«أودي» تطرح الجيل الثالث من «تي تي» بتصميم مبسط مستوحى من شكل السيارة الفائزة بسباق «لومان» للتحمل

كشفت شركة «أودي» عن الجيل الثالث لسيارتها الرياضية المدمجة «تي تي» وذلك قبيل العرض الجماهيري الأول لها في معرض باريس هذا العام. وتعددت لمسات التصميم الجديدة في السيارة التي حافظت على شكلها الخارجي العام. وكانت أبرز جهود التصميم في لوحة القيادة التي اعتمدت على التبسيط.
وخارج السيارة انتقلت علامة الشركة من الشبكة الأمامية إلى مقدمة غطاء المحرك، بينما اكتفت الشركة بشاشة واحدة أمام السائق وخلف المقود تضم كل مؤشرات القيادة والتحكم والملاحة، واستغنت بذلك عن الشاشة الوسطية التي تحملها معظم السيارات الحديثة.
وفي ماربيا جنوب إسبانيا حيث وضعت الشركة سياراتها قيد التجربة على الطرق الجبلية المحيطة بالمدينة وعلى المضمار، قال مدير تسويق المنتجات في الشركة، بنجامين هول، إن «أودي» أرادت بهذا الجيل الجديد أن تقدم أفضل نموذج رياضي يعبر عن الشركة بعد جيلين ناجحين طرحتهما في عامي 1998 و2006. ووصف هول السيارة بأنها نموذج تصميم فريد استوحي من سيارة «أودي» التي فازت بسباق «لومان» الفرنسي للتحمل هذا العام.
وكانت إحدى اللمسات التي طبقتها الشركة في الجيل الجديد عدم وجود غطاء إضافي لخزان الوقود تحت الغطاء الخارجي وذلك لسرعة وسهولة إعادة شحن السيارة بالوقود. وفي الداخل يشبه تصميم لوحة القيادة جناح الطائرة الذي يمتد أمام الراكب الأمامي بمنافذ تكييف دائرية تشبه محركات الطائرات. وتخلصت الشركة من العديد من المفاتيح، وقدمت فكرة الشاشة الواحدة، بحجم 12.3 بوصة خلف المقود التي يمكن للسائق تغيير مشاهدها من الوضع التقليدي الذي يظهر مؤشرات السرعة ودورات المحرك، إلى وضع نظام الملاحة بعرض الشاشة وتقليص حجم مؤشرات القيادة. وتطلق الشركة على هذا التصميم اسم «قمرة القيادة الافتراضية». وتغني الشاشة فائقة الوضوح عن المؤشرات التقليدية والشاشة الإضافية في منتصف لوحة القيادة.
وتقل «أودي - تي تي» في الوزن عن سابقتها بنحو 5 كيلوغرامات، وهي عالية الانسيابية بمعامل مقاومة هواء لا يزيد على 0.29 درجة، وهي تعتمد على ناقل حركة يدوي أو أوتوماتيكي، ونظام إصدار الأوامر صوتيا بعدة لغات ليست من بينها اللغة العربية. وتتعرف أنظمة السيارة على علامات السرعة على الطرق وتبرزها أمام السائق، كما تحافظ السيارة على حارة السير.
وتأتي السيارة أيضا براديو رقمي وتكييف إلكتروني ومقاعد بكسوة جلدية.
وتطرح الشركة أيضا فئة عليا من السيارة تطلق عليها اسم «تي تي إس» وهي مزودة بمحرك سعته لتران يوفر لها قدرة 310 أحصنة مع ناقل من نوع «إس ترونيك» ذي 6 سرعات ينطلق بالسيارة إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في غضون 4.6 ثانية. وهو محرك مكون من 4 أسطوانات على صف واحد، ويعمل بالحقن المباشر للوقود، مع شاحن توربو، و4 صمامات لكل أسطوانة.
وليس هناك نقص في الأسواق في هذا القطاع حيث تنافس «تي تي» سيارات مثل «بورشه كايمان» والفئة الرابعة من «بي إم دبليو» و«شيروكو» التي تنتجها مجموعة «فولكسفاغن» التي تملك شركة «أودي». ولكن «تي تي» توفر الكثير من التأهب والتشبث بالطريق والراحة في الانطلاق، وهي سيارة شبابية مرحة يزداد عليها الإقبال في الأسواق العالمية عن معظم منافسيها.
التجربة العملية شملت الانطلاق بعدة فئات من «تي تي» على طرق جنوب إسبانيا انطلاقا من منتجع «ماربيا كلوب» ومرورا بمدن جبلية طرقها ضيقة وصعبة مثل «روندا». ولم تجد السيارة أي صعوبة في التعامل مع المرتفعات والزوايا الحادة على الطريق ولا في التسارع عند الحاجة لتخطي السيارات البطيئة. الناقل اليدوي كان جيدا في التجاوب وإن كانت الفئات المزودة بالناقل الأوتوماتيكي ملائمة أكثر لمثل هذه الطرق. ويمكن للمشتري الاختيار بين الدفع الرباعي «كواترو» أو الدفع الأمامي.
زوايا الرؤية الجانبية والخلفية جيدة في السيارة، وكذلك متابعة الخرائط الإلكترونية التي تواجه السائق مباشرة خلف المقود، وهو تجديد قد يستعيره العديد من قطاعات السيارات الأخرى في المستقبل. الإضاءة أيضا كانت جيدة وهي «دايودية» مع إشارات فعالة ينطلق فيها الضوء الأصفر من المنتصف إلى طرف السيارة في الاتجاه الذي تسلكه. ويمكن اختيار نظام «ماتريكس» للإضاءة الفعالة الذي تنفرد به الشركة.
وعلى مضمار «أسكاري» الشهير في المنطقة جرت تجربة الفئة العليا من السيارة، «تي تي إس» في عدة دورات حرة للتعرف على خواص التسارع والتحكم. وأنجزت السيارة إنجازا جيدا في التسارع الفوري والتعامل مع المنحنيات وخفض السرعة المفاجئ عبر ضغط المكابح. وهي من السيارات القليلة على المضمار التي لم تشعر السائق بالكثير من ضغوط الجاذبية الجانبية.
ولكن التجربة كشفت عن بعض الملاحظات التي ناقشت فيها «الشرق الأوسط» مسؤولي الشركة، فالسيارة لا تحمل نظام عرض المعلومات على زجاج النافذة الأمامية، ولا تتيح خيار نظام «كروز» الفعال. ولوحظ أيضا أن بعض السيارات لا تحمل كاميرات خلفية التي تعدها الشركة إضافة مدفوعة الثمن.
وفي الرد على هذه الملاحظات، قال المدير الفني في الشركة كاي مايروس لـ«الشرق الأوسط» إن الشركة لم تتلق طلبات ملحوظة على نظام «كروز الفعال» في السيارة، لأن قائدي السيارات الرياضية يفضلون التحكم في التسارع والتباطؤ بأنفسهم، ولذلك أغفلت الشركة تقديم هذه التقنية في القطاع. كذلك أرادت الشركة أن تحتفظ بالتصميم الداخلي في أبسط صوره ولذلك أغفلت أيضا نظام عرض المعلومات على الشاشة الأمامية لأنه يستأثر بمساحة واسعة ووزن أكبر. ويعد مايروس أن وجود شاشة الملاحة أمام السائق مباشرة تغنيه عن الاستعانة بتكرار المعلومات على زجاج النافذة الأمامية.
ورغم أن «تي تي» سوف تطرح في أسواق أوروبا خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، فإنها لن تصل إلى أسواق الشرق الأوسط قبل شهر مارس (آذار) 2015.
ولم تعلن الشركة، بعد، عن أسعارها لأسواق الشرق الأوسط، ولكن المرجح أن تبدأ من 35 ألف يورو في ألمانيا، ونحو 30 ألف جنيه إسترليني في بريطانيا بما في ذلك الرسوم المحلية. وهي سيارة رياضية مناسبة للشباب تتيح لهم القيادة الرياضية بأسعار معقولة.