هل يحطم الهلال الكابوس الآسيوي بعد 12 عاما من «الغياب»؟

«سنركض حتى الموت».. هذه الجملة قالها قائد فريق الهلال السعودي ياسر القحطاني وهو يتحدث عن النهائي الآسيوي الكبير الذي سيقام اليوم السبت، حيث يلتقي فريقه الأزرق ضيفه الجديد على الساحة القارية فريق ويسترن سيدني الأسترالي.
وتبدو هذه الجملة هي الفكرة الأساسية لدى أي مسؤول أو لاعب أو مشجع ينتمي للفرقة الهلالية لسبب وحيد، هو أن هذا الفريق لا يزال غائبا عن المشهد الآسيوي البطولي منذ عام 2002، حيث كانت آخر بطولة حققها الهلال في ذلك العام، وبعدها لم ينجح في تحقيق أي لقب، وتسبب ذلك وعلى مدى 12 عاما متتالية في كابوس هلالي اسمه «آسيا»، التي باتت عصية على غير العادة على الفريق الهلالي الذي كان في عقد التسعينات فريقا لا يضاهى على مستوى آسيا، إذ فاز بجائزة أفضل ناد في القارة في فتراتها، كما فاز بـ6 ألقاب متنوعة من بطولات الاتحاد الآسيوي حينما كان يحقق 3 بطولات في سجله الرسمي كل موسم كروي. ولم يكتف هذا الكابوس بالانغماس في ذهنية المشجع الهلالي فقط، بل امتد إلى عبارة تعب من ترديدها حتى الهلاليون أنفسهم، وهي «العالمية.. صعبة قوية»، وهي التي رددها المنتمون للفريق المنافس في الرياض فريق النصر لتكون أشبه بالوبال على كل ما هو أزرق في عيون الهلاليين.
هذا الموسم الهلاليون يحلمون بإنهاء هذا الكابوس والوبال من خلال الفوز بكأس دوري أبطال آسيا، لا سيما أنه بات قريبا ويحس به كل منتم للفريق، بدءا بالرئيس واللاعبين، وقبلهم الجماهير التي ستملأ الليلة مدرجات ملعب الملك فهد الدولي ليتجاوز العدد الـ62 ألف متفرج بحثا عن لقب طال انتظاره. ويقول ياسر القحطاني «اللعب في مثل هذه المباريات كالحلم. الكل يريد أن يلعب في نهائي كهذا».
ويضيف: «أردت اللعب في المباراة الأولى لكني كنت موقوفا.. لكني الآن أنتظر من المدرب أن يشركني وأريد أن أركض حتى الموت.. أريد الفوز بهذا اللقب».
لكن حتى إن لم يحصل القحطاني على فرصة اللعب أساسيا فسيكون بوسع الهلال الاعتماد على ناصر الشمراني صاحب الأهداف الـ10 حتى الآن في المسابقة، آخرها ذلك الهدف المهم ضد العين في إياب قبل النهائي حين خسر الهلال 2 - 1 لكنه تأهل لتفوقه في مجموع المباراتين.
ولو انتصر الهلال فلن يكون تتويجه الأول في آسيا، فهو بطل لهذه المسابقة مرتين من قبل في 1991 و2000. لكنه فشل مرارا في الفوز منذ أن تحولت المسابقة إلى دوري الأبطال في 2003.
لكن حتى هذا لا ينبغي أن يقلق الهلال ومشجعيه، ففي تشكيلة الفريق الثنائي سعود كريري قائد منتخب السعودية وكواك تاي هوي مدافع كوريا الجنوبية، ولكل منهما نصيب من التتويج.
فكريري الذي اشتراه الهلال من غريمه الاتحاد الموسم الماضي، ذاق حلاوة هذه الكأس مع ناديه السابق مرتين في 2004 و2005. ولم يعرف ناد سعودي مذاق دوري أبطال آسيا منذ ذلك التاريخ.
والأحدث كان تتويج كواك تاي هوي باللقب مع أولسان في بلده كوريا الجنوبية حين قاد اللاعب طويل القامة فريقه الأسبق للفوز. ولعلها نذر تثير الارتياح لدى مشجعي الهلال الذين لن يتكلفوا أي أموال لمشاهدة المباراة في الملعب العملاق بعدما تكفل الأمير الوليد بن طلال بشراء جميع التذاكر وأهداها لهم. ويقول عبد الكريم الجاسر، مدير المركز الإعلامي بالنادي، إن التتويج سيمثل لحظة تاريخية للهلال ولكرة القدم السعودية بأسرها. وأضاف: «نتطلع للفوز بالكأس الآسيوية والعودة للإنجازات القارية. إنه حدث هائل وتاريخي للهلال.. للاعبيه ومدربيه وإدارته ومشجعيه».
وتابع: «يتطلع المسؤولون السعوديون للفوز بهذه البطولة.. مر وقت طويل والكل نهم ومتحمس للغاية لتحقيق هذه البطولة القارية لناد سعودي». وقد يعيد الفوز لو تحقق للهلال الحياة لكرة القدم السعودية المتراجعة منذ سنوات.
فالبلد الذي تأهل لنهائيات كأس العالم 4 مرات متتالية بين 1994 و2006 تراجع الآن ليحتل المركز 97 في التصنيف العالمي للمنتخبات بعدما وصل ترتيبه إلى 21 في 2004. كما فشلت السعودية في بلوغ كأس العالم 2014 بالبرازيل. ويقول الجاسر «حين يفوز ناد سعودي بهذه الكأس الآسيوية سيكون في هذا حافزا للاعبي المنتخب الوطني لتقديم أداء جيد في البطولات التالية». ولو أن الجاسر يعني بالبطولات التالية نهائيات كأس آسيا 2015 في أستراليا فسيدفعنا هذا للتفكير أيضا في الحافز الذي يملكه الضيف القادم من نصف الأرض الجنوبي. فبعد عامين فقط من التأسيس يجد واندرارز نفسه سريعا على بعد ربما 90 دقيقة فقط من منح أستراليا أول ألقابها في دوري أبطال آسيا.
ولم يكن واندرارز الفريق الأفضل في سيدني في مباراة الذهاب، لكنه صمد في وجه الضغط السعودي ثم اقتنص هدفا عن طريق تومي يوريتش في منتصف الشوط الثاني. وإن لعب واندرارز هكذا على أرضه فلا أحد يتوقع منه أداء منفتحا في الرياض في مواجهة فريق لم يخسر في آخر 5 مباريات على أرضه في دوري أبطال آسيا وسجل 12 هدفا دون أن تتلقى شباكه أي أهداف.