«بي بي سي» تعتزم إلغاء 450 وظيفة... ونقابة الصحافيين تندد

أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس الأربعاء عن عزمها إلغاء نحو 450 وظيفة لديها. ويأتي ذلك قبل مفاوضات بشأن تمويل وسائل الإعلام السمعية البصرية البريطانية العامة. وقالت فران أنسوورث مديرة الإعلام بهيئة الإذاعة البريطانية في بيان: «علينا تحديث قسم الأخبار للعقد المقبل بشكل يساهم في توفير مبالغ كبيرة»، وأفادت بأنه نتيجة هذه التغيرات سيتم إلغاء نحو 450 وظيفة في أقسام التحرير.
وأضافت أنسوورث: «على (بي بي سي) أن تتأقلم مع التغييرات في طريقة استخدامنا من الجمهور. علينا التأقلم والتحقق من أننا لا نزال وسيلة الإعلام الأكثر مصداقية في العالم وخصوصا أن نكون الأكثر أهمية بالنسبة إلى الجمهور الذي لا يتابعنا اليوم».
وقال مصدر هيئة الإذاعة البريطانية لـ«الشرق الأوسط»: «سيتم نشر مزيد من الصحافيين خارج العاصمة لندن وخارج المملكة المتحدة». وأضاف المصدر أن فريقا من الإذاعة البريطانية «بي بي سي» غادر إلى المملكة الأردنية لتدريب محررين في العاصمة الأردن.
وأوضحت «بي بي سي» أنها مرغمة على توفير 80 مليون جنيه استرليني بحلول 2022، تم توفير نصف المبلغ والنصف الثاني بفضل التدابير المعلنة. وعليها التعويض عن إلغاء رسوم التلفزيون لمن تزيد أعمارهم على 75 سنة، ابتداء من يونيو (حزيران).
وكان مصدر في «بي بي سي»، قد قال سابقا إن القسم العربي في هيئة الإذاعة البريطانية سيشهد عملية إعادة هيكلة شاملة يتوقع أن تطال القناة التلفزيونية أيضا، إلى جانب الإذاعة، على أنه سيتم توسيع بعض المكاتب في منطقة الشرق الأوسط لتحسين الأداء وتطوير المنتج بما يُحسن في النهاية من القدرة على المنافسة في أوساط الجمهور العربي.
وتأتي هذه التغييرات بعد عاصفة الجدل التي أثارتها الأجور بين العاملين من الذكور والإناث والرواتب الضخمة التي يتقاضاها بعض الموظفين والتي تتخطى بكثير راتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
وكانت مؤسسة البث البريطانية بي بي سي أعلنت في عام 2011 عن تسريح ألفين من العاملين فيها بحلول عام 2017، وذلك في محاولة لخفض ميزانيتها بنسبة الخمس نتيجة تجميد رسوم التلفزيون التي تجبى من المشاهدين البريطانيين. وكان قد قال المدير العام لبي بي سي مارك تومبسون في رسالة وجهها إلى موظفي المؤسسة في عام 2011 إنه «لا يستطيع أن ينفي طرد بعض الموظفين قسريا».
إلى ذلك، كانت نقابة الصحافيين البريطانيين قد نددت بالمخططات الهادفة إلى إغلاق اثنتين من إذاعات هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الموجهة إلى خارج بريطانيا، وخفض عدد العاملين في خمس أخرى، من بينها القسم العربي أقدم وأكبر الإذاعات الخارجية الناطقة بغير الإنجليزية، كانت صحيفة (أوبزيرفر) كشفت النقاب عن هذه المخططات التي تنطوي على تسريح مائة من العاملين في سبع من الإذاعات الخارجية. وكان قد انتقد نائب الأمين العام للنقابة (جون فراي) المخططات ووصفها بأنها مضرة وسياسية الدوافع، وفيما يتعلق بالقسم العربي قال إنه قسم حيوي في الوقت الحاضر لأنه يبث أخبارا محايدة إلى منطقة تعيش اضطرابات سياسية ووصف المخططات الخاصة به بأنها انتقام إداري من الموظفين. تجدر الإشارة إلى أن إدارة القسم العربي تواجه حاليا مثلما واجهت في العام الماضي، قضايا في المحكمة العمالية، ورغم أن إدارته وعدت موظفيه بإجراء تحقيق في الشكاوى من سوء المعاملة.