لماذا يتوقع ترمب والعلماء تراجع كورونا خلال شهرين؟

توقع خبراء في تقرير نشره موقع «أكوويذر»، التابع لشركة أميركية تقدم خدمات التنبؤ بالطقس في جميع أنحاء العالم، انتهاء فيروس «كورونا» الجديد في أبريل (نيسان) المقبل، مطالبين في الوقت ذاته بألا يكون ذلك دافعاً للتراخي في بذل الجهود اللازمة لإنتاج اللقاح الخاص بالمرض.
ورغم أن التقرير تم نشره في 8 فبراير (شباط) الجاري، فإن تصريحات للرئيس الأميركي ترمب كررت ما جاء فيه من معلومات أعطته زخماً.
وقال ترمب للصحافيين في تصريحات نقلتها شبكة «سي إن إن» الأميركية أول من أمس، إن «الفيروس عادة ما سينتهي في أبريل، لأن الحرارة تقتل هذا النوع من الفيروسات»، وكرر المستشار الطبي للحكومة الصينية وخبير الأوبئة تشونغ نانشان (83 عاماً) نفس النبوءة في مقابلة مع وكالة «رويترز» في توقيت متزامن.
وكان خبراء الأرصاد الذين درسوا تأثير الطقس على الأمراض السابقة، قالوا في تصريحات موقع «أكوويذر» أن الطقس في أبريل المقبل قد يكون له دور في قمع فيروس «كورونا» الجديد.
ونظر خبراء الأرصاد الجوية في أنماط انتقال فيروسات الماضي مثل السارس في عام 2003. وبيانات الإنفلونزا الإسبانية لعام 1918 والإنفلونزا الأميركية الموسمية خلال العقد الماضي.
وقال الدكتور جول مايرز، مؤسس ورئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة «أكيو ويذر»: «في الوقت الحالي وعلى مدار الأشهر القليلة المقبلة، بسبب ضعف سطوع الشمس ودرجات الحرارة الباردة في نصف الكرة الشمالي، قد يساعد الطقس في انتشار الفيروس، ومع ذلك، وبناءً على ما رأيناه في الماضي من الفيروسات، بما في ذلك فيروس السارس وغيره، هناك انتشار فيروسي أقل عندما تكون الشمس قوية ودرجات الحرارة دافئة من أبريل إلى سبتمبر (أيلول)، فمن المحتمل أن تكون أشعة الشمس مشرقة، ويمكن لفترات أطول من النهار والطقس الأكثر دفئاً أن يكبح الفيروس في أشهر الصيف».
ومع بناء التوقع استناداً إلى الفيروسات السابقة يعطي د. مايرز احتمالاً أن يكون هذا الفيروس مختلفاً عن سابقيه، ويضيف: «نحن متفائلون بسبب الخبرات السابقة، ولكن لا بد أن نضع احتمالاً بأنه لن يتصرف مثل الآخرين، وأنه لا ينخفض بمجرد أن تصبح الشمس أقوى وتتزايد درجات الحرارة طوال فصل الصيف، وبالتالي إذا استمر خلال فصلي الربيع والصيف بالكامل، فقد يصيب الملايين ويصبح وباءً».
واتفق د. أندرو بيكوسز، الأستاذ بجامعة جونز هوبكنز مع ما ذكره د.مايرز، وقال في التقرير ذاته الذي نشرته الشركة: «فيروسات كورونا التنفسية تظهر بشكل متكرر أكثر في الأشهر الأكثر برودة (أواخر الخريف، الشتاء)، ونظرًا لأننا لا نعرف كيف تم نقل هذا الفيروس داخل مضيفه الطبيعي، فمن الصعب التنبؤ بما إذا كان له نفس نمط فيروسات كورونا التنفسية البشرية».
وحذر د. بيكوسز من الارتكان إلى أن درجة الحرارة والرطوبة سيكون لها تأثير على انتشار هذه السلالة من الفيروس، والتي تمت ملاحظتها لأول مرة في ديسمبر (كانون الأول) 2019 وقال: «ليس لدينا بيانات عن كيفية تأثير ذلك على انتقال الفيروس الجديد».
وأشار د. بيكوسز أيضاً إلى أنه إذا حدث السيناريو الذي نتمناه وانتهت المشكلة في أبريل المقبل، فلا يجب أن يكون ذلك دافعاً للتوقف عن جهود إنتاج اللقاح.
وأضاف: «عندما يذهب انخفاض لأشعة الشمس مرة أخرى في سبتمبر وأكتوبر (تشرين الأول)، كما رأينا مع الإنفلونزا الإسبانية في عام 1918، يمكن أن تندلع بطريقة هائلة، إذا كان اللقاح وقتها لم يتم تطويره بعد».