ضياع أموال دافعي الضرائب. وقال: «نتمنى أن يعمل النظام الجديد والبوابات الجديدة بشكل أفضل». وكانت البوابات الحالية قد بدأت العمل فقط في عام 2015، أي قبل أقل من عام على وقوع التفجيرات، التي خلفت 32 قتيلاً وأكثر من 300 مصاب.
وهددت نقابات رجال الشرطة في مطار بروكسل بتنظيم إضراب خلال فترة عطلة المدارس التي بدأت أول من أمس (الاثنين)، وحتى نهاية الشهر الجاري، وقالوا إن السبب في ذلك يعود إلى النقص في الموظفين، ونقص في الموارد، وسوء حالة البنية التحتية، وقد فشل أكثر من اجتماع خلال الأيام الماضية في إيجاد حلول للمشكلة، وتبقى الفرصة الأخيرة في الاجتماع مع الحكومة المقرر اليوم (الأربعاء).
وأعلنت الشرطة الفيدرالية البلجيكية أنه سيتم استبدال بوابات الأمن الإلكترونية المثبتة في مطار بروكسل في عام 2015. وقالت الشرطة إن البوابات الإلكترونية سيستبدل بها «نظام أفضل أداء». وسمحت التكنولوجيا للبوابات الموجودة حالياً بالتحقق من جواز السفر ومقارنة الصورة بوجه الراكب، مع السماح فقط بالدخول في حالة وجود تطابق. كانت الفكرة هي تعزيز الأمن بالمطار، لكن الهجوم على المطار في مارس 2016 أظهر أن النظام - الذي تم شراؤه من شركة برتغالية بمبلغ إجمالي قدره 2.4 مليون يورو - كان بعيد المنال عن حماية الناس أو حتى التعزيز الأمني.
وقالت الشرطة الفيدرالية إن تلك البوابات، لم تكن مرضية من الناحية الأمنية، مضيفة أنه سيتم البحث عن نظام أفضل أداء من الناحية الأمنية في المطار. وأوضح أحد قادة نقابات الشرطة: «الأشخاص الذين كان جواز سفرهم جيداً في كثير من الأحيان لم يتمكنوا من المرور عبر البوابة، لكن المرأة التي تحمل جواز سفر زوجها مع شاربه مرت دون أي مشكلة. وفقاً للبيان الرسمي للشرطة الفيدرالية، سيكون النظام الجديد مناسباً أيضاً للاستخدام في المطارات الأخرى، فضلاً عن محطة السكك الحديدية عالية السرعة الجديدة في محطة بروكسل الجنوبية».
يذكر أنه سبق الإعلان في بروكسل أواخر العام الماضي، أنه ومنذ مطلع عام 2019 وحتى شهر سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، جرى الكشف عن 94 شخصاً من المشتبه في علاقتهم بالإرهاب بعد أن قاموا بحجز تذاكر للسفر من أو إلى أحد مطارات بلجيكا، ومن بينهم 40 من المقاتلين الأجانب. وعقب وصول هؤلاء إلى المطارات البلجيكية جرى اعتقالهم والتحقيق معهم.
ويعود الفضل في ذلك إلى نظام الفحص الشامل على ملايين الركاب. وعن باقي الأشخاص، الذين جرى رصدهم عند الوصول وعددهم 54 شخصاً يشتبه في علاقتهم بالإرهاب وهم من النساء والرجال، فقد ورد ذكر أسمائهم في ملفات لها صلة بالإرهاب ولكن لم يكن رجال الشرطة على علم بأماكن وجودهم، ولهذا جرى وضع أسمائهم في لائحة للأشخاص المطلوبين للتحقيق، وبالفعل جرى التحقيق معهم عقب وصولهم إلى المطارات المختلفة واعتقالهم.